تحذير من تسرّع أميركي في الرقة يودي بالموصل

أوباما رغب بشن هجوم الرقة قبل مغادرته البيت الأبيض

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُجمع عدد من المحللين والخبراء على أن سير الأحداث يتجه نحو ما يؤكد أن الولايات المتحدة قد عجلت مساعي دك قلب الكيان الداعشي. وقد فتحت قوات التحالف الدولي، بقيادة أميركا جبهة أخرى ضد التنظيم الإرهابي، أخيراً، في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك في مدينة الموصل العراقية.

وتستهدف الهجمة الجديد مدينة الرقة السورية، التي تضم نصف مليون شخص، وتشكل منذ العام 2014 العاصمة الإدارية لدولة «داعش» المزعومة، ومركز حوكمتها، والمعقل الحقيقي الأخير لها في سوريا. ويمثل الاستيلاء على الرقة فوزاً ذا أهمية رمزية كبرى للغرب وحلفائه، إلا أنه يطرح عدداً من التحديات اللوجستية، التي قد تقوّض أسس الهجوم، وربما العملية القتالية برمتها ضد التنظيم في الموصل.

وأقر الضباط والمحللون العسكريون بأن الهجمة على الرقة تحركها رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إطاحة ثاني أكبر معاقل «داعش» قبل مغادرة البيت الأبيض فعلياً في 20 يناير المقبل. إلا أن محاولة تشكيل تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب وتحرير المدينة في خضم أحداث الحرب الأهلية.

ضمن جدول زمني أضيق من ذاك الذي خطط لعملية الموصل، قد يكون بمثابة المهمة الجبارة، التي قد تهيئ لفشل هجوم الرقة، وفق ما يحذر المحللون.

وقال كينيث بولاك، المحلل العسكري السابق وكبير الباحثين في معهد بروكينغز في واشنطن: «يبدو أن أوباما يريد شن عملية عسكرية قبل مغادرة البيت الأبيض، لكنه لسوء الحظ لم يقم بما يكفي لتحديد الجوانب السياسية للخطوة».

وأكد بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي للتحالف ضد «داعش» أن تنفيذ عملية الرقة سيأتي على مراحل «مدروسة» استناداً إلى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً من الجو، إضافة إلى عناصر القوات الخاصة الموكل إليها مهام استشارية.

ويحظى التحالف في العراق بحلفاء من الجيش العراقي، وعناصر الشرطة ومقاتلي البيشمركة ووحدات الحشد الشعبي، يصل قوامه إلى مئة ألف مقاتل، لكنه في سوريا يفتقر للقوة القتالية الراسخة.

وقال رانج علاء الدين، خبير الشؤون العراقية والباحث في معهد بروكينغز:

«المشهد في سوريا يختلف بالكامل، حيث إن عديد اللاعبين الموثوقين المؤيدين للغرب محدود جداً».ويبحث مسؤولو التحالف في اقتراحات تتضمن الاستعانة بالقوات الكردية لعزل مدينة الرقة، فيما يعتمد على المقاتلين العرب السنة وحسب لتحرير المدينة منزلاً بعد آخر.واقترح بعض حلفاء أميركا أن تعمل تركيا على تدريب ودعم آلاف المقاتلين العرب السنة، في ظل تساؤلات عن الجدول الزمني للتحالف، وفشل التجارب الشبيهة السابقة، التي أنتجت خلال أشهر عدة حفنة من المقاتلين، إضافة إلى مظاهر الشقاق التي بدأت تظهر على الحلف.

حرب الجبهتين

وتبرز إضافة إلى التوترات العربية الكردية مخاوف جدية حول قدرة الولايات المتحدة على قيادة عمليتين حربيتين أساسيتين معقدتين، واحدة في الموصل، وأخرى في الرقة. وسبق للحكومة العراقية وقوات البيشمركة أن أعربت عن القلق من تضاؤل معدل الضربات الجوية الأميركية في الموصل.

وإمكانية استنزاف معركة الرقة للقوات الجوية.ويؤكد مسؤولون ومحللون عسكريون أن نجاح العمليتين كان يقتضي من واشنطن زيادة الدعم العسكري من طائرات ومقاتلات أباتشي، وصولاً إلى القوات الخاصة على الأرض، وهي خطوة بدت إدارة أوباما مترددة في الإقدام عليها.

ومن المرجح أن يقوم اللاعبون الأساسيون في الرقة من مقاتلين أكراد و«داعشيين» بمراقبة الأوضاع عن كثب في الموصل، والتأثر بمسار اتجاه مجرى الأحداث هناك.

وقال بولاك في هذا الصدد: «تشكل الموصل مرجعاً قيماً لمواطني الرقة، الذين يعايشون أوضاعاً ومشكلات متشابهة».

Email