رئيس أركان الجيش اليمني: الحوثي يوفر أرضية لـ«داعش» و«القاعدة»

المقدشي لـ«البيان»: الجندي الإماراتي قدوة في الشجاعة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي، أن الجندي الإماراتي ضرب مثلاً يقتدى به في الشجاعة على أرض المعركة نصرةً للشرعية، لافتاً إلى أن معارك التحرير تقترب من نهايتها مع تقلص مساحة سيطرة الانقلابيين.

وفسر المقدشي في حوار مع «البيان» القدرات العسكرية للانقلابيين باستيلائهم على معظم مقدرات الجيش اليمني، فيما كشف أن 65 في المئة من جنود الجيش السابق لا يقاتلون في صفوف الانقلابيين، وتحدث عن تفاصيل مساعي الحوثيين لبناء جيش جديد وفشلهم في ذلك، كما تطرق إلى الإرهاب الذي يكسب أرضية من استمرار الميليشيات الانقلابية.

بعد مرور عامين على تدخل التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن كيف باتت صورة الوضع الميداني على الأرض؟

الحمد لله أنجزنا الكثير وأصبحت اليمن شبه محررة من أيدي الانقلابيين، وما تبقى من مناطق لاتزال في قبضتهم هي الآن في المراحل الأخيرة لسقوطها، وبفضل الله وبالتعاون وبدعم قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبدور فاعل وكبير من الإمارات العربية المتحدة، أصبحت 85 في المئة من الأراضي اليمنية في أيدي الشرعية ولم يتبق إلا القليل، ونحن مستمرون في عملياتنا من جبهة الساحل الغربي لتحرير الحديدة وفي جبهتي نهم وأرحب لتحرير صنعاء وفي جبعة صعدة وفي كل الجبهات.

محافظة تعز رغم تحرير الشرعية جزءاً كبيراً منها إلا أن حسم المعركة لم يتم حتى الآن لماذا؟ وما حقيقة المعادلة هناك؟

الانقلابيون استولوا على مقدرات دولة بحجم اليمن. وجيش اليمن كان يعتبر من أقوى الجيوش في المنطقة، واستولى هؤلاء المتمردون على أسلحته ومعداته وكل إمكانياته، إضافة إلى الدعم والتدريب الإيراني ومن قبل ميليشيات حزب الله، كذلك فإن طبيعة الجغرافيا في محافظة تعز صعبة وجبلية، ولكن إن شاء الله في القريب العاجل سيستكمل تحريرها، حيث إن تعز تعتبر محررة ولم يتبق سوى بعض الجبال والأجزاء في أطرافها في قبضة المليشيات الانقلابية.

تعز مدينة من أفضل المدن اليمنية والعربية تجد فيها نسبة من المثقفين، ولكن ذلك لا يمنع وجود خلافات واختلافات في التوجهات وهناك جماعات لها مصالح ومطامع، وكذلك هنالك من لديهم مطامع شخصية، ولكن نؤكد أن الجيش الآن هو المسيطر في المحافظة أكثر من أي جماعة أخرى، وتتمركز قواتنا في أغلب المناطق خاصة بعد صرف المرتبات ودمج المقاومة بالجيش، ونطمئن الجميع أن تعز هي من أفضل المدن الثقافية في اليمن، ولن يستطيع الحوثة أن يغيروا من ذلك أو من طبيعة سكانها.

أهمية ميناء الحديدة لا تقل عن ميناء عدن، ما أسباب عدم تحرير الحديدة حتى الآن؟

تحدثت قبل قليل أن مقدرات الدولة والجيش الذي كان يعد من أفضل جيوش المنطقة تم الاستيلاء عليه من قبل الانقلابيين، ومنذ تدخل التحالف العربي لاستعادة الشرعية بقيادة السعودية، وبدور فاعل من الإمارات العربية المتحدة، بدأت الشرعية باستعادة المناطق منطقة تلو الأخرى، ولا يزال التقدم مستمراً، ونحن نستغل هذه الفرصة لنتقدم بالشكر لدول التحالف وخاصة الإمارات والسعودية على ما قدموه ولا زالوا يقدمونه في سبيل إنقاذ اليمن.

نوضح هنا أن أراضي اليمن واسعة والعدو يستغل المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ولا يبالي لا بالبشر ولا بالحجر ولا حتى بمقاتليه، ونحن في الجيش اليمني وكذلك التحالف العربي لدينا اهتمام كبير بالعنصر البشري، ونعمل على تجنيب المدنيين ويلات الحرب، وكذلك نهتم بعناصرنا وضباطنا ولا نلقي بهم إلى التهلكة، على عكس الحوثيين وأتباع صالح الذين يدفعون بالبشر للموت سواء مقاتلين أو مدنيين.

