تدمير آثار تدمر وصمة عار «داعشية» في وجه التاريخ

■ سقوط تدمر يعرض آثارها العريقة للتدمير الكامل | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتابع المراقبون تبعات سقوط مدينة تدمر برمتها ووقوعها تحت سيطرة تنظيم «داعش»، أخيراً، بانهيار القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، بعد أسبوع من الحصار، وبات الوضع مفتوحاً على احتمالية شبه أكيدة ترجح تدمير «داعش» آثار المدينة العريقة بالكامل.

وتضم تدمر التي كانت يوماً طريقاً للحرير، وأحد المراكز الثقافية للعالم القديم الذي يحتل مكانةً أسطوريةً في سوريا، بعض أجمل الآثار وأكثرها صوناً من الأذى، بما في ذلك معبد بعل الذي شيد في القرن الأول.

ويعتبر التنظيم الحفاظ على الآثار التاريخية أحد أشكال الوثنية، وقد دمر الكثير من المعابد والمنحوتات القديمة، إضافةً إلى المواقع الأشورية في نينوى العراق عقب السيطرة على المحافظة، في هجوم صاعق العام الماضي.

واستفاد «داعش» كذلك من سرقة الكنوز الأثرية وتحقيق انتصارات دعائية الطابع، من خلال التدمير المستهتر للمواقع الأثرية، ومن المرجح أن تلاقي تدمر المصير عينه.

يشكل سقوط المدينة وحقول الغاز المحيطة بها التي تزود بالكهرباء معظم معاقل نظام الرئيس السوري بشار الأسد غرب سوريا، هزيمةً استراتيجيةً أخرى قد تعرض كلاً من حمص وحماة لغزو التنظيم الإرهابي.

وقال المؤلف تشارلز ليستر: «يبدو أن النظام لم يخض قتالاً مستميتاً ضد هجوم (داعش) على تدمر، وهو أمر بحد ذاته مثير للقلق. وظهرت، على مدى الأشهر القليلة الماضية بوتيرة متسارعة، استراتيجية جديدة للنظام تعتمد تقديم الدعم التام للمواقع ذات الأهمية الاستراتيجية الحساسة حصراً، وبالتالي إبداء المقاومة الأشرس ضد أي اعتداء عليها».

ويشير العلماء إلى أن التنظيم يستفيد من تدمير الإرث الثقافي، لإظهار أن المقاتلين يمكن أن يفلتوا من العقاب، ولفضح عجز المجتمع الدولي بوجه الاستفزازات.

Email