التخريب المدمر يهيمن على حلب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتلخص الأوضاع اليوم في حلب، تلك المدينة الأثرية العريقة، بـ «التخريبية المدمرة»، على حد وصف رئيسة البعثة الدولية للصليب الأحمر، ماريان غاسر، التي قامت بزيارة، أخيراً، للمدينة.

وقالت غاسر: «نسمع عن مقتل عشرات المدنيين يومياً، وإصابة عدد أكبر من الناس بسبب القذائف والقنابل والصواريخ. أعمال التفجيرات متواصلة، والعنف يهدد حياة مئات آلاف الأشخاص والمنازل والأحياء».

أما جرائم الحرب، فتبدو شبه مستمرة كذلك، حيث القوات الجوية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، وحليفه الأساسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تستهدف المباني السكنية والأفران والمستشفيات والعيادات.

وناشد آخر الأطباء الناجين في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من حلب، الرئيس الأميركي باراك أوباما، المساعدة، وقال: «لقد وقف العالم متفرجاً من بعيد، واكتفى بالإشارة إلى مدى تعقيدات الوضع في سوريا، في حين لم يفعل الكثير لحمايتنا. لا بدّ أن تتحمّل عبء مسؤولية ارتكاب الجرائم، كل من الحكومة السورية وحليفتها روسيا، كما الولايات المتحدة التي تسمح باستمرار الوضع».

وكان أوباما أدلى بتعهده في خطاب له في أبريل 2012، حيث تباهى في خطوة غير مسبوقة من قبل رؤساء أميركا، بإصداره مرسوماً ينص على أن تلافي ارتكاب الأعمال الوحشية الجماعية «يقع في أساس مصالح الأمن القومي والمسؤولية الأخلاقية الجوهرية للولايات المتحدة الأميركية». إلا أن ذلك لم يكن مرادفاً لقيام أميركا «بالتدخل العسكري في كل مرة تغيب العدالة عن إحدى بقع العالم». حسب ما أضاف أوباما محذراً، وقد كان واضحاً تماماً في ما يتعلق بسوريا.

وجاء في خطاب لأوباما قوله: «إن الشعب السوري لم يعلن استسلامه، لذا، لا يمكننا أن نستسلم. وإننا سنواصل مع حلفائنا وشركائنا رفع مستوى الضغط، مرفقاً بمسعى دبلوماسي للإمعان في عزل الأسد ونظامه أكثر، بحيث يدرك الذين يقفون مع الأسد أنهم يدخلون في رهان خاسر».

لكن للأسف، فقد حصلت الكثير من الأعمال الوحشية في سوريا، ووفقاً لمعطيات الصليب الأحمر، فإن ما يزيد على 12 مليون سوري، أي نصف عدد السكان ما قبل الحرب، قد أجبروا على إخلاء منازلهم، فيما قبع ملايين آخرون تحت الحصار. وأصبح عشرات الآلاف منهم في عداد القتلى، وتعرض ما يزيد على مليون سوري للإصابة.

ولا تزال كل من روسيا وإيران تراهنان على نظام الأسد، أما أوباما، فلم يعد يتعهد بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، على الرغم من علمه الواضح بما يواجهه.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع الأميركي، أخيراً: «ينخرط النظام السوري وحلفاؤه في ارتكاب اعتداءات شرسة على المدنيين العزل، ويفرضان حصارات تعود للعصور الوسطى على مدن كحلب، ويمنعون وصول الأغذية لعائلات تتضور جوعاً».

ووصف أوباما، الوضع في حلب، بالمأساوي، أمام الحضور في البنتاغون، إلا أنه ليس في قوله هذا سوى القليل من التعزية لأهالي المدينة المنكوبة.

وعد

لماذا قد يستنجد بعض آخر الأطباء الذين لم يغادروا حلب بعد بالرئيس الأميركي باراك أوباما؟، يعود أحد الأسباب ربما إلى أنه، في قلب فظاعة الأحداث، تذكر أحدهم وعد أوباما بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، الذي يتعرض «لأهوال العنف لمجرد المطالبة بحقوقه المنصوص عليها عالمياً».

Email