بريجنسكي: الغرب يفتقد سياسة حيال الإسلام

الحرب الأفغانية فخ وقع فيه السوفييت قبل الأميركيين أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبغنيو بريجنسكي أنه ليست للغرب سياسة عالمية تجاه الإسلام، وأشار في مقابلة أجرتها معه مجلة »كاونتر بانش« الأميركية، إلى تفاهة الطرح الذي يتحدث عن »إسلام عالمي وحيد التوجه«، وفي هذا السياق، دافع عن دعمه للمجاهدين في أفغانستان متسائلاً عما هو الأمر الأكثر أهمية في تاريخ العالم: بروز بعض المسلمين المتشددين أو تحرير أوروبا الوسطى وإنهاء الحرب الباردة؟

وفي ما يلي نص الحوار:

*قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية روبرت غيتس في مذكراته »من الظلال« إن أجهزة الاستخبارات الأميركية بدأت في مساعدة المجاهدين في أفغانستان قبل 6 أشهر من بدء التدخل السوفييتي. في تلك الفترة كنت مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر. وبالتالي لعبت دوراً في هذه القضية. هل هذا صحيح؟

- نعم، وفقاً للرواية الرسمية للتاريخ، بدأت مساعدات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للمجاهدين خلال عام 1980، مما يعني بعد غزو الجيش السوفييتي لأفغانستان في 24 ديسمبر 1979. لكن الواقع الذي حفظ في السر حتى الآن هو مغاير لذلك تماما. كان التاريخ في 3 يوليو 1979 عندما قام الرئيس كارتر بالتوقيع على أول توجيه بإرسال مساعدات سرية إلى معارضي النظام الموالي للسوفييت في كابول، وفي ذلك اليوم تحديداً، كتبت ملاحظة إلى الرئيس كارتر شرحت له فيها أنه من وجهة نظري فإن هذه المساعدة سوف تفضي إلى تدخل عسكري سوفييتي.

الفخ الأفغاني

*عندما برر السوفييت تدخلهم من خلال التأكيد بأنهم ينوون القتال ضد التورط السري للولايات المتحدة في أفغانستان، لم يصدقهم الناس. لكن كان هناك أساس من الحقيقة في ذلك. ألا تأسف على أي شيء اليوم؟

- نأسف على ماذا؟ على أن العملية السرية كانت فكرة ممتازة. وكان تأثيرها في جر الروس إلى الفخ الأفغاني، وتريد مني أن أندم على هذا الأمر؟ في اليوم الذي عبر فيه السوفييت رسمياً الحدود، كتبت إلى الرئيس كارتر أقول: أصبحت لدينا الآن الفرصة لإعطاء الاتحاد السوفييتي حرب فيتنام خاصة به. وفي الواقع، على مدى 10 سنوات، كان يتعين على موسكو مواصلة حرب لا تستطيع الحكومة الاستمرار في دعمها والدفاع عنها، والصراع أودى إلى تدهور الروح المعنوية، وأخيراً إلى انهيار الإمبراطورية السوفييتية.

*ولا تأسف أيضاً على دعمك للإسلاميين المعارضين للحداثيين، بتوفير الأسلحة والمشورة لإرهابيين مستقبليين؟

- ما هو الأمر الأكثر أهمية في تاريخ العالم؟ طالبان أم انهيار الإمبراطورية السوفييتية؟ بعض المسلمين المتشددين المؤججين أو تحرير أوروبا الوسطى وإنهاء الحرب الباردة؟

* لكنه قيل مرارا وتكرارا: الأصولية الإسلامية تمثل تهديدا على العالم اليوم.

- كلام هراء! وقيل إن الغرب لديه سياسة عالمية فيما يتعلق بالإسلام. وهذا مجرد غباء. فلا يوجد هناك إسلام عالمي وحيد التوجه. انظروا إلى الإسلام بطريقة عقلانية ومن دون ديماغوجية أو عاطفة. إنه الدين الأول في العالم مع أتباع يبلغ عددهم ملياراً ونصف مليار نسمة. لكن ما هو المشترك بين الأصولية في بعض الدول العربية، والمغرب المعتدل، والنزعة العسكرية لباكستان، والموالاة للغرب في مصر أو علمانية دول آسيا الوسطى؟

 

تصرف متعمد

قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبغنيو بريجنسكي إن الولايات المتحدة من خلال دعمها المجاهدين في أفغانستان قبل بدء الغزو السوفييتي لم تدفع الروس إلى التدخل، لكنها زادت من احتمال قيامهم بذلك عن عمد وسابق معرفة، مضيفاً إنه في اليوم الذي عبروا الحدود رسمياً كتب للرئيس الأميركي جيمي كارتر يقول إنه أصبحت لدى أميركا الفرصة لإعطاء الاتحاد السوفييتي حرب فيتنام خاصة به.

Email