استراتيجية واشنطن في العراق تتصدرها دعوة القبائل السنية للقتال إلى جانب القوات الحكومية

إخفاقات أميركية خطرة على الجبهة العراقية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تخسر الولايات المتحدة تأييد السنة في العراق، على الرغم من التصريحات الجريئة بالتضامن، إلى جانب التعهدات بتقديم المساعدات اللازمة، ويعتبر السنة حليفاً بالغ الأهمية، وقد يكون مفتاحاً رئيساً في الحرب ضد «داعش».

وبينما تعهدت وزارة الدفاع الأميركية بتقديم مساعدات تصل إلى نحو 24 مليون دولار في شكل أسلحة تقدم للقبائل السنية في العراق، فإنه يتم تركيز كل دولار في يد الحكومة العراقية المركزية، التي يثير سجلها الشكوك حيال وقوع الأسلحة في أيدي الجهات الصحيحة.

تعقد المشكلات

وتدعو استراتيجية واشنطن المتعلقة بجبهة القتال في العراق القبائل السنية للقتال إلى جانب القوات الحكومية، التي لا تزال الانتهاكات التي أقدمت عليها في الماضي ماثلة في أذهان كثير من سكان الأنبار والموصل.

مشكلات أميركا في العراق ليست عسكرية فقط، بل سياسية أيضاً. ويطالب السنة العراقيون لقاء مساعدتهم قوات التحالف في حربها ضد تنظيم «داعش» دعم نضالهم ضد الحكومة المركزية.

وظلت واشنطن صامتة حيال هذه الشكاوى المتمثلة في إطلاق سراح السجناء السياسيين وإدخال تعديلات على قانون مكافحة الإرهاب القمعي في البلاد، واقتلاع جذور الفساد وتفويض الصلاحيات التي تسمح للقوات المحلية بالحفاظ على الأمن في المحافظات السنية.

واختارت بغداد تسليح جهات بعينها إلى جانب شخصيات قبلية موالية للحكومة، تفتقر إلى الطاقة البشرية العاملة على تحويل دفة الأمور في المعارك ضد نزعة التشدد. وأسفرت تعهدات تقدمت بها مجموعة من القادة الموالين للحكومة خلال اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أخيراً، لاستدعاء جيش من 30 ألف مقاتل عن حشد 50 مقاتلاً فقط.

ويُنظر إلى الشيخ نعيم قاعود من قبيلة البو نمر، من قبل كثير من السنة منذ زمن بعيد على أنه انحاز إلى جانب الحكومة، وذلك لقاء حصوله على امتيازات سياسية، وبأنه حشد نحو 200 مقاتل توصف قدراتهم بالمحدودة، لا سيما أنهم فقدوا ثقة سكان مدينة الرمادي وما حولها منذ نوفمبر الماضي.

ولم يكن الإعلان من جانب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في 13 ديسمبر بأن بغداد سلحت ألفاً و300 مقاتل من لواء أحمد صادق كافياً أيضاً لحشد السنة في العراق. ويتكون الجزء الأكبر من اللواء من مقاتلين غير تابعين للقبائل من مختلف المحافظات، إضافة إلى القوات الحكومية.

ويظل المجلس الثوري القبلي والمجلس العسكري العام للثوار العراقيين، الذي يعتبر أكبر تجمعات القبائل العراقية السنية وفرقهم المكونة من 30 ألف مقاتل محلي، على الهامش، في انتظار مؤشر على أن التحالف سيحقق وعوده.

فشل واشنطن

وعلى الرغم من مرور الوقت الكافي، فإن الائتلاف على ما يبدو لا يقدم على مساعدة القبائل السنية في العراق، وهذا التأخير يكلف الولايات المتحدة وحلفاءها أكثر بكثير من المواقف في ساحة المعركة.

ومع فشل واشنطن في معالجة الشكاوى السياسية أو الدفع ببغداد لتقديم تنازلات، فإن مزيداً من رجال القبائل ينظرون للحرب ضد «داعش» على أنها امتداد للحملة الحكومة الرامية إلى تهميش السنة في العراق.

ويحذر علي حاتم سليمان، زعيم المجلس القبلي من أنه ما لم تغير واشنطن من مسارها قريباً، فإن قوات التحالف والحكومة التي تدخل غربي العراق حالياً لن تجد حلفاء متحمسين، ولكن «انتفاضة سنية وطنية». وهذا نوع من الصراعات التي لا يمكن للعراق ولا للمنطقة تحمله.

تجنيد قسري

يجند تنظيم «داعش» قسراً المئات من مقاتلي مجلس الصحوة، من الذين قد يقدمون خدماتهم للتحالف الدولي بسهولة، مدعومين بميزانية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات .

وبالنظر إلى أن تنظيم «داعش» متمركز بقوة في الموصل ويتوسع في مدينة الرمادي وشمالي العراق، فإن خطوط الإمداد المحتملة لتسليح عشائر الأنبار على وشك أن تقطع.

Email