«مسيرة الحرية» تحط في إسلام أباد في تحدّ للسلطة

اشتباكات في باكستان بعد إطلاق النار على عمران خان

شرطي باكستاني يطارد مؤيّداً لخان قرب لاهور أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت باكستان أمس فصلا جديدا من المواجهة بين السلطة والمعارضة حيث اندلعت اشتباكات بعد الحديث عن إطلاق أشخاص يلوحون بملصقات الحزب الحاكم أعيرة نارية على سيارة نجم الكريكيت السابق والسياسي المعارض عمران خان وهو يقود أنصاره في مدينة جوجرانوالا لكنه لم يصب بأذى، في وقت تم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة وأغلقت السلطات العديد من الطرق الرئيسية بحاويات الشحن والاسلاك الشائكة في محاولة لإحباط المسيرات.وانطلقت «مسيرة الحرية» في إشارة الى الذكرى السابعة والستين لاستقلال باكستان في يوم يطلق عليه اسم «يوم الحرية» الخميس من لاهور (شرق) ووصلت أمس الى اسلام اباد التي تبعد 300 كيلومتر في تحد صارخ للسلطة بمطالبة الحكومة بالتنحي.

حصار في العاصمة

وبدت العاصمة وكأنها في حالة حصار اذ نشرت السلطات عشرين الف شرطي وعناصر شبه عسكرية ووضعت حاويات على محاور الطرق الاستراتيجية لمنع تنظيم المسيرة، ودعي موظفو السفارات والامم المتحدة الجمعة الى البقاء في منازلهم خشية ان تتحول التظاهرات الى مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الامن. واتخذت شرطة مكافحة الشغب مواقعها لكن مئات المحتجين شرعوا في التجمع وهم يقرعون الطبول ويغنون ويرقصون استعدادا للترحيب برفاقهم الذين يقتربون من المدينة.

وقال أجاز خان (36 عاما) بوسط إسلام أباد «جئنا لإنقاذ بلادنا بسبب دعوة زعيمنا عمران خان.» وأضاف «لن نغادر قبل أن يقول لنا زعيمنا».

وقبل ذلك في مدينة غوجرانوالا القريبة من لاهور، تحدثت تقارير عن إطلاق انصار رئيس الوزراء نواز شريف النار موكب عمران خان المصفح، لكنه لم يصب أذى، فيما رد أنصار خان بالحجارة ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين.

رصاص حي

وأعلنت الشرطة وشهود أن انصار خان وشريف تواجهوا ايضا في تلك المدينة. وصرح خان لقناة «آري» المحلية «انهم يطلقون الرصاص الحي (...) والشرطة لم تفعل شيئا». لكن الشرطة نفت هذه الرواية وقال ضابط في غوجرانوالا «لم تطلق أي طلقة».

وقال عمران خان أمس من مدينة غوجرانوالا القريبة من لاهور، إن «الملكية تشرف على نهايتها» متهما خصمه بالتصرف كالطبقة الارستقراطية الإقطاعية التي تسيطر على قطاعات كبيرة من الاقتصاد.

وقال عمران خان: «قلت إن مليون شخص سيشاركون في المسيرة نحو اسلام اباد وسيسيرون» في حين يتوقع المراقبون ما بين خمسين الى مئة الف متظاهر في العاصمة.

تساؤلات حول الاستقرار

وأثارت الاحتجاجات تساؤلات حول الاستقرار في وقت تشن فيه الدولة المسلحة نوويا هجوما على مقاتلي حركة طالبان الباكستانية فضلا عن زيادة نفوذ الجماعات المعادية للغرب والجماعات الطائفية.

ويشير بعض أعضاء الحزب الحاكم إلى أن الاحتجاجات مدعومة سرا من قبل عناصر بالجيش الذي تربطه علاقة مضطربة برئيس الوزراء.

وفي البداية، حظرت السلطات هذه المسيرة السياسية وذهبت الى حد ايداع محمد طاهر القادري الذي عاد في يونيو من كندا حيث يقيم، لتحريك «الثورة» في باكستان، قيد الاقامة الجبرية، لكنها تراجعت بالنهاية.

وتشكل نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2013 وأدت الى تولي نواز شريف الحكم للمرة الثالثة في تاريخ البلاد، أكبر خلاف بين الحزبين والحكومة.

وفاز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية الذي يرأسه نواز شريف بالاغلبية في تلك الانتخابات التي أقر المراقبون الدوليون أنها كانت نزيهة رغم بعض المخالافات في عدد من الدوائر الانتخابية.

وينتقد حزب العدالة الذي يقوده عمران خان الذي حل في المرتبة الثالثة في ذلك الاقتراع، عمليات تزوير مكثفة قال إنها حصلت خلال الانتخابات.

Email