معطيات

تقاسم السلطة يعيق نجاحها في أفغانستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوقع أن يحقق نظام تقاسم السلطة بين مختلف فرقاء أفغانستان، قدراً يسيراً من النجاح. فالديمقراطية القابلة للبقاء منوطة بانتخابات نزيهة تنتج فائزاً معترفاً به، ومعارضة خاسرة تتمتع بما يكفي من الولاء غير المدمر. لا تتمتع الثقافة السياسية في أفغانستان بأي من تلك المعطيات. فالانتخابات الأخيرة هناك استشرى فيها الفساد، واتسمت بأنها غير شرعية، بما يرجح عدم ولاء أي معارضة.

وعمدت الولايات المتحدة، بناءً على ذلك، إلى تقسيم السلطة بين الخصمين الانتخابيين، فنصّبت أشرف غني ممثل الباشتون في مقعد الرئيس، وسلمت عبد الله عبد الله ممثل الإثنيات الأخرى منصب الرئاسة التنفيذية.

إلا أن الفرقاء الأفغانيين الساعين إلى الاشتراك في الحكم، وفق اتفاقية تقاسم السلطة، لا يستطيعون الاتفاق على تأليف حكومة للبلاد، في ظل الواقع الأمني المأساوي الذي تعيشه أفغانستان.

فقد زعزعت التفجيرات الانتحارية الأخيرة لحركة طالبان، الثقة بكابول، في حين لا تزال الهجمات على الريف الأفغاني مستمرة منذ فترة طويلة. كما أجبرت الولايات المتحدة على مواصلة دعم قوات الأمن الأفغانية من الجو.

إذا لم تتعلم حركة طالبان الدرس وتتم إزاحتها عن المشهد السياسي لإيوائها عناصر مناهضة لأميركا، فينبغي على الولايات المتحدة أن تجعل من تدخلها في أفغانستان مقتصراً على قصف مخيمات تدريب الإرهابيين، وتسحب باقي قواتها.

Email