مخاوف

نزعة الحماية الأوروبية تدفع للرحيل أو تبديل التحالفات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل المخاوف المتعلقة بتأثير التجارة والعولمة في العمال، شوكةً في خاصرة السياسة الأميركية والأوروبية. لذا، قد لا يكون مفاجئاً أن يعمد الاتحاد الأوروبي، الذي يضع نصب عينيه، الصين وحدها تحديداً، لتسهيل منع الواردات المدعومة أو المفرغة بحواجز جمركية طارئة.

إلا أن الخطوة غير المفاجئة، لا تعني بالضرورة أنها حكيمة، فما من شك، أن الإنتاج الصيني، بفضل تمكين الدولة، يدفع بأسعار الحديد العالمية نزولاً. ويتعين على الدول المتقدمة، أن تتقبل بأن وضع الحواجز يلحق ضرراً ببقية الصناعات، ويحدث خللاً في سلاسل التزويد العالمية الحيوية، التي تعتمد اقتصادات التجارة الحديثة عليها.

تشهد القوى المناصرة للحماية داخل دول الاتحاد الأوروبي، تزايداً ملحوظاً في القوة، وقد أسهم التحول الألماني الأخير في إخلال التوازن. وتشكل سياسة فرض رسوم الحماية التي يتبعها الاتحاد الأوروبي إنذاراً كئيباً لأوروبا، يدفع بالمدافعين عن التجارة الحرة، إما لتبديل التحالفات، كألمانيا، أو الرحيل، كبريطانيا.

ومع أن الخطوة قد تعكس فك الخناق السياسي على المدى القصير بالنسبة للحكومات التي تشكو قاعدتها الناخبة من العولمة، إلا أنها في الأمد البعيد، لن تسهم بشيء حيال بناء القطاعات الحديثة المربحة.

Email