روسيا ماضية في مخططها بأوكرانيا رغم مقررات «ناتو»

قمة ويلز فوتت العديد من الفرص تجاه روسيا أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى، أخيراً، الأسبوع الأوروبي الأمني الأهم منذ نهاية الحرب الباردة، سيئاً، كما بدأ. وثبتت قوة اجتياح روسية مكاسبها في أوكرانيا، في حين حشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها اليسير من الممارسات المجدية لوقف هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على النظام الدولي.

شهدت ويلز أخيراً، عقد القمة الدورية لمنظمة حلف شمالي الأطلسي، التي عرفت يوماً بأنها التكتل العسكري الأنجح والأقوى في تاريخ البشرية، لكن القمة فوتت العديد من الفرص الكبرى والصغرى. إذ أشار الحلفاء إلى أنهم سيعمدون إلى توسيع دائرة العقوبات على موسكو، من دون الإعلان عن أيٍ منها.

كان يمكن لـ«ناتو» القيام بخطوة أفضل بنقل ألوف الجنود الأميركيين المتمركزين بتراخٍ في قواعد عسكرية في ألمانيا إلى بولندا ودول البلطيق. وكان من شأن ذلك أن يبعث برسالة واضحة إلى موسكو حيال جدية «ناتو» بإيجاد قوة رادعة بوجه الاعتداء الروسي.

لن يساعد كل ذلك الديمقراطية الأوروبية الوحيدة التي تصارع حالياً لبقائها. حضر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو قمة ويلز، حيث حصل على جرعةً من الواقع الغربي. فالرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد مجدداً «بدعم سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها كما حقها في الدفاع عن نفسها»، إلا أنه لم يفعل شيئاً حيال ذلك مجدداً.

سيحاول الأوكرانيون إعادة تنظيم أنفسهم عسكرياً، على أمل الحصول على مساعدة أجنبية متأخرة. لن تساعد الأسلحة الأميركية في أيدي الأوكرانيين على هزيمة الجيش الروسي، إلا أنها قد تقوي موقع أوكرانيا الدبلوماسي.

بعد تحمل إجراءات أوباما لست سنوات، وبعد أسبوع من المحادثات القاسية والأفعال اللينة، على الأرجح أن بوتين لن يصدق خطب أوباما الواعدة بحماية دول «ناتو» الأعضاء وسيمضي قدماً بمخططه في أوكرانيا. فالأسبوع الذي كان يفترض به أن يجلب المزيد من الأمن لأوروبا قد يدعو إلى المزيد من الاعتداءات الروسية.

Email