نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد لـ «البيان»:

«الجماعة» تتخذ من ليبيا قاعدة للإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، نقيب الصحافيين المصريين الأسبق، مكرم محمد أحمد، في حوار مع «البيان»، ثلاث جبهات تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية في سياق حربها ضد الدولة المصرية.

وأشار الكاتب الصحافي البارز إلى أن وقت المراجعات الفكرية لم يحن بعد داخل التنظيم، لأن الجماعة تكابر وتعتمد على مطالب وأهداف مستحيلة، فيما لفت إلى أنها تتخذ من ليبيا قاعدة للإرهاب.

وفي ما يلي نص الحوار:

كيف ترى المواجهات التي ترافقت مع فشل عناصر تنظيم الإخوان في فعاليات ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة؟

المواجهات التي تمت في الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة وأعمال العنف والإرهاب الإخوانية ما زالت تحت السيطرة، ولم تصل بعد لما كانت عليه الأمور أيام اعتصامي الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في رابعة العدوية وميدان نهضة مصر. ومن ثمَّ، فلا خطر من تلك المواجهات، غير أن هناك عوامل أخرى تشكل خطراً رئيساً على الشارع المصري.

وما أبرز تلك العوامل؟

هناك ثلاثة مسارات رئيسة تشكل خطراً بارزاً، أول تلك الأخطار ناجمة عن محاولات عناصر التنظيم من أجل تقويض شبكة الكهرباء، سواء عبر نسف الشبكات أو الاعتداء على أبراج الكهرباء المختلفة ومحطات التحويل، مثلما حدث في مناطق عديدة، أبرزها مدينة السادس من أكتوبر على سبيل المثال، وهذا ما كشف محاولات الجماعة إثارة مشكلة اجتماعية كبيرة.

أما المسار الثاني، أو الخطر الثاني الناجم عن التنظيم، هو ما يتعلق بـ «الجماعات المصرية» التي تتأهب حالياً لبدء العام الدراسي الجديد وإمكانية أن يستخدم طلاب الجماعة ذلك في المزيد من الفعاليات والاحتجاجات. فيما يتمثل الخطر الثالث في الجبهة الغربية لمصر، والتهديدات الإرهابية من ناحية الحدود الليبية، والتي يستخدمها التنظيم في تهديد مصر.

هل تعتقد أن المسؤولين في وزارة التعليم العالي أخذوا احتياطاتهم بما يمنع تكرار ذلك المشهد؟

ينجم الخطر الحقيقي في الجامعات من القلق المتزايد من إمكانية ألا تكون الجامعات المصرية اتخذت التدابير اللازمة التي تخفف من سطو الجماعة عليها، لا سيما أنها تراهن على عناصرها في الجامعات.

وضع ليبيا

وكيف تهدد «الإخوان» مصر من حدودها الغربية، ناحية ليبيا؟ وما سبل تلك المواجهة؟

لا بد مــن الحــذر واليقــظة، خاصـة مع فتــح جبهة إرهابية جديدة لعمليات التفكير في البوابة الغربية لمــصر، بدلاً من البوابة الشرقية المتمثلة فــي سيناء، وحادث الفرافرة الإرهابي فــي الوادي الجديد شاهد على ذلك الأمر، ما يـؤكد أن هناك تنظيماً تابعاً لـ «الإخوان» يتخذ من ليبيا قاعدة تنطلق منها عملياته الإرهابية.

ألا يدفع ذلك القوات المسلحة المصرية للتدخل عسكرياً في ليبيا لحماية أمن مصر القومي؟

المصريون لا بد أن يكونوا على استعداد لإمكانية التدخل، وأن يكون هناك سيناريوهات موجودة لذلك الأمر، بالتنسيق مع الجانب الليبي، وأن تكون هناك رقابة دائمة على الحدود، إذ إنه من الضروري جداً أن يتم التوافق مع الليبيين في شتى الأطر، لا سيما أن أغلبية البرلمان الليبي الجديد رافضة للإرهاب ولجماعة الإخوان، والجميع مصمم على تصفية تلك الجماعات.

وهل تعتقد أنه آن الأوان للجماعة أن تجري مراجعات شاملة؟

أظن أن المواجهات والمراجعات الفكرية داخل الجماعة نفسها سوف تتم بصورة أو أخرى، على غرار المراجعات التي قامت بها الجماعة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه في تقديري، الوقت لم يحِن لأن تحدث تلك المراجعة الشاملة.

والجماعة الآن ترفع مطالب مستحيلة، منها عودة مرسي، فضلاً عن عودة مجلس الشورى ومجلس الشعب المنحلين.

Email