أذربيجان تحيي الذكرى 24 لـ «يناير الأسود»
في العشرين من يناير كل عام، تحيي جمهورية أذربيجان ذكرى مذبحة «يناير الأسود» التي راح ضحيتها أكثر من 137 شخصاً، وإصابة 744 آخرين، واعتقال 841 شخصاً، فضلاً عن أربعة مفقودين حتى اليوم.
ففي عام 1990 هبت رياح التغيير على شرق أوروبا ووسط آسيا، وبدأت تتفكك منظومة القبضة الحديدية عن رقاب شعوب وسط آسيا. ومع حلول ليلة 20 يناير، قامت القوات السوفييتية بهجوم دموي وحشي علي الثوار العزل المطالبين بالحرية والاستقلال عن الاتحاد السوفييتي في ساحة الحرية بمدينة باكو عاصمة جمهورية أذربيجان، في محاولة يائسة من قبل القوات السوفييتية لإنقاذ النظام الشيوعي المنهار بفضل سياسة الكبت والاستبداد التي اتبعها زعماء الكرملين ضد السكان الذين شملهم الحكم الشيوعي منذ عام 1917، ولمدة تزيد على سبعين عاماً.
وخلال هذه الأحداث الوحشية قتل 137 وأصيب 744 شخصاً، وما زال أربعة أشخاص في عداد المفقودين، كما اعتقل 841 مدنياً بشكل غير شرعي. وبعد إعلان الحالات الطارئة في 20 يناير قتل 21 شخصاً. أما في المناطق التي لم تعلن فيها حالة الطوارئ فقتل 26 مدنياً.
إن ذكرى هجوم القوات السوفييتية على أذربيجان، والتي تعرف بذكرى «يناير الأسود»، تمثل نقطة تحول في تاريخ تلك البلاد التي نالت استقلالها بعد كفاح مري، حيث اقتحم الجيش السوفييتي مدينة باكو في هذا اليوم بوحشية بالغة، بحجة «إعادة النظام إلى المدينة»، محاولاً سحق حركة التحرر الوطني التي كانت تحظى بتأييد كافة فئات وطوائف الشعب.
وفي هذه المناسبة، قال رئيس الجالية الأذربيجانية في دولة الإمارات سامر عادل إيمانوف إنّ دخول جيش الاتحاد السوفييتي السابق إلى باكو أدى الى مأساة لا نظير ولا مثيل لها في اذربيجان منذ العام 1920.
وأوضح إيمانوف أنّ مأساة 20 يناير التي ادت الى خسائر هائلة ومجزرة المسالمين أكدت كفاح وعناد شعب أذربيجان. ولفت إلى أنّه رغم مرور سنين طويلة على تلك الاحداث الدموية «لا يزال شعبنا يتذكر تلك الليلة المهيبة ويعبر عن احتقاره العميق لمن ارتكبوا هذه المأساة» التي تخلّد أذربيجان ذكراها المؤلمة بيوم حداد شعبي عام أعلن من قبل الرئيس الراحل حيدر علييف في العام 1990.
يشار إلى أنّه في 18 أكتوبر 1991 أصدر المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان بالإجماع القانون الدستوري «حول استقلال الدولة في جمهورية أذربيجان». وعقب هذا القرار، تم تنظيم استفتاء وطني عام في جمهورية أذربيجان في 29 ديسمبر 1991، وأيد شعب أذربيجان بالإجماع مساعي أبنائه المخلصين من استقلال بلدهم.
