سفير ليبيا في القاهرة لـ«البيان»:

مصممون على استكمال بناء المؤسّسات

السفير محمد فايز جبريل

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

شدّد السفير الليبي في مصر محمد فايز جبريل على قوّة عزيمة الشعب على تنفيذ «خريطة الطريق» واستكمال بناء مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أنّ «الإرهاب والعنف من أهم السلبيات التي شهدتها ليبيا بعد مقتل الرئيس السابق معمر القذافي»، لافتاً إلى ضرورة عدم المقارنة بين ما يجري في مصر وليبيا باعتبار الطبيعة الخاصة لكل بلد.

وأكّد جبريل في حوار مع «البيان»، أنّ التشابه بين البلدين يتمثّل في قيام كليهما بثورة اعترضت على الظلم والاستبداد. وفيما يلي نص الحوار:

ما رؤيتكم للمشهد السياسي الليبي الآن؟

هناك العديد من الإيجابيات والسلبيات، ولكن من الضروري تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والتي نأمل أن تتحقّق، ألا وهي احترام خريطة الطريق والتصميم على المضي قدمًا فيها، والانتهاء من الانتخابات، فالمؤتمر الوطني قام بكل ما هو ممكن أن يقوم به، وفي النهاية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولكن من الممكن أن يتم تقييم ما قام به المؤتمر الوطني واستكمال استحقاقات الخارطة مع تصحيح الأخطاء.

وهل ترى وجه تشابه بين وضع مصر وليبيا؟

لا يوجد أوجه تشابه لأنه على سبيل المثال من كان يحكم مصر لم يكن القذافي ولم يكن لدى مصر «الكتاب الأخضر»، ولم يكن لديها لجان ثورية ونوعية، ولكن كان لدى مصر دولة بها مؤسّسات ولديها جيش، ولم يكن لدى مصر الجيش المسلّح بدلاً من القوات المسلّحة النظامية، إذًا من الصعب جداً المقارنة، لاسيّما أنّ من كان يحكم مصر لم يكن يحلم بقيادة العالم كله، ويرى في نفسه أنه هو الحل لمشاكل الإنسانية، ويعتقد بأنّه الأقدر على حل المشاكل كلها بثلاثة كتب.

نتفق في شيء واحد وهو أننا قمنا بثورة ضد إدارة الشأن العام وضد إدارة الاستحواذ والسيطرة على المقدرات، وأن ثورات الربيع العربي كلها قامت من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، أما في تفاصيلها طبعًا فتختلف، ففي مصر استغرقت 18 يومًا وتولى الأمر المجلس العسكري وهو مؤسسة وطنية عريقة، ولكننا في ليبيا استمرت المعركة 9 أشهر واحتجنا إلى التدخل الأجنبي.

حظوظ قوى

ما الأحزاب الأقرب للفوز في البرلمان المقبل وكيف تبدو حظوظ الإخوان؟

في البرلمان السابق حصد الإخوان 19 مقعدًا والتحالف الوطني 49، بينما حزب الجبهة الوطنية 4 مقاعد فقط، وهو الذي شكل رئاسة الحكومة، بينما لعب المستقلون دورًا أساسيًا، بعد استمالتهم تجاه جماعة الإخوان؛ لكي تنتج كتلة التحالف الإخواني، فربما يتوقع حدوث نفس العملية من جديد ولكن حظوظ الإسلام السياسي ستكون أقل، لكن ربما تظهر كتل أخرى.

هل كان لدول المنطقة دور في تمويل قوات حفتر؟

لا أعتقد، فالقتال يدور بين قوات حفتر ومجموعة من المتطرّفين فقط، كما أن الشعب الليبي يرفض أن يُفرض عليه فكر سياسي معين، ويرفض أن تكون ليبيا مصدرًا للإرهاب.

وهل كان لعناصر القذافي ومؤيديه في الخارج وأبناؤه دورًا في انتشار السلاح والفوضى؟

نعم هي تلعب دورًا كبيرًا، فهي هربت بالأموال ولديها العلاقات والخبرة لأنهم حكموا ليبيا بالنار والحديد والتضليل والتزييف، فهم ما زالوا يؤثّرون رغم أن الهياكل التي كانوا يشتغلون من خلالها انهارت ولكنهم ما زالوا موجودين في دول الجوار ولديهم سجل إجرامي حافل.

مصير أبناء

وماذا عن مصير أبناء القذافي؟

بشهادة المنظمات الدولية السجون التي يقبعون فيها مجهّزة وعلى أعلى مستوى، وهم الآن تحت طائلة المحاكمات العدالة، إذ عقدت جلسات لسيف القذافي وعبد الله السنوسي في ظل توفّر ضمانات عادلة ومراقبة دولية.

ومن المتحكّم في مصادر البترول الآن؟

المفترض مؤسّسة النفط، لكن في الواقع هم لا يديرونها، بل هم فقط حراس على المنشآت، المشكلة أنّ التعبير عن الغضب الآن هو أن من يحكم شيئاً يُعلن سيطرته عليه لتحقيق مصالحه فهذه ثقافة الاستبداد، حين لا تنصفك القوانين تذهب وتسيطر وتفرض ثقافة الأمر الواقع، ولكن المجموعة التي سيطرت على الموانئ لن تستطيع أن تديرها أو تتكسب منها، لأن المجتمع الدولي كله ما زال يؤازر الدولة برغم ضعفها ولا يقبل التصرف في النفط إلّا من خلال الحكومة.

Email