أجيال سوريا بين الإقصاء التعليمي والمليشيات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سجل الحضور المدرسي في سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية، معدلات عالية، وصلت إلى 90 في المئة، إلا أن وقائع الصراع سجلت 47 هجوماً على المدارس خلال العام الماضي وحده، في حين زاد عدد الهجمات التي طالت المباني المدرسية منذ بداية الأزمة قبل خمس سنوات، عما يقارب أربعة آلاف اعتداء. وأشارت تقارير منظمة اليونيسيف إلى وجود 2.8 مليون طفل خارج المدارس في سوريا ومحيطها.

ويشكل حشر المدارس في الحروب، أمراً في غاية الخطورة، لا سيما أنها أهداف سهلة ومحددة للمجموعات المسلحة، سواء لغايات عسكرية أو دعائية، نظراً لأنها مناطق مكتظة سكانياً، وذات مكانة مرتفعة اجتماعياً أو دينياً.

وفي سوريا، فإن مدرسة من كل أربع مدارس لا تعتبر صالحة للتعليم، إما لتعرضها للتخريب والتدمير، أو لأنها تستخدم كملجأ للنازحين، أو كنقطة عسكرية. وقد اضطر 20 في المئة على الأقل من الطلاب لاجتياز مناطق الصراع الناشطة من أجل تقديم الامتحانات.

وتسفر التفجيرات أو الخوف من الاعتداءات عن عدم توجه الطلاب إلى الصفوف، وبالتالي، اختبار معنى غياب الهدف، والغرق في الروتين والتفاعل الاجتماعي مع أترابهم، ويرادف ذلك، غالباً، الانخراط في مجموعات مسلحة نظامية اجتماعية، توفر مصدر دخل معين.

ويؤدي الصبية داخل تلك الجماعات، بدايةً، وظائف دعم غير مباشرة، كحمل الأغراض والتجسس والمراقبة، إلا أن أدوارهم سرعان ما تتطور نحو حمل السلاح، إما «لحل» الأزمة، أو أحزمة ناسفة للتضحية بأنفسهم، أو التزاوج لإنتاج جيل جديد من المقاتلين.

الأولاد كلهم يتعلمون، سواء على نحو تقليدي في المدارس، وبمواد دراسية معتمدة، أو بحمل أسلحة المليشيات. ويعتبر الإفلات من تعليم السلاح، واستعادة حق الحصول على تعليم يوفر الفرص، أمراً لا مناص منه في مساعدة الأجيال المقبلة من السوريين على استعادة وطنهم.

Email