مواجهة

واشنطن وبروكسل مطالبتان بموقف صارم حيال سياسات أردوغان

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف رجب طيب أردوغان فوزه في الانتخابات الرئاسية التركية، أخيراً، بأنه «رمز للديمقراطية» وهذه إحدى الطرق للتعبير عن الأمر، ولكن هناك طريقة أخرى تمر بالقول إن أردوغان يستغل فوزه في الانتخابات لدفع بلاده نحو حياة سياسية قوامها الافتقار لليبرالية، وهو ما من شأنه تقويض الديمقراطية.

وقد شكلت هذه الانتخابات المرة الأولى التي ينتخب الأتراك فيها رئيسهم بشكل مباشر، وقد حصد أردوغان، الذي شغل منصب رئيس الوزراء 11 عاماً، 52% من الأصوات متقدماً 13 نقطة عن منافسه أكمل الدين إحسان أوغلو.

وليس هناك شك بأن أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه يفرغان مؤسسات الديمقراطية التركية من محتواها، وقد حاولت الحكومة التركية في الأشهر الأخيرة حظر موقعي يوتيوب وتويتر، وتعاملت بوحشية مع المحتجين السلميين، وتخلصت من الألوف من القضاة وممثلي الادعاء ومنفذي القانون.

 وحصلت على لقب الدولة ألأكثر سجناً للصحافيين في عام2012 و2013، بحسب تأكيد لجنة حماية الصحافيين. تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وباتت على امتداد وقت طويل جزءاً فاعلاً من نظام أميركي في الشرق الأوسط، أو ما تبقى منه.

ولا يمكن لوم أي من إدارة أوباما أو الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بابتعاد أردوغان عن المعايير الغربية القائمة على الانفتاح أو الاعتدال، ولكن واشنطن وبروكسل ينبغي أن تستبعداه، إذا واصل ما درج عليه من الاعتداء على الحقوق الفردية.

Email