إعصار الربع الأخير من المناظرة قضى على آمال ترامب

المناظرة الرئاسية الأخيرة ترفع أسهم كلينتون

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت لاس فيغاس، أخيراً، وقائع المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحين الأميركيين للرئاسة الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب.

وحدثت أول الانفجارات حين سحب مدير الحوار الصحافي كريس والاس في محطة «فوكس نيوز» صاعق نتائج الانتخابات، وسأل ترامب عما إذا كان «سيتقبل بشكل قاطع النتائج التي تسفر عنها الانتخابات.» إلا أن إجابة ترامب كانت على الشكل التالي: «سأنظر في المسألة في الوقت المناسب.» مشيراً إلى أن «ما شهده حتى الآن كان بغاية السوء»، ملمحاً إلى الفساد.

إلا أن والاس ألح، مذكراً ترامب بأن: «إحدى مفاخر هذه البلاد تكمن في الانتقال السلمي للسلطة وبغض النظر عن مدى شراسة الحملة، فإن الخاسر يتنازل في النهاية للمعسكر للفائز».

وأعاد طرح السؤال، قائلاً: «هل تقول بأنك لست مستعداً اليوم للالتزام بهذا المبدأ؟»

فما كان من ترامب إلا أن أجاب: «سأخبرك عندما يحين الوقت. لكني الآن سأتركك مترقباً، اتفقنا؟»

رفض أسس الديمقراطية

لقد جاء رفض ترامب المصادقة على مبدأ أساسي من أسس الديمقراطية صادماً، حتى وإن كان صادراً عن مرشح طالما تحدث عن انتخابات «مزيفة» و«مسروقة»، مما شأنه أن يحرق أوراق ترامب، ويقضي على أية فرصة له بإمكانية إحياء مسيرة ترشحه في الأيام العشرين الأخيرة قبل الانتخابات الحاسمة.

ويذكر أن ترامب حاول البقاء هادئاً، إلا أنه لم يتمكن من السيطرة على نفسه لأكثر من نصف الساعة الأولى من المناظرة، التي حدد والاس أطرها، وحصرها بالشأن السياسي، وحصل من كلينتون وترامب على ما أراد الناخبون سماعه من كلام في شأن التعديل الثاني، وسياسة الإجهاض، والهجرة، والأسلحة النووية.

ترامب بحاجة لمعجزة

لقد أراد ترامب إحداث تغيير كبير في السباق، علماً بأن كلينتون تتقدم عليه بمعدل سبع نقاط في الاستفتاءات، وتظهر الاستطلاعات أنها في الطليعة في 15 ولاية أساسية. وأشار إد رولينز، رئيس لجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب في حديث إذاعي له إلى أن المرشح الجمهوري «يحتاج في المرحلة الراهنة إلى معجزة» للفوز في الانتخابات.

لا بد لترامب، إذا رغب في ولادة بصيص أمل يرجح كفته في الانتخابات، أن يعزز نطاق استقطابه لشريحة أوسع من القاعدة الانتخابية. إلا أنه، بدلاً من أخذ السباق باتجاه مغاير، قرر اتباع القاعدة المعهودة التي طبعت مسيرته سيما حين يتم حشره، فلا يجد سبيلاً للهرب إلا من خلال إطلاق العنان لغضبه.

وقد هيأ للمناظرة الأخيرة بدعوة أخ الرئيس الأميركي باراك أوباما غير الشقيق، وهو أحد مؤيديه، إلى الجلسة إضافة إلى الأم التي اتهمت كلينتون بقتل ابنها في بنغازي، وأخرى ممن اتهمن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بالتحرش بها.

واستهلت المناظرة، بسبب اختيار والاس البدء بالحديث عن قضايا سياسية جوهرية، بأن شهدت هدوءاً ملحوظاً غير معهود على جبهة ترامب، وذلك على الرغم من محاولة كلينتون استفزازه، سيما حين قالت: «حين كنت في غرفة عمليات بالبيت الأبيض، أراقب مجريات غارة تقديم أسامة بن لادن للعدالة كان هو يستضيف حفل (مشاهير المبتدئين).» وحين أشار ترامب في معرض حديثه بالقول إنه كان مقيماً في «فندقه الجميل» في لاس فيغاس، ردت كلينتون بالقول «ذاك المبنى مبني بحديد مستورد من الصين.»

نجحت هيلاري تدريجياً بإغاظة ترامب، وإعادته إلى طبيعته وطبعه الطنان، ودفعته ليقول: «لقد كذبت مئات المرات، حملتها الفاسدة، لقد سببت العنف.»

واندفع ترامب متحمساً مع مرور الدقائق الأخيرة للمناظرة، فصرخ قائلاً: «يا لها من امرأة شريرة!»

إلا أنه عدا ذلك لم يفعل الكثير لتقليص هامش إلحاق «المرأة الشريرة» شر هزيمةٍ به في الثامن من نوفمبر المقبل، سواء تقبل النتائج أو لا.

انهيار

سرعان ما بدأ كيان ترامب يتزلزل بفعل استدراج كلينتون المطرّد، الذي بدأته مع اتهامه بأنه مدلل لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد نفى الأمر مستفزاً، وأخذ يصرخ: «لقد أثبتت أنها كاذبة في عدد من الطرق، وهذه مجرد كذبة أخرى.»

وكرّت سبحة المقاطعات الغاضبة لترامب، فكرر تعبير «غير صحيح» حين أشارت هيلاري محقة إلى عجرفته في التعامل مع مسألة السلاح النووي، وإشارتها إلى محاولته السخرية من مراسل معوق. ولما حاولت كلينتون شرح كلامه صرخ فيها قائلاً: «لا يسعك ذلك!»

إلا أن انهيار ترامب الواضح تجلى مع تحوّل وجهة الحوار نحو معاملة النساء، حيث اتسمت إجاباته بالعصبية وافتقارها إلى الأدلة.

Email