جنوب شرق تركيا ساحة تجمع بين المأساة والخطر

القتال بين القوات التركية والأكراد تفاقم عقب انهيار المحادثات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مدينة سور، التي تعتبر جزءا من مدينة ديار بكر، تتميز بمبانيها التاريخية واحتضانها للتنوع العرقي والديني. واليوم تعتبر بشكل ما منطقة حرب.

ووصف عمدتها السابق عبد الله ديميرباس حالة المدينة قائلا: «الدبابات تندفع خلال الأزقة الضيقة، السكان حوصروا في بيوتهم لعدة أسابيع، وأولئك الذين ينجون من رصاص القناصة يقتلون، وتظل جثامينهم في الطرقات. وهرب الكثير من الناس، وسويت الكثير من البيوت القديمة بالأرض بفعل قذائف».

وأعطى قادة سور الحوار بين الأعراق والأديان أولوية في هذا الجزء من تركيا من خلال إعادة فتح وتجديد كنيستها الأرمنية والتشجيع على إيجاد علاقات أفضل بين الأكراد والأرمن ومجموعات عرقية أخرى. التحول في هذا المكان، الذي كان يوما باعثاً على الأمل، أصبح أمراً معهوداً بالنسبة إلى أماكن أخرى من جنوب شرق تركيا.

حيث تفاقم العنف منذ انهيار محادثات السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.

العنف كان متقطعاً في البداية، لكنه احتدم منذ ذلك الحين بين قوات الأمن التركية وحزب العمال الكردستاني و الأكراد الشباب المتطرفين. وعلى الرغم من أن التسوية الكاملة أثبتت أنها بعيدة المنال، فإن المنطقة عرفت السلام ونظرت إليه باعتباره ظرفاً دائما، وذلك خلال السنوات التي كان الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني يتفاوضان فيها. ومن غير الواضح من يتحمل معظم المسؤوليات عن انهيارها الأولي.

الواضح في الأمر هو أن حكومة رجب طيب أردوغان استثمرت الأمر سياسيا، واستخدمته من أجل الدفع بروايتها عن التهديدات الإرهابية ضد تركيا، وهو ما جعل أردوغان وحزب العدالة والتنمية يستفيدان في الانتخابات العامة التي أقيمت في نوفمبر الماضي.

لقد اعتقد الكثيرون أن أردوغان،بعد أن مضى قدماً في سبيله بشكل أو بآخر، سيعود إلى عملية السلام، ولكن العكس حدث، حيث استأنف هو ورئيس وزراؤه أحمد داوود أوغلو الصراع بقوة أشد.

Email