«فالي بارادايز» وادي الجنة وسط المغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط الجبال والممرات الحجرية والنخيل والأشجار، تكفي ساعة من المشي ليجد الزائر نفسه في مكان مبهر، ثلاثة شلالات تصب في مسابح طبيعية، تكون بحيرة مياه ذات لون زمردي متلألئ، إنه وادي الجنة أو ما يطلق عليه بالفرنسية «فالي بارادايز».

 يصل الزائر انطلاقاً من مدينة أغادير، وعبر طريق الجماعة القروية «ايموزار» التابعة لأغادير كباقي الجماعات والتي يتكلم أغلب ساكنتها اللغة الأمازيغية ويعيشون في دواوير على شكل مجموعات متحالفة مع بعضها وطبيعتها، ورغم أن زلزال 1960، أتى على بعض من المباني التاريخية بها، إلّا أنّ للمنطقة دور تاريخي سياسي وعلمي إذ تمتع أعيانها بنفوذ قوي لدى السلطة أو ما يسمى «المخزن» إبّان عهد الدولة السعدية.

 وعلى بعد 25 كيلومتراً من الجماعة القروية «أورير» يجد الزائر ساحة انتظار صغيرة للسيارات، ومن هناك تبدأ رحلة الاستكشاف عبر منعرجات جبلية يتجاوز ارتفاعها 1200 متر، ويتوقف مراراً مشدوهاً باللوحات التي تعترض سبيله، وتجعله تائهاً بين الشمس والظل والمنحدرات الصخرية ذات الألوان الطبيعية المتمازجة والموحدة، تتداخل مع الخضرة الآتية من أشجار اللوز والأركان والزيتون وواحات النخيل وأعشاب الزعتر والخزامة، والرياح الهادئة التي تبعث السكينة في الجسد والروح.

وحال صادف مرور الزائر نهاية الأسبوع، فهو يلتقي مع سوق شعبي بلمسة المنطقة أما إذا كانت الزيارة في شهري فبراير ومارس، فالزائر يستمتع بالقفز من أعلى الشلالات ويستطيع الغوص عبر فجوات صخرية فريدة، كما تعيش في هذه البيئة أحياء متنوعة من حيوانات كالقنافذ والضباع والماعز والسناجب، فضلاً عن عشرات من أنواع الطيور كالباز والعقاب والحدأة والغراب، والزواحف كالأفاعي والحرابي وحشرات، وهناك قشريات مائية وفقريات بالمياه الجوفية لأحواض الشلالات وتجاويف المغارات التي تضم بين ثناياها الخفافيش.

Email