أوباما يتهم الانفصاليين ودعوات إلى تحقيق دولي في إسقاط «الماليزية»

إغلاق المجال الجوي شرق أوكرانيا

مقاتل أوكراني انفصالي ينظر إلى ركام الطائرة الماليزية رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أغلقت السلطات الأوكرانية أمس المجال الجوي في الشرق عقب حادث إسقاط الطائرة الماليزية أول من أمس، فوق شرق أوكرانيا ما أدى لمقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصاً، فيما اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما الانفصاليين الاوكرانيين المدعومين من موسكو بالمسؤولية عن الحادث، في حين طالب زعماء العالم بإجراء تحقيق دولي في إسقاط الطائرة.

وذكرت وزارة البنية الأساسية في أوكرانيا أن السلطات اغلقت المجال الجوي فوق المناطق الشرقية حيث تنفذ عملية أمنية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا بعد يوم من مقتل 298 شخصا إثر إسقاط طائرة ركاب ماليزية بالقرب من الحدود الروسية.

وأفادت الوزارة على موقعها على الإنترنت أن المجال الجوي أغلق تماما فوق منطقتي دونيتسك ولوجانسك حيث يشتد القتال وكذلك منعت الرحلات الجوية جزئيا فوق منطقة خاركوف المجاورة.

وكان على متن الطائرة 173 هولندياً، و28 ماليزيا و28 استرالياً و12 اندونيسياً وتسعة بريطانيين وأربعة ألمان وأربعة بلجيكيين وثلاثة فلبينيين وراكب من كل من كندا ونيوزيلندا، فيما توجه محققون أميركيون ومن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وفرق من الشرطة البريطانية إلى موقع تحطم الطائرة.

من جانبه، أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة ان الطائرة الماليزية التي تحطمت الخميس في شرق اوكرانيا قد أسقطت بصاروخ أطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.

وبعد أن وصف الحادثة بأنها «مريعة» شدد اوباما على ضرورة اجراء تحقيق مستقل وشفاف قبل اعطاء رأي حول الاسباب الدقيقة للمأساة. واوضح من جهة ثانية ان اميركياً واحداً على الأقل كان موجودا على متن الطائرة.

في غضون ذلك، طلب مجلس الامن الدولي أمس اجراء «تحقيق دولي كامل ودقيق ومستقل» حول الطائرة الماليزية التي تحطمت في اوكرانيا. وأشارت الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس في اعلان صدر بالإجماع الى «ضرورة ان تسمح كل الاطراف بوصول الخبراء فورا الى مكان تحطم الطائرة للتحقيق حول اسباب هذا الحادث».

وطلب مجلس الامن الدولي ان يجري التحقيق «وفقا لقواعد الطيران المدني الدولي وتمهيدا لمحاسبة (المسؤولين) بطريقة مناسبة». من جهته، رفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «التلميحات» حول المسؤولية عن إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا. وقال تشوركين في اجتماع مجلس الأمن إنه «لا ينبغي ممارسة الضغط على هذا التحقيق والمساس بالنتيجة ببيانات وتلميحات واسعة».

في الاثناء، وصل مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى موقع حادث تحطم الطائرة الماليزية حسبما صرحت ناطقة باسم المنظمة. وفي لندن طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتقديم المسؤولين عن إسقاط الطائرة للعدالة.

وقال كاميرون: إن «ما وقع أمر مفزع وصادم ورهيب للغاية وإن علينا أن نقطع الطريق لآخره للوقوف على ما حدث وكيف حدث». وطالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإجراء تحقيق مستقل بشأن تحطم الطائرة الماليزية، فيما بدا أن رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت تجاوز الزعماء الغربيين الآخرين في إلقاء اللوم إذ طالب بأن تجيب موسكو على أسئلة عن «متمردين تساندهم روسيا» قال إنهم وراء الكارثة. وتم استدعاء السفير الروسي لدى استراليا لمناقشة الأمر.

وطالب رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق في مؤتمر صحافي في كوالالمبور بضرورة مثول مرتكبي الحادث أمام العدالة في أقرب وقت، مشيراً إلى أنه يوم مأساوي وعام مأساوي لماليزيا. وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللائمة على كييف من خلال تجدّد هجماتها على المتمردين منذ أسبوعين بعد عدم صمود وقف لإطلاق النار. ووصف بوتين الحادث بأنه «مأساة».

مكالمات هاتفية

وأعلنت الاستخبارات الأوكرانية أنها تنصتت على مكالمات هاتفية اعترف خلالها متمردون موالون لروسيا بمسؤوليتهم عن قصف الطائرة. وكشف جهاز الاستخبارات الأوكراني (إس بي يو) إن الانفصاليين في شرق أوكرانيا أبلغوا الجيش الروسي بعد دقائق قليلة من سقوط الطائرة أن ميليشيات من القوزاق قصفتها.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومة الصواريخ الأوكرانية كانت مفعّلة يوم تحطم الطائرة. وقالت إن «أجهزة الرصد الروسية سجلت في 17 يوليو نشاطاً في محطة ردار كوبول التابعة لمنظومة صواريخ بوك - ام 1»، مشيرة الى أن المحطة لا تبعد كثيراً عن موقع سقوط الطائرة.

هولندا في حداد

إلى ذلك نكست الأعلام الجمعة في هولندا التي تحاول معرفة المسؤولين عن الكارثة الجوية في شرق أوكرانيا التي أسفرت عن 298 قتيلاً يحمل 154 منهم على الأقل الجنسية الهولندية.

ولم تكتف الصحف بتخصيص صفحاتها الأولى للحادث بل نشرت ملفات مفصلة أيضاً تضمنت صوراً للحطام ولجوازات سفر هولندية عثر عليها في مكان الحادث وخرائط للسياح وصور لضحايا أو لأقاربهم وهم يبكون عند سماعهم الخبر.

الموت يلاحق عائلة أسترالية على الخطوط الماليزية

خسرت عائلة استرالية 4 من أفرادها في كارثتي طائرتي الخطوط الجوية الماليزية، إذ قتل اثنان في حادثة سقوط الطائرة في شرق أوكرانيا، واثنان آخران في الطائرة التي فقدت قبل أربعة أشهر.

وقتل البرت وماري رزق أثناء عودتهما إلى ملبورن بعد عطلة استمرت شهراً في أوروبا، في حادث سقوط الطائرة في شرق أوكرانيا.

ووالد ماري متزوج بأحد أفراد عائلة كوينسلاند التي فقدت الزوجين رودني وماري بوروز، في حادثة فقدان الرحلة «ام اتش 370» التي كانت متجهة من كوالالمبور إلى بكين في الثامن من مارس الماضي، بحسب ما قال غريغ بوروز شقيق رودني.

وكان رودي وماري في طريقهما للعودة من عطلة مع أصدقاء خارج أستراليا. وأشار بوروز الى أنه لا يريد أن يدلي بتصريحات بالنيابة عن عائلة رزق، مؤكداً أنه ليس لديهم أي مشاعر سيئة تجاه الخطوط الجوية الماليزية.

وأضاف: لم يتوقع أحد ما حصل وليس هناك أي إثباتات على الحادثة الأولى .. مازلنا ننتظر الأجوبة من الطائرة الأولى.

Email