مصر

استراتيجية لاستخدام الطاقة الشمسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما حلولاً لأزمة الوقود المشتعلة بالولايات المتحدة، تمثل ذلك الحل في الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والطاقة الشمسية؛ كبدائل مهمة لتخفيف الضغط عن البترول، الذي يشهد ارتفاعات في الأسعار، وأزمات متكررة في كثير من الدول، وليس أميركا وحدها.

وانطلاقا من ذلك، بدأت مصر رحلة البحث عن مصادر بديلة للطاقة، للحد من الاعتماد المتزايد على الوقود التقليدي، لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة، تزامنًا مع جملة المشكلات التي تتعرّض لها المصانع المصرية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، والجدل الدائر حول ذلك الملف، والذي تستند إليه الشركات دومًا في تبرير أسباب خسارتها وعدم ربحيتها، فضلاً عن العوادم المضرة بالبيئة التي تنتج عن المصادر التقليدية للطاقة.

ولذا وافقت الحكومة على إنشاء محطة شمسية حرارية بقدرة 100 ميغاوات بمدينة كوم أمبو بأسوان بتكلفة 750 مليون دولار، في الوقت الذي كان قد تقرر فيه إنشاء صندوق لتنمية الطاقة المتجددة يتبع رئيس مجلس الوزراء مباشرة.

والطاقة الشمسية هي الضوء المنبعث والحرارة الناتجة عن الشمس اللذان قام الإنسان بتسخيرهما لمصلحته منذ العصور القديمة باستخدام مجموعة من وسائل التكنولوجيا التي تتطور باستمرار.

وحدّد وزير الكهرباء المصري حسن يونس أهمية الطاقة الشمسية في بعد ذي ملامح قريبة المدى وبعد آخر ذي ملامح بعيدة المدى، أما قصيرة المدى فتتمثل في إضافة قدرات كهربائية للشبكة القومية بقوة 100 ميغاوات، فيما تتمثل الملامح بعيدة المدى في إيجاد مصادر بديلة للطاقة التقليدية وتطوير الصناعات القومية، ودعم الشركات التي تعاني من ارتفاع أسعار الطاقة.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي د.مختار الشريف إن الطاقة الشمسية هي ثورة جديدة في الصناعة، تسهم في توفير مصادر جديدة غير تقليدية للطاقة في مصر، في الوقت الذي تعمل فيه في الأساس على حماية البيئة من مصادر التلوث، فلها بعد بيئي باعتبارها طاقة نظيفة، فضلا عن البعد الاقتصادي في توفير طاقة رخيصة للشركات، بخلاف البترول ذي الأسعار المتذبذبة والذي يثير جدلاً من آن لآخر.

وأشار إلى أن الحل في الأزمات المتتالية في البنزين والطاقة، فضلاً عن خسائر الشركات الكبرى وخاصة شركات الحديد والألمونيوم، هو التوسع في استخدام المصادر البديلة للطاقة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية التي تسهم في الخروج من هذا المأزق، وحمل الاقتصاد القومي نحو أفق أرحب، بالإضافة إلى جذب ثقة المؤسسات العالمية الكبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في الاقتصاد، وخاصة أن تلك الطاقة نظيفة وتسهم في الحفاظ على البيئة بشكل عام.

وعلى الرغم من كون المشروع يحتاج وقتًا طويلاً لإنجازه إلا أن آمال المصريين تبنى عليه لنقل مصر نقلة حضارية هائلة، تعطيها مشروعية المنافسة مع الاقتصاديات القوية الأخرى.

Email