توباياس إلوود لـ« البيان»: امتناننا بالغ للإمارات وقواتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

عبر توباياس إلوود وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية في حوار خاص لـ«البيان» عن عظيم امتنان الشعب البريطاني والحكومة البريطانية للإمارات لتحرير القوات الإماراتية المواطن البريطاني بوب سيمبل، الذي كان رهينة لدى تنظيم القاعدة في اليمن. وقال إنها ليست المرة الأولى التي ينفي فيها تنظيم القاعدة أسره لرهينة بعد تحريرها من براثنه.

وقال ألوود إن بريطانيا والإمارات يحملان رسالة الإسلام المعتدلة إلى البلدان ذات الأغلبية المسلمة في العالم، ويكشفان للعالم حقيقة رسالة تنظيم داعش المزيفة.

من جانب آخر قال إلوود إن توجه بريطانيا إلى إعادة فتح سفارتها في طهران غير مرتبط بالاتفاق النووي الأخير بين إيران والدول الكبرى..

مشيرا إلى أن إعادة فتح السفارة البريطانية سيمكن من الحديث مباشرة وبصراحة مطلقة مع الجانب الإيراني، وإعلامه برفض الحروب القائمة في عدد من دول المنطقة بالوكالة عن إيران. وأثنى إلوود على جهود الإمارات في إعادة فتح وتنشيط ميناء عدن، ودعا إلى فتح وتنشيط ميناء الحديدة، محذرا من كارثة إنسانية يمكن أن تطال 20 مليون يمني إذا ما تأخر فتح ميناء الحديدة.

دور متنام

هل لك أن تحدثنا عن زيارتك الراهنة للإمارات وأهم القضايا التي سيتم مناقشتها مع المسؤولين في الدولة؟

أنا سعيد بالزيارة الحالية إلى الإمارات، التي زرتها أكثر من أي دولة أخرى، وهذا يعكس اهتمامي الكبير بالإمارات والدور المتنامي للدولة والمسؤولية الكبيرة التي تحملها على عاتقها في حل الكثير من القضايا والأزمات التي يواجهها العالم اليوم. وعلى الجانب الآخر نعمل عن قرب مع الولايات المتحدة الأميركية والإمارات لمكافحة إرهاب تنظيم داعش..

وأن نبين أنه كيف استغل التنظيم الإرهابي الدين الإسلامي واستغل القرآن لتحقيق مصالحه وأجنداته الإرهابية، ونوضح للناس أن أيديولوجية تنظيم داعش مزيفة. وقد قامت الإمارات بإنشاء مركز صواب لمواجهة أفكار تنظيم داعش المتطرفة.

القوات الإماراتية حررت الرهينة البريطانية بوب سيمبل أخيراً بعد احتجاز تنظيم القاعدة له في اليمن، كيف تنظر لأداء القوات الإماراتية، وكيف ترد على تنظيم القاعدة الذي نفى في بيان له احتجازه لسيمبل؟

نريد بداية أن نعرب للإمارات عن عرفاننا الكبير، وعظيم امتناننا لتحرير القوات الإماراتية للرهينة البريطاني بوب سيمبل، وبفضل القوات الإماراتية عاد المواطن البريطاني سيمبل سالما إلى عائلته؛ إذ عادة في حالات احتجاز الرهائن، لا تنتهي الأمور بشكل جيد.

ولكن في حالة سيمبل، فإن تحرير القوات الإماراتية له عندما كان رهينة لدى تنظيم القاعدة في اليمن، وتأمين تلك القوات خروجه الآمن من هناك، يجعل كل الشعب البريطاني ممتناً للقوات الإماراتية وللإمارات بأسرها. وبالنسبة للبيان الذي أصدره تنظيم القاعدة بأن بوب سيمبل لم يكن رهينة لديهم، فأقول بأنها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها تنظيم القاعدة بياناً من هذا النوع.

لقد رأيت الكثير من بيانات القاعدة تلك، التي ينفي فيها التنظيم احتجازه للرهائن بعد تحريرهم. لا أستطيع أن أدخل في تفاصيل تحرير الرهينة البريطانية كما تعلمين، ولكن ما أستطيع قوله هو أن سيمبل عاد سالما لعائلته، ونحن ممتنون جداً للإمارات لتحريره من أسر تنظيم القاعدة له.

فتح السفارة

بريطانيا عاودت فتح سفارتها في طهران بعد توصل إيران ودول (5 1) إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، كيف يمكن طمأنة حلفائكم الخليجيين بأن هذا التقارب الإيراني البريطاني لن يكون على حسابهم؟

بالتأكيد من المهم جداً إعلام حلفائنا من الدول الخليجية بأية تطورات تحصل مع إيران، ونحن نعمل معهم عن قرب، وأعلمنا حلفائنا الخليجين بكل تفاصيل المحادثات النووية مع إيران، وإلى أين وصلت الأمور مع طهران، وفي نفس الوقت من المهم التوضيح بأن إعادة فتحنا لسفارتنا في طهران غير مرتبط على الإطلاق بالاتفاق النووي الأخير بين إيران والقوى الكبرى.

عندما أغلقنا سفارتنا في طهران، كان ذلك بسبب حدوث اختراق أمني حدث في عام 2011، وشعرنا وقتها أنه لم يكن آمناً لموظفينا البقاء هناك..

واتخذنا قرار إغلاق السفارة ومغادرة طهران. ولكننا منذ وقت تمكنا من تأمين التفاصيل الضرورية اللازمة لإعادة فتح سفارتنا في طهران، وقد أعاد وزير الخارجية فيليب هاموند افتتاحها رسمياً الأسبوع الماضي. وبالتالي إعادة فتح السفارة البريطانية في طهران غير مرتبط بالاتفاق النووي الأخير بين إيران والدول الكبرى.

