محدودية في المصادر واستهلاك مفرط ومخاوف من تفشي الأمراض

أزمة المياه تعيق مسيرة التنمية في فلسطين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه قطاع المياه في فلسطين، أزمات حادة، تتمثل في ندرة كمية المياه، نتيجة محدودية المصادر المتجددة والاستهلاك المفرط وغير مراقب من الآبار، وتدني جودة المياه ونوعيتها بسبب التلوث، بالإضافة إلى عدم الاستفادة من بعض المصادر المتاحة بالشكل الصحيح، ما يعيق التنمية في فلسطين وداخل غزة خاصة.

وقال رئيس سلطة المياه مازن غنيم، إن قطاع المياه يعاني من نقص في الكميات، وهذا ينعكس على المواطن الفلسطيني، وتسعى سلطة المياه لتنفيذ مشاريع تنعكس إيجاباً على حياة الفلسطينيين، من خلال تأمين كميات مياه إضافية.

عام كارثي

وحذر مدير عام سلطة مياه الساحل في غزة منذر شبلاق، من أن يكون هذا العام كارثياً على قطاع غزة، لعدم قدرتهم على جلب المياه من الخزان الجوفي، لأنه سيكون تم القضاء عليها، إلا إذا تم وضع خطة استراتيجية لتعزيز مياه الخزان الجوفي.

وقال شبلاق، إن مجمل المياه التي يتم إنتاجها في غزة، غير صالحة، والنسبة المتبقية مهددة بالتلاشي، ويعاني الفلسطينيون في غزة، من نقص المياه بمقدار النصف، وفق المعدلات العالمية، مع وجود عجز سنوي بمقدار 100 مليون متر مكعب، ما أدى لظاهرة زحف مياه البحر إلى عمق الخزان الجوفي.

وأشار في حديثه إلى تناقص مياه الأمطار عن السابق، وعدم وجود نظام صرف صحي، يمكن من خلاله تجميع المياه، ومعالجتها كمصدر حيوي يمد الخزان الجوفي، أو لتكون البديل المتوقع لتزويد القطاع الزراعي بالمياه.

ويبلغ استهلاك المواطن الفلسطيني في غزة يومياً 80 لتراً، بينما المعدلات العالمية تحدد 150 لتر مياه للمواطن الواحد في اليوم، وبذلك، يعانى المواطن الفلسطيني في غزة من نقص المياه بمقدار النصف، وفق المعدلات العالمية.

وأرجع شبلاق، أسباب النقص في المياه، لارتفاع نسبة استهلاك المياه في غزة، في حين يعود للخزان الجوفي كمصادر متجددة أقل من النصف، وهو ما سبب حالة عدم توازن في المياه، مع وجود عجز سنوي بمقدار 100 مليون متر مكعب.

محطات تحلية

وتنتشر في غزة عشرات محطات تحلية المياه، ويروج أصحابها لبضاعتهم من المياه، كباعة متجولين في الشوارع، ويعتمد المواطنون عليهم لتزويدهم في مياه الشرب داخل منازلهم، بتعبئة خزانات كبيرة تكفيهم لشهر كامل.

وأكد شبلاق، أنه يوجد ما بين 300 - 400 وحدة تحلية في غزة، تم ترخيص سبع محطات تحلية فقط من إجمالي المحطات، من ضمنها محطة واحدة لتحلية مياه البحر، فيما يصطف مئات المواطنين يومياً أمام آبار مياه مجانية للحصول على الكميات المطلوبة للشرب في منازلهم، لعدم صلاحية مياه بلديات الساحل إلا للاغتسال والأعمال المنزلية الأخرى.

تفشي الأمراض

وقال برنامج الصحة بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين«الأونروا» في غزة، إنه سجل العام الماضي نحو 12.2 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين، البالغ عمرهم 40 عاماً أو أكثر، يعانون من مرض السكري، معتبراً أن غزة بيئة تستطيع فيها تفشي الأمراض المعدية وسوء التغذية أن تتعايش مع الأمراض غير المعدية مثل البدانة وارتفاع ضغط الدم والسكري، وتتفاقم هذه الأمراض، نتيجة التوسع الحضري الاضطراري، والازدحام والاضطرابات النفسية والاجتماعية.

Email