الحديدة محافظة استراتيجية وتاريخية وفيها ميناء مهم، لكن قوات الشرعية والتحالف العربي حريصة على عدم تدمير البنية التحتية للمدينة ولا أن يدفع سكانها المدنيين الثمن.

هل لا زالت هناك تهديدات للملاحة البحرية في البحر الأحمر من الحوثيين؟ وكيف تتعاملون مع الألغام البحرية الكثيرة التي تم زرعوها؟

قوات التحالف العربي وقوات الشرعية استطاعت أن تطهر الكثير من الألغام وليس البحرية فقط. بالنسبة للبحر أصبحت أهم موانئ الساحل الغربي في أيدي الشرعية وهي ميناء المخا وميناء ميدي، وهذه أهم الموانئ التي كانت مليشيات الحوثي وصالح تعتمد عليها في تهريب السلاح من الخارج وخاصة من إيران.

رغم تحرير 85‎‎ في المئة من مساحة اليمن إلا أن المناطق الأكثر سكاناً ماتزال تحت سيطرة الانقلابيين. ما وضع المقاومة في هذه المناطق؟

توجد مقاومة وفاعلة أيضاً، وللعلم جزء كبير من رجال المقاومة الذين يقاتلون في مختلف الجبهات هم من أبناء هذه المناطق. ولكن المقاومة في هذه المناطق لا يوجد لديها خطوط إمداد مع المناطق المحررة، حيث تحتاج وقت المعركة إلى دعمها بالغذاء والدواء والسلاح. وهنالك مثال عندما انطلقت حركة مقاومة قوية في محافظة ذمار، لكن لعدم وجود طرق إمداد استطاع الانقلابيون محاصرتهم.

وأبشركم بقرب موعد اقتحام صنعاء، حيث أصبحت قوات الشرعية في أرحب ومطار صنعاء أصبح في مرمى نيران مدفعية الجيش اليمني، وقريباً سيكون في أيدي قواتنا.

الإمارات كان لها دور بارز ضمن قوات التحالف العربي.. إلى جانب دعم المناطق المحررة أمنياً وتنموياً. بماذا تلخصون الدور الإماراتي حتى يومنا هذا؟

دول التحالف قدمت الكثير وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات اللتين كان لهما الحضور الكبير، والإمارات ضحت بخيرة رجالها، وكذلك السعودية ولها دور كبير في مجال التنمية وفي تحرير البلاد. ولولا فضل الله سبحانه وتعالى وعملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية ودور إماراتي بارز لكانت اليمن الآن في أيدي الإيرانيين.

وحقيقة، ضرب الجندي الإماراتي مثلاً يقتدى به على الأرض، وكذلك السعودي وجميع جنود التحالف، كانوا في مستوى عال من الشجاعة والإقدام والتخطيط. ونحن فخورون بجيش الإمارات العربية المتحدة وجيش المملكة العربية السعودية. وتجد هؤلاء المقاتلين الشجعان في ميادين المواجهات في المقدمة يسبقون الجنود اليمنيين. وهذا نفاخر ونعتز به جداً، ولا يمكننا بالكلمات أن نوفيهم حقهم. الإماراتيون إخواننا وجميلهم ووقوفهم هذه الوقفة لن ينساه الشعب اليمني أبداً.

كيف يتمكن الحوثيون وصالح من الحصول على الأسلحة؟ هل مازال هناك مخازن لم تصلها مقاتلات التحالف العربي أم أنه لايزال بمقدورهم التهريب من الخارج؟

ترسانة الأسلحة التي كانت بحوزة الجيش اليمني كبيرة جداً جداً، إضافة إلى أن الحوثيين تأتيهم أسلحة مهربة ونوعية مثل الصواريخ الموجهة، وذلك عندما كانت السواحل بأيديهم مثل المخا وباب المندب، ولكن بحمد الله تم تقليص عمليات التهريب بنسبة 90 في المئة. إلا أنه لايزال هنالك عمليات تهريب عبر سواحل مجاورة.

ما هو عديد الجيش الوطني حالياً؟ وما هي نسبة قوات الجيش التي رفضت القتال في صفوف الانقلابيين؟

عندما نتحدث عن الجيش فهنالك قوات تقاتل في الجبهات وهنالك قوات لا تقاتل ولها مهام مختلفة. هناك أكثر من 200 ألف جندي ولكن ليس كل هؤلاء الجنود يقاتلون في الجبهات.

