11 خطوة عملية لاستراتيجية أميركية تتعايش مع المشكلات في الشرق الأوسط

وحدة العراق واستقراره مهمة ليست مستحيلة

المراقبون يرون في المالكي تهديداً للمصالح الأميركية أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك أسباب وجيهة لدى الولايات المتحدة لمحاولة منع إنشاء دولة إسلامية متطرفة تتسم بالعنف في العراق وسوريا، وعكس مكاسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، والمساعدة في دفع العراق للعودة إلى شكل من الحكومة أكثر استقراراً وأكثر وحدة.

ربما لا يزال تحقيق كل هذا ممكناً على الرغم من الانجراف الثابت نحو الحرب الأهلية، التي مضى عليها الآن ثلاث سنوات على الأقل، ومكاسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإخفاقات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتعنته.

ومثل هذا الجهد يعني، مع ذلك، أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تجد طريقة ما للحد من سيطرة تنظيم «داعش» ودحره، من دون أن تأخذ جانب أحد في الحرب الأهلية الأوسع نطاقاً في العراق.

وتعني مد جسر مع جميع الفصائل المنقسمة والمتزايدة الاستقطاب في العراق، وفي الوقت نفسه مواجهة تحديات إنشاء حكومة وحدة وطنية أكثر فعالية وتماسكاً في العراق، ومحاولة دعم القوات العراقية وإعادة بنائها.

وفي الوقت نفسه، يتعين على الولايات المتحدة النظر في المخاطر التي تشكلها مجموعة أوسع من القوى الاستراتيجية الجديدة في الشرق الأوسط التي تتجاوز حدود العراق، وتبدأ بإشراك الولايات المتحدة في شكل جديد من المنافسة، أو لعبة كبرى، مع روسيا، وربما مع الصين أيضاً.

والمالكي شكل من نواح عدة تهديداً للمصالح الأمنية للولايات المتحدة بقدر ما شكل تنظيم «داعش»، والسياسة الأميركية تجاه العراق لا يمكن فصلها عن الحرب الأهلية في سوريا أو طموحات إيران في المنطقة. والولايات المتحدة بحاجة إلى التفكير استراتيجياً بشأن المنطقة على مدى العقد المقبل، بدلاً من التركيز على أزمة قصيرة الأجل.

وهذا يعني وضع الأشياء حسب أولوياتها، بدلاً من مجرد التركيز على الأزمة في العراق وسوريا.

خطوات عملية

وفي الممارسة العملية، هذا يعني الخطوات التالية بالتفصيل:

- التركيز على الشراكة والاستقرار لدى حلفاء رئيسيين في المنطقة.

- التركيز على تهديد التطرف العنيف والإرهابي فعلا من دون التحيز لجانب طائفي أو عرقي، أو الوقوف إلى جانب أحد في حرب أهلية.

- معاملة العراق وسوريا كمزيج متكامل من التهديدات والفرص.

- مقاربة المالكي كتهديد بقدر تنظيم «داعش» والرئيس السوري بشار الأسد.

- توفير دعم قوي لحكومة عراقية وطنية موحدة فعلا إذا ما بزغت هذه الحكومة، وتشجيع العراق على إنشاء شكل من أشكال الفيدرالية وأسس أكثر عملية من أجل الوحدة.

- التأكد من أن للأكراد العراقيين خياراً وتكثيف التنسيق معهم.

- احتواء نظام الأسد قدر الإمكان وإبقاء الخيار مفتوحاً لمعارضة معتدلة أو لتسوية ما بعد الأسد.

- التركيز على مفاوضات ناجحة للدول الخمس زائد واحد مع إيران من دون وضع أهداف غير واقعية لتقارب أوسع نطاقاً، وفي الوقت نفسه السعي بنشاط لاحتواء النفوذ الإيراني في العراق وأي مكان آخر.

- الاستجابة بقوة للنشاطات الروسية والصينية الجديدة والتحديات الاستراتيجية.

- العمل مع إسرائيل لضمان أمنها مع مواصلة جهود السلام المرئية.

- الحفاظ على الروابط الأميركية مع مصر بالتزامن مع السعي لجعل نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اكثر اعتدالًا.

واستراتيجية للتعايش مع المشكلات لن تحظى أبداً بشعبية كما استراتيجية تحاول إيجاد حلول على المدى القصير. ولكن من المرجح أن تبرهن على أنها أكثر واقعية مع مرور الوقت.

أزمات متعددة

الولايات المتحدة لن تكون مجبرة على خوض حرب طويلة ضد نزعة التطرف في الشرق الأوسط، إلا أنه من المؤكد سيكون عليها مواصلة تعاملها مع أزمات متعددة في الشرق الأوسط على مدى العقد المقبل على أقل تقدير.

Email