إحياء مبادرة السلام العربية ضرورة للمنطقة

جهود السلام يمكن أن تحقق انطلاقة عبر المبادرة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبرز مبادرة السلام العربية بصفتها التوصية الأكثر إثارة للاهتمام، من بين جميع التوصيات الرئيسية للسياسة العامة في الشرق الأوسط، التي وُجهت للإدارة الأميركية، علماً بأن هذه المبادرة مقدمة أصلا من المملكة العربية السعودية، وقد وافقت عليها جامعة الدول العربية في عام 2002، ومجدداً في عام 2007.

ولا يعد ذلك أمراً جديداً، إلا أن أهمية المبادرة المرتبطة بالبيئة الجيوسياسية الحالية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تكون أكبر مما هي عليه.

وهي تدعو لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، مع خيار تبادل للأراضي يتم الاتفاق عليه، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن إيجاد حل "عادل" و"متفق عليه" لقضية اللاجئين الفلسطينيين، بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 194. وفي المقابل، ستعمد الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

مخاوف

لا تعد مبادرة السلام العربية وثيقة مفيدة، بحسب تل أبيب، وذلك لافتقارها للتفاصيل المحددة، وتقديمها آلية غير فعالة لإنهاء الصراع. وتشارك واشنطن إسرائيل في تلك المواقف. ومع ذلك، فإن التغييرات التي اجتاحت المنطقة، أخيراً، أوجدت بيئة استراتيجية جديدة، تساعد على تحويل المبادرة إلى واقع ملموس.

أولا، تواجه كل من الدول العربية وإسرائيل أوضاعا أمنية لم تكن مطروحة حتى وقت قريب. وبمعزل عن التوصل إلى اتفاق سلام يضفي الطابع الرسمي على العلاقات، يعجز الجانبان عن التصدي لقوى عدم الاستقرار في المنطقة.

فرص

ثانيا، لا تعتبر سوريا حالياً دولة مواجهة في الصراع العربي الإسرائيلي، وفي حين أن ذلك يطرح مشكلات، فإنه يقدم فرصاً كذلك. فهضبة الجولان عبارة عن أراضٍ سورية احتلتها إسرائيل..

وقد كان ذلك بندا رئيسيا في دبلوماسية السلام بين العرب وإسرائيل. وعلى الرغم من فقدان الرئيس السوري بشار الأسد لشرعيته الدولية، وتعليق عضوية بلاده في جامعة الدول العربية، إلا أنه لا يمكن التوصل لاتفاق سلام عربي إسرائيلي آخر، دون سوريا ولبنان. ومع ذلك، لا ينبغي أن يحول ذلك دون التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين..

وربما جعله أمراً محتمل الحدوث بشكل أكبر. وبالتالي، يمكن تعديل المبادرة لتعكس ذلك التغير الجديد، والقول بشكل صريح إنه سيجري التفاوض بشأن السلام الإسرائيلي السوري، بعد انتهاء الحرب الأهلية، وتشكيل حكومة سورية جديدة.

أهمية

تعتبر العملية وإطار العمل والتفاصيل عوامل مهمة دائماً. ولتحقق المبادرة نتائجها، فإنه لا بد من وجود اتفاق سلام يلاقي قبول كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

وليس هناك بديل للتفاوض المباشر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، غير أن عدداً من الدول الإقليمية ستساعد، بشكل حاسم، في تمكين الأمر، إلى جانب أميركا. ويقدم تحالف الدول العربية ميزة فريدة، تتمثل بإمكانية إضفاء الشرعية على اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني عن طريق وضعه في إطار مصالحة عربية إسرائيلية أوسع نطاقا.

تعديلات

لا يتوقع أن يسهم السلام الإسرائيلي الفلسطيني في إرساء النظام في المنطقة، إلا أنه سيجلب فاعلين رئيسيين، غير مسبوقين، لمعالجة مشكلاتها. وبالنسبة لمبادرة السلام العربية، فإن ما يحتاجه الشرق الأوسط غير المستقر على وجه الدقة يتمثل بإجراء بعض التعديلات على المبادرة، من شأنها أن تكون مقبولة لكلا الجانبين.

Email