أكثر من 65 في المئة هي نسبة قوات الجيش السابق التي رفضت القتال في صفوف الانقلابيين. وكان الحوثيون يخططون لبناء جيش جديد في معسكرات ومقرات الجيش السابق. ولكن لم يستطيعوا ذلك. وأنوه هنا أنه لاتزال بعض الوحدات العسكرية التي يسيطر عليها المتمردون ينتظرون وصول قوات الشرعية من أجل العودة إلى أحضانها فوراً.

كيف سيتم التعامل مع من لازالوا في صفوف الانقلابيين؟

الذين أمعنوا في البطش باليمنيين لهم وضع، ومن كانوا مغصوبين ومغلوبين على أمرهم لهم وضع آخر، ولكل حدث حديث. وهذا سيكون القرار فيه للجهات السياسية.

كيف ترون أنه يمكن ضمان ملاحقة تنظيم القاعدة بالتزامن مع استمرار المواجهات مع الانقلابيين؟

من الصعب أن تفرق بين إرهابيي القاعدة والحوثي، وعندما تستذكر ما حدث في محافظة إب، فلا يوجد فيها القاعدة بشكل كبير ولكن هنالك عناصر وبأعداد بسيطة، ومنهم عناصر موالون للنظام السابق، ومثلاً تجد التناغم بين القاعدة والحوثيين مثل ما حدث في بيحان بمحافظة شبوة عندما سلم الحوثيون عناصر القاعدة المعسكرات والمراكز الأمنية.

الحقيقة أنه بوجود الحوثيين في الدولة يزيد التطرف في البلاد وتجد القاعدة وتنظيم داعش أرضية للتمدد، لكن نبشر الجميع بأن الشعب اليمني بالتعاون مع إخوانه في التحالف سيفوت الفرصة على الطرفين.

%90

حول عملية دمج أفراد المقاومة في الجيش، قال اللواء المقدشي إنه تم الانتهاء مما نسبته 90 في المئة أو أكثر من هذه العملية. وننوه هنا بأن أفراد المقاومة الجزء الأكبر منهم هم من المتعلمين والمثقفين وأصحاب شهادات في الطب والهندسة. وعندما تنتهي الحرب سيتركون الجيش ويعودون إلى حياتهم الطبيعية. وأضاف أن ظلم الحوثيين وانقلابهم وممارساتهم دفعت هؤلاء إلى ترك حياتهم ودراستهم وأعمالهم والالتحاق بالمقاومة من أجل تخليص البلاد من الظلم. الآن تقريباً لا يوجد شيء يسمى المقاومة مع عملية الدمج أصبح هنالك جيش موحد.

أحلام إيران لن تتحقق

تطرق رئيس هيئة الأركان للجيش اليمني إلى الدور الإيراني في دعم الميليشيات الانقلابية، وقال إنه لا يخفى على أحد الدور الإيراني في المنطقة وأطماعها في الدول العربية. ولا ننسى عندما أعلنت طهران عن سقوط العاصمة العربية الرابعة صنعاء. وتحدثت عن إقامة الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد. إيران تريد للمسلمين أن يقتتلوا فيما بينهم، وهذه خطة خبيثة. وأردف: «إن شاء الله لم ولن تتحقق أحلامها، حيث انطلقت عاصفة الحزم التي قضت على أحلام إيران بتحقيق ذلك».

الدفاع عن كرامة اليمن

تقدم رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا لما قدموه ويقدمونه للشعب اليمني. وأضاف في حواره مع «البيان»: «نترحم على شهداء الإمارات وشهداء الأمة العربية الذين ضحوا للدفاع عن كرامة وارض إخوانهم اليمنيين الذين لن ينسوا هذا الجميل إلى الأبد، وسيكون اليمنيون جنوداً مع إخوانهم في الإمارات والسعودية في أية محن مستقبلية بإذن الله».

قوات حفظ سلام عربية

استبعد اللواء المقدشي حاجة اليمن إلى قوات حفظ سلام عربية كجزء من الحل السياسي الذي تعثر بسبب رفض الانقلابيين تطبيق القرار الأممي 2216 وعدم التزامه بالمرجعيات الأساسية للسلام. وقال المقدشي إن الجيش اليمني موجود وقوات التحالف العربي موجودة واعتقد ان قوات حفظ سلام عربية لا حاجة لها، خاصة ان هيكلة الدولة موجودة والأمن موجود وحتى إن جزءا كبيرا من الجيش الوطني الحالي الذي يقاتل الحوثيين واتباع صالح هم من الجيش السابق.

Email