الحرب وانعدام الوقود أوقفا حركة الحياة

طوابير اليمن الحرب الثانية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فرضت أجواء الحرب التي يشنها الحوثيون على المحافظات اليمنية أوضاعاً مأساوية وصعوبات معيشية جعلت 12 مليوناً منهم يعانون الجوع فيما يقضي البقية أيامهم متنقلين في طوابير طويلة بحثاً عن المواد الغذائية والوقود والاحتياجات الحياتية الأخرى.

ففي صنعاء وكما في غيرها من المدن التي هجرها عشرات الآلا ف فرارا من الموت وسعيا للأمان في الريف رغم أن الحياة شبه متوقفة، ووحدها أسواق القات تعج بالباحثين عن لحظات كيف تنسيهم هموم الحياة بعض الوقت.

ولأن تلك الجلسات وسيلة اللقاء الوحيدة للأصدقاء للجلوس عدة ساعات لمناقشة أوضاع الوطن الذي بات مجهول الهوية، ومحاولة استنتاج ما ستؤول إليه الأوضاع وفق ما يؤكده المهندس محمد عبدالرحمن، الذي يعمل مهندساً لدى شركة مقاولات، التي توقف العمل فيها خلال الحرب المشتعلة.

ويقول: لا يوجد ما نفعله سوى أن نذهب إلى سوق القات عصرا لتناول أوراقه والحديث عن الأوضاع السياسية والاقتصادية حتى العاشرة مساء.

ويتفق معه في الرأي الموظف الحكومي علي صالح محسن الذي يمتلك سيارة أجرة، ويقول: بسبب حالة الفوضى وانعدام البترول توقفت حركة المواصلات العامة وبقي الموظفون في منازلهم ولم نعد نفعل شيئا.

وتحولت حياتنا كلها إلى طوابير إما في محطات البنزين للبحث عن 40 لترا أو في محلات بيع الغاز المنزلي للظفر بأسطوانة غاز بات سعرها أكثر من ضعفي ما كانت عليه، أو تجدنا نزحف في طابور المخابز بحثا عن رغيف العيش.

وأشار إلى أن أسعار المواصلات ارتفعت من خمسين ريالاً إلى مئة وخمسين، وسيارات الأجرة بسبب انعدام البترول رفعت أسعارها بشكل كبير، لذا لايوجد ركاب، وبالطبع لن نتحدث عن الكهرباء التي تنقطع ساعات طويلة، والقات وحده الذي يجمع الناس ويساعدهم على مقاومة حالة الضياع التي يعيشونها ونيسان ما يرونه من مآس.

أوضاع بائسة

الحياة بكافة مناحيها تعطلت في اليمن وحدها آلة القتل والدمار تعمل بجد في عدن وتعز والضالع ولحج وشبوة ومأرب وأبين، بينما بقية المحافظات تبدو أفضل حالا، إلا انها تعاني من أوضاع معيشية بائسة وتعسة فكيس الدقيق ارتفع سعره من أربعة آلاف إلى 12 الف ريال، وزاد ثمن اسطوانة الغاز من 1500 إلى خمسة آلاف ريال والحصول على واحدة مسألة صعبة المنال.

الحوثيون الذين انتقدوا الزيادