البيت الأبيض يعاني نقص القيادة

بانيتا وصف رئاسة أوباما بالمتداعية أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

سأل مقدم البرامج الشهير على قناة «إن بي سي» كيسي هانت عضو مجلس الشيوخ الأميركي، الديمقراطي من ولاية أركنساس مارك بريور عن مشاعره بشأن رد فعل الرئيس الأميركي باراك أوباما على تهديد فيروس إيبولا.

تململ السناتور قليلاً خلال رده، وأتبع ذلك بدقيقتين من الهراء. وبعد مرور يومين على ذلك، سئلت المرشحة الديمقراطية لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كنتاكي السون لوندرغان غريمز عن الشخصية التي صوتت لها عام 2008 وعام 2012.

وكان جوابها أيضاً موجعاً وأحمق، حيث استشهدت بخصوصية صناديق الاقتراع، ولم تُجب. وفي غضون الفترة ذاتها، وجه ليون بانيتا، المسؤول السابق في مناصب عدة من خلال كلامه لرئيسه السابق باراك أوباما ضربة موجعة له قائلاً: «أوباما يعالج القضايا مثلما يفعل أستاذ القانون عندما يبين منطقية موقفه. وخبرتي في واشنطن تؤكد أن المنطق وحدة غير كاف. فعندما تتقلد منصبا معينا عليك أن تشمر عن ساعديك وتقاتل لتحقيق غاياتك.

وكي ينجح الرؤساء في ذلك لا يجب عليهم الدخول في المشكلات ومن ثم التراجع عنها والاستسلام». وصب ليون بانيتا تحديدا الزيت على النار، على الرغم عن كل ما قيل، وأضاف أن رئاسة أوباما كانت «متداعية» أو «مفتتة».

تأييد أوباما

يتوجب عليَّ هنا الدفاع عن الرئيس الأميركي. فقد أنقذنا أوباما من كساد محتمل بواسطة حزمة التحفيز المالية الفعالة. ولايزال الاقتصاد الأميركي يتنفس بصعوبة لكنه في تحسن. وقد صنع أوباما التاريخ عبر وضعه خطة للرعاية الصحية لن يتم استبدالها على مر الزمن، وإنما إصلاحها فقط.

وأصبح انتقاد الجمهوريين الذي لا يطاق للرئيس عبر مثل تلك البرامج التلفزيونية سخيفاً. وكان أوباما عاقلاً ومعتدلاً نسبياً في اختياره للقضايا التي طرحت في المحكمة العليا. وقال إن سياسات تنمية قطاع الوظائف ربما تنمو إذا سمح الجمهوريون بذلك عبر تأييدهم لها.

كان أوباما متعقلاً أيضاً في جانب كبير من سياسته الخارجية. أما أولئك الذين يقولون إنه كان ينبغي أن يكون أكثر صرامة في تعامله مع «داعش»، وذلك بتسليحه الثوار السوريين، ومنهم غريمز وبانيتا، فهؤلاء مخطئون بشدة. فنحن سلحنا «داعش» من خلال أحداث سابقة.

فقد قدمنا كميات من الأسلحة للعراقيين، الذين بدورهم تركوها للتنظيم المتطرف عندما دخل «داعش» محافظة الموصل. وألصق أوباما هذا الفعل برئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي دون أن ينتقده عليه، مما أعطى أطرافاً شيعية عدة ذريعة للتدخل في العراق. وهذه كانت غلطة أوباما الأساسية في العراق.

قوة أميركا

على الرغم من إيماني بقيادة الرئيس الأميركي باراك أوباما للبلاد، إلا أني أقر لبانيتا بأنه على صواب في نقطة معينة تتعلق بطبيعة القيادة الحقيقية. وأتذكر أني كتبت مقالاً دفاعياً مشابهاً عن الرئيس جيمي كارتر .

وتضمن عدداً من السياسات العظيمة التي نال بموجبها الرئيس رونالد ريغان لاحقاً المديح لتطبيقها، مثل سياسة معالجة التضخم الاقتصادي، والموقف الصارم ضد الاتحاد السوفييتي، الذي تضمن نشر الصواريخ المتوسطة في أوروبا.

وذلك إلى جانب إبرامه معاهدة سلام تاريخية في الشرق الأوسط، غير أنه لم يتصف خلال مسيرته بالصفات الأميركية الأساسية، وهما النشاط والتفاؤل. وعندما تتابع خطاباته تجدها مليئة بالحقائق أكثر من حشو الكلام الذي قدمه الديمقراطيون في العقد اللاحق لرئاسته.

مقارنة رئاسية

لا أستطيع القول إن إدارة باراك أوباما مثل إدارة رونالد ريغان، إلا أني أوافق السناتور بانيتا في أنه ليست للرئيس الأميركي رغبة في القتال. وغالباً ما تضمنت لغته الجسدية، أخيرا، مشاعر تنم عن سخرية أو اشمئزاز.

وبدا مذعناً لملاحقات وسائل الإعلام التافهة له ولانتقادات خصومه له. وليست لدى أوباما رؤية ثاقبة لإنقاذ البلاد من الأوبئة والحروب الطويلة المحتملة. وأصيبت زعامته السياسية بالشلل نتيجة عناده السياسي.

Email