الإحباط يعزز فرص لو بين في دخول الإليزيه

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هبت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لو بين، فيما لا يزال العالم يحاول استيعاب خبر فوز ترامب في الانتخابات الأميركية إلى تهنئته عبر تويتر هو و«الشعب الأميركي الحر» حسب قولها. وليس مفاجئاً أن تسبق تهنئة لو بين خطاب النصر لترامب ذاته، في ظل الآمال التي تعقدها على تبوئها رئاسة بلادها فرنسا في الانتخابات المقبلة.

وقد عملت لو بين البالغة من العمر 48 عاماً بثبات لتحويل حزبها من حركة هامشية متطرفة إلى منظمة قادرة على الوصول إلى السلطة وممارستها. ولا تحتاج الآن إلا إلى تذكية مشاعر الإحباط في أوساط المواطنين الفرنسيين، التي نصبتها على رأس قائمة الاستطلاعات قبل جولة الانتخابات الرئاسية الأولى في أبريل المقبل، وجعلت منها قوة نافذة بما يكفي لكسر حاجز السياسة التقليدية، والدفع باتجاه حصد فوز آخر في الجولة الثانية المقررة في مايو 2017.

وقد تزودت بجرعة من الثقة جراء فوز ترامب على كلينتون، في واقع تعتقد أنه عزز فرصها الشخصية بالفوز. وأشارت في حديث لها، أخيراً، عبر محطات التلفزيون الرسمي بأن الرئيس الأميركي المنتخب «قد أثبت أن ما كان مستحيلاً أصبح ممكناً». وأعربت بثقة عن اعتقادها بأن فرنسا عام 2017 ستشكل المرحلة الثالثة للانتفاضة السياسية العالمية التي بدأت مع البريكسيت وتعززت بفوز ترامب.

وليست لو بين وحيدة في اعتقادها، حيث أكد رئيس وزراء فرنسا السابق جان بيار رافارين، البرلماني اليميني الوسطي المحترم، أن الرسالة التي وصلت لفرنسا من الانتخابات الأميركية تفيد بأن «مارين لو بين قد تربح الانتخابات». وتماماً كما كان ترشح ترامب وفوزه غير وارد قبل عام، فإن معظم الخبراء الفرنسيين قد أغفلوا إمكانية فوز زعيمة اليمين المتطرف.

وتسير لو بين اليوم على خط متوازن، فهي لا تريد من جهة أن تتحول إلى دونالد ترامب الذي تسبب لها مبالغاته القلق، كما تريد أن تتفادى إلصاق تهم العنصرية وعدم المساواة بها على غرار أبيها. ففي النهاية ليس ترامب نفسه من يعنيها، بل ديناميكية الأحداث التي أوصلته للبيت الأبيض، وطريقة استخدامه الغضب الشعبي وتجييره لصالح ماكينته الانتخابية.

أشار هيوبير فيدرين، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، ومساعد الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران، في حديث إذاعي له، أخيراً، عن «حقبة التمرد الانتخابي»، وقال إنه إذا لم تستمع النخبة الفرنسية «في نهاية المطاف لهموم الشعب، وتتفهم ارتباط الناس الوثيق بمفاهيم الأمن والهوية والسيادة، فإن حالة التمرد سرعان ما ستصل إلى فرنسا. يكره العديد من الديمقراطيين الحقيقيين الشعبوية، إلا أنهم لا يفهمون جذورها المتأصلة».

لا يكفي أن نسجل اعتراضنا على نتائج الشعبوية، بل نحتاج أيضاً لإجراء نقد ذاتي، والمرشحة الديمقراطية غير الفائزة لم تكن تجيد النقد الذاتي تحديداً، حسبما أضاف فدرين نقلاً عن المؤرخ بيار روزانفالون.

ويبقى أن نرى اليوم ما إذا ما كان الفرنسيون سيبلون أفضل من الأميركيين.

Email