إعادة فتح السفارة يعني أنكم تثقون اليوم في إيران.. وفيليب هاموند وزير الخارجية أيضاً اصطحب معه طابوراً من كبرى الشركات البريطانية، وعلى رأسها شل النفطية، لأن بريطانيا تريد أن تكون أول المستفيدين من رفع العقوبات الغربية عن النفط الإيراني؛ وبالتالي من مصلحة بريطانيا وشركاتها أن ترفع العقوبات عن إيران.. أليس كذلك؟

لسنا ساذجين وندرك تورط إيران بالوكالة في المنطقة بأسرها. واليوم بعد توقيع اتفاقية بشأن ملف إيران النووي نحن نأمل أن يكون بإمكاننا ضمان أنه لن يكون هناك تطوير لأية قنبلة في إيران خلال العقد المقبل. وباتت الفرص متاحة أمام إيران للمساهمة بطريقة مسؤولة في المنطقة.

على طهران أن تقتنص فرصة إرادة ورغبة المجتمع الدولي في بناء علاقات أقوى وأكثر مسؤولية مع إيران، ولكن في نفس الوقت نرفض رفضاً قاطعاً الحروب بالوكالة عن إيران في بعض دول المنطقة، ونرفض التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى.

إيران اليوم تقف وراء عدم الاستقرار في البحرين واليمن وسوريا ولبنان، كيف يمكن وقف التدخلات الإيرانية في شؤون جيرانها العرب؟

إيران أيضاً تتدخل في بغداد. أنت محقة تماماً، هناك الكثير من التدخلات بالوكالة عن إيران، وهي تضر بالسلام وتشكل سياسة استفزازية. ونأمل من خلال إعادة فتح السفارة في طهران أن نتمكن من التحدث بصراحة ووضوح مع الجانب الإيراني بشأن كل تلك القضايا المقلقة، بدلاً من أن نتحدث عبر مسافات بعيدة.

اللاجئون والهجرة

350 ألف مهاجر ولاجئ عبروا البحر المتوسط منذ يناير من العام الحالي إلي أوروبا، كيف يمكن ضمان ألا يتغلغل داعشيون ضمن هؤلاء؟ وكيف ستحل أوروبا أزمة اللاجئين، وأغلبهم سوريون؟

لقد غطيت الكثير من القضايا في هذا السؤال، فالنسبة إلى عودة من تم تدريبهم من قبل تنظيم داعش، أو من تأثروا بالتنظيم الإرهابي، فقد رأينا ذلك يتجسد واقعاً في الحادثة الأخيرة في تونس. الهجرة قضية أعقد من كونها أرقاماً، فهذه الأرقام من المهاجرين تأتي من دول عديدة. منهم مهاجرون من وسط إفريقيا والصحراء الكبرى، حيث يشجعهم مهربو البشر على الهجرة، لجني المال.

وهناك آخرون، لاجئون حقيقيون فروا من الموت والحرب، ويحاولون الهروب من سوريا بحثاً عن مكان آمن. وعموماً، بريطانيا أيضاً قامت بدورها في هذا الصدد واستقبلت أكثر خمسة آلاف لاجئ سوري..

كما استقبلنا الكثير من اللاجئين السوريين الذين يحتاجون لمعالجة صحية عاجلة. وقدمنا أكثر من 90 مليون جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية للسوريين داخل سوريا عبر الأمم المتحدة. أيضاً من المنطقي توفير مخيمات للاجئين في بلدان المنطقة.

الهجرة والسياسة

تبدون وكأنكم تعالجون الأعراض، وليس المرض في أساسه، والمتمثل في نظام الأسد، لو أزحتم النظام لن يحتاج السوريين إلى مغادرة سوريا والذهاب إلى أوروبا؟

أنت تلمحين إلى أننا وببساطة نقوم بعمل شيء واحد فقط، وليس أي شيء آخر. نحن نبذل جهوداً كبيرة مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وهذا بالمناسبة يقودنا إلى إيران، التي تقدم أفضل مثال على الحرب بالوكالة، حيث يقاتل حزب الله في سوريا بالوكالة عن طهران. وقد رفع الأسد يده عالياً (مستسلماً) قبل شهر، معترفاً بأن قواته متعثرة في سوريا..

وأن جيشه استنفد قدرته على استكمال هذه الحرب، وخسر الكثير من ضباطه الصغار الذين تم تعويضهم بمقاتلي حزب الله، وسيصل نظام الأسد وأعوانه إلى نقطة الإحباط، ونأمل أن تمارس كل من روسيا وإيران ضغوطاً على الأسد، بعد أن تدرك بأن الأسد ليس له مكان في سوريا. الأسد معزول اليوم، ولم يعد له مكان.

اهتمام

يشير توباياس إلوود إلى أن هناك اليوم 4 آلاف شركة بريطانية لها أعمال مع الإمارات، ونحو مليون سائح بريطاني يزورون الإمارات سنويا، وهو عدد ضخم. ونحو 120 ألف مواطن بريطاني يعيشون ويعملون في الإمارات، وهي الجالية البريطانية الأكبر على مستوى المنطقة الخليجية، وهذا يعكس الاهتمام البريطاني الكبير بتأسيس وممارسة الأعمال في الإمارات.

أيضا صناديق الاستثمارات السيادية من الإمارات لها استثمارات ضخمة في بريطانيا، فعلى سبيل المثال هناك مشروع (لندن غيتواي) الضخم لموانئ دبي العالمية على نهر التايمز، والاستثمار الإماراتي في جامعة مانشستر.. إلخ. وأنا سعيد بأنه حالياً يُنظر للمزيد من الفرص الاستثمارية في بريطانيا وللاستثمارات المالية.

Email