مشاكسة تركية ضد الدور الفرنسي .. وأردوغان لا يريد حرباً طويلة
«الأطلسي» يفشل في بلورة تصوّر حيال ليبيا
فشلت سلسلة اجتماعات مكثفة عقدها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مدى اليومين الماضيين في بلورة قرار بشأن التدخل العسكري في ليبيا، وسط عدم رضا تركي عن الهجمات العسكرية التي تشنها قوات أجنبية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، وقول القيادة التركية انها «لا تفهم دور فرنسا»، وانها تريد إنهاء العملية الدولية بأسرع وقت ممكن.. ولكن الحلف نجح في الموافقة على خطة لفرض تطبيق حظر أسلحة.
وقالت الناطقة باسم الحلف أوانا لونجيسكو إن سفراء حلف شمال الأطلسي وافقوا على خطة عملية تتعلق بفرض حظر على الأسلحة.. في حين ستتواصل المباحثات بشأن خطة تنفيذ العنصر الرئيسي لقرار الأمم المتحدة الصادر يوم الخميس الماضي بشأن ليبيا والمتمثل في فرض منطقة حظر طيران.. في وقت اعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه استعداد الحلف للمشاركة في العمليات خلال 48 ساعة .
ألى ذلك أعلنت تركيا عن عدم رضاها عن الهجمات العسكرية التي تشنها قوات أجنبية على ليبيا. وقال وزير الدفاع التركي محمد وجدي غونول إن بلاده لديها صعوبات في تفهم دور فرنسا. ونقلت وكالة الأنباء التركية (الأناضول) عن الوزير القول إن فرنسا تظهر كما لو كانت تقود تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973، موضحاً أن بلاده لاتزال على اتصال بجميع أطراف النزاع في ليبيا. وقال الوزير التركي إن مجلس الأمن تبنى القرار رقم 1973 الذي يتضمن استخدام القوة، وهو قرار للأمم المتحدة وليس حلف شمال الأطلسي. وأضاف أن «ليبيا للأسف، تتجه نحو أزمة داخلية».
أردوغان والنهاية السريعة
من جانبه، قال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إن بلاده تريد إنهاء العملية العسكرية الدولية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بأسرع وقت ممكن حتى يتمكن الليبيون من تقرير مصيرهم بأنفسهم.
وصرح أردوغان في مكة المكرمة أمس، في اليوم الأخير من زيارته للسعودية، بأن بلاده، العضو في حلف شمال الأطلسي تريد الوفاء بعدة شروط قبل مشاركة الحلف في العملية. وحذر أيضا من أن التدخل العسكري يجب الا ينتهي باحتلال ليبيا الغنية بالنفط والغاز.
وقال أردوغان: «رغبتنا الكبرى هي ان تنتهي هذه العملية في اسرع وقت ممكن».
وأضاف أردوغان، خلال تسلمه الدكتوراه الفخرية في مدينة مكة المكرمة: «رغبتنا الكبرى هي أن يقرر الشعب الليبي مصيره». واستطرد قائلاً إن «القضية الآن هي دخول حلف الأطلسي في العملية. إذا كان حلف الأطلسي سيدخل في العملية لدينا بعض الشروط... أن يدخل الحلف وهو يعترف ويقر بأن ليبيا لليبيين لا لتوزيع مواردها وثرواتها الموجودة تحت الأرض».
في هذه الأثناء، قال مسؤول في الحلف ان هناك حاجة إلى إجراء مزيد من المناقشات حول خطة أخرى بشأن مشاركة محتملة للحلف في تنفيذ حظر جوي فرضته الأمم المتحدة فوق ليبيا.
وقال دبلوماسي إن فرنسا تعارض التنازل عن القيادة لحلف شمال الأطلسي، حيث ترى باريس ان التحالف العسكري الغربي لا يتمتع بسمعة طيبة في العالم العربي مما قد يتسبب في استعداء الرأي العام إذا تولى دورا بارزا.
عقوبات جديدة
وافق وزراء الاتحاد الأوروبي على حزمة جديدة من العقوبات ضد ليبيا تتضمن إدراج 11 مسؤولا وتسع شركات ذات صلة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي في قائمة الممنوعين من الحصول علي تأشيرات سفر وتجميد أصولهم.
وقال مصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن القرار لا يستهدف الشركة الليبية الوطنية للنفط ألاألاالتي من المتوقع تجميد أصولها في وقت لاحق هذا الأسبوع تطبيقا للقرار الدولي رقم 1973.
