رفض مغادرة اليمن من دون وجود قيادة انتقالية مستقرة

صالح: لن أتنحى قبل خروج خصومي من السلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنه لن يتخلى عن السلطة ما دام خصومه لا يزالون يحتفظون بمواقع رفيعة المستوى في الحكم، رافضا أيضا مغادرة اليمن «من دون وجود قيادة انتقالية مستقرة»، ومجددا التزامه بالمبادرة الخليجية لحل الازمة السياسية، فيما تظاهر عشرات الآلاف من المناوئين لحكمه في العاصمة صنعاء وعدة مدن، في جمعة «النصر لشامنا ويمننا»، بالتزامن مع تظاهرات اخرى مؤيدة له.

وقال صالح في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية نشرت أمس، إن المبادرة الخليجية «توضح أنه يجب إزالة كل العناصر التي تسبب التوتر في اليمن، ما يعني أنه لا يمكن السماح» للجنرال علي محسن الأحمر، الذي انقلب عليه، وقبيلة الأحمر من الترشح إلى الانتخابات المقبلة والحصول على أي منصب سياسي قيادي أو عسكري في حال تنحيه.

 وأردف: «إن نقلنا السلطة وبقوا، فإن ذلك يعني أننا استسلمنا لانقلاب. وإن نقلنا السلطة، وبقوا في صناعة القرار، فسيكون ذلك خطيراً جداً وسيقود إلى حرب أهلية». وأعرب الرئيس اليمني في المقابلة عن التزامه بالمبادرة الخليجية، نافياً أن يكون «تباطأ» في التوقيع عليها ليبقى في الحكم، ومشيراً إلى أن نائبه عبد ربه منصور هادي «ينتظر لتصبح المعارضة أكثر ليونة»، على حد وصفه. وأوضح صالح: «هذا سوء تفاهم.. نحن على استعداد خلال الساعات والأيام المقبلة للتوقيع عليها في حال اقتربت أكثر أحزاب اللقاء المشترك» المعارض. وتابع: «لا نريد أن تستمر هذه الأزمة».

وقال صالح إنه غير مستعد لمغادرة اليمن «من دون وجود قيادة انتقالية مستقرة»، مضيفا ان «ما يهم اللقاء المشترك هو تنحية الرئيس من السلطة وتنزلق بعدها البلاد بالفوضى». واتهم «حزب الإصلاح»، أحد أكبر أحزاب المعارضة والذي يضم عناصر من الإخوان المسلمين، بأن له «علاقات بتنظيم القاعدة»، منوهاً الى ان صنعاء «تحارب القاعدة في أبين بالتنسيق مع الأميركيين والسعوديين».

وتوجه صالح للأميركيين بعد دعوتهم له بالتنحي بالقول: «هل تحافظون على التزامكم في الاستمرار بالعمليات ضد طالبان والقاعدة؟ إن كان الجواب نعم فهذا جيد، ولكن ما نراه هو أننا نخضع لضغوط اميركية والمجتمع الدولي لتشريع عملية نقل السلطة، وندرك الى أين تذهب السلطة، ستذهب إلى القاعدة المرتبطة مباشرة وتماماً بالإخوان المسلمين»، على حد تعبيره.

آل الأحمر

وألمح الرئيس اليمني في المقابلة إلى دور محسن الأحمر وقبيلة الأحمر والمعارضة اليمنية في محاولة اغتياله في يونيو الماضي، غير أنه افاد ان الحكومة «تنتظر نتيجة التحقيق الأميركي في الهجوم»، مشيراً إلى أنه «قد ينتهي خلال شهر». وشدد على أن علي محسن وآل الأحمر «سيحاكمون في حال ثبت تورطهم». كما حمّلهم مسؤولية القمع الذي يتعرض له المتظاهرون المعارضون، معتبر انهم «من يهاجم القواعد العسكرية والمدنيين والمتظاهرين». واستطرد: «بعض المسلحين يتنقلون في المدينة بحماية علي محسن وآل الأحمر ويغتالون المتظاهرين من الخلف لكي يحملوا الدولة المسؤولية».

 

مناوئون ومؤيدون

في هذه الاثناء، دعا عشرات الآلاف من المتظاهرين المناوئين للحكم لرحيل الرئيس اليمني في احتجاج شعبي جرى بعد صلاة الجمعة بعد اعلان صالح عدم اعتزامه التنحي. وسار المتظاهرون في شارع رئيسي بالعاصمة صنعاء هاتفين «النصر لليمن ولسوريا»، في دعم للنشطاء المطالبين بالديمقراطية في سوريا والساعين لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد أيضا في جمعة «النصر لشامنا ويمننا».

وهتف المتظاهرون بعد خروجهم بعشرات الآلاف من المساجد: «اللهم بارك لنا بشامنا ويمننا، اللهم عليك بصالح وبشار!». كما خرجت تظاهرات مناوئة لصالح في عدة مدن يمنية أخرى. وفي صنعاء أيضا، خرج انصار صالح بالآلاف للإعراب عن دعمهم للرئيس اليمني.

 

إرادة سياسية

 

اعتبرت رئاسة مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة ان السلطات اليمنية «ابدت إرادة سياسية لتحقيق تقدم» وطلبت المصادقة على قرار يدين اعمال العنف المرتكبة «من كل الاطراف». وانتقدت منظمات غير حكومية والاتحاد الاوروبي هذا القرار المصادق عليه بإجماع الدول الاعضاء الـ47 في المجلس لأنه «لم يطلب تحقيقا دوليا».

من جانبها، اكدت رئيسة المجلس لاورا دوبوي لاسيري ان قيامه بالنظر في الوضع في اليمن «تم بناء على طلب الوفد اليمني». واضافت لاسيري: «نعلم انه ما زالت هناك مشاكل على الارض لكن الاهم هو ان السلطات الوطنية التي طلبت هذا الدعم تقول ان لديها ارادة سياسية لتحقيق تقدم».

 

Email