استعادة سنجار تفتح بوابة أرض العراق

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في صبيحة المعركة لاستعادة سنجار كان التوتر ملموساً، فغرفة التخطيط في أربيل دوت بتعليمات باللغتين الإنجليزية والكردية. والاختصاصيون العسكريون من قوات البشمركة وحلفائهم الأميركيين شغلوا كل المقاعد، وعرضت الشاشات الثماني الكبيرة صوراً حية من الكاميرات المعلقة على طائرات الاستطلاع الموجهة عن بعد التي تحوم فوق سنجار.

الرجال درسوا الشاشات المخصصة لعرض أهداف تنظيم «داعش» وعندما أكدتها الصور الآتية من الطائرات الموجهة عن بعد أو عناصر الرصد على الأرض، تم التخطيط للهجمات، ومررت صور نظم تحديد المواقع العالمية المتأتية من أرض المعركة إلى غرفة التحكم. وأعقب ذلك وابل من القنابل، وتم تدمير أهداف كثيرة.

هذا كان مركز العمليات الأميركية الكردية المشتركة من أجل استعادة سنجار من تنظيم «داعش»، الذي اغتال واستعبد آلاف الأزيديين العراقيين.

قوات البشمركة كانت العضلات على أرض المعركة، وكان الأميركيون هم عيونهم، وعندما تمت الموافقة على الأهداف، بدأت القوات باستهداف المناطق البرية.

نجاح مشترك

عملية تحرير سنجار التي نجحت أخيراً، عندما رفعت قوات البشمركة علم إقليم كردستان فوق صومعة الحبوب المركزية، سمحت للكرد بتعزيز إدارتهم والإحاطة بتنظيم «داعش» في الموصل من ثلاث جهات، قبل الهجوم الذي طال انتظاره لاستعادة السيطرة على المدينة.

وكان ذلك نجاحاً للقوات المشتركة، وكشفت المكاسب عن فظائع الماضي القريب. ويعتقد أن هناك مقبرة جماعية تحتوي على نحو 80 جثة لنساء أزيديات قتلن على يد تنظيم «داعش» اكتشفت أخيراً في أطراف المدينة. وقيل إن أعمار الضحايا تصل إلى ثمانين عاماً، بينما أشارت تقارير إلى أن النساء الأزيديات الصغيرات سناً أخذن للاتجار بهن.

وخلال العمليات العسكرية الأخيرة، نفذت قوات التحالف بين 40 إلى 50 غارة جوية حول سنجار و250 هجمة مماثلة منذ أكتوبر الماضي شمالي العراق للتحضير للهجوم. وقال مسؤول عسكري إنه من خلال الاستيلاء على سنجار وقطع الطريق بينها وبين سوريا: «نعتقد أن الأمر لن يكون سهلاً على تنظيم «داعش» لتجنيد المقاتلين والتسلح، فضلاً عن نقل النفط خارجاً لبيعه في السوق السوداء لتغطية تكاليف عملياته».

وقال إن هناك طرقاً أخرى مجاورة للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، ولكنه أضاف أن الاستيلاء على أجزاء من الطريق السريع رقم «47» قد يكون له تأثير جيد على حركة المجموعة.

دعم علاقات التحالف

إعادة السيطرة على سنجار تمثل أيضاً دعماً للعلاقات العامة من أجل التحالف، الذي بدت حربه ضد الميليشيات العسكرية متعثرة أوائل العام الماضي، لدى سيطرة تنظيم «داعش» على الرمادي في العراق وتدمر في سوريا.

وبالنسبة للكثير من الأكراد فإن استعادة المدينة تعتبر أمراً جيداً وسيئاً. فالبيوت لاتزال مدمرة وذكريات «داعش» المرعبة أثرت على أفراد الأقلية الدينة، وهم من يقول عنهم تنظيم «داعش» إنهم «عبدة شياطين».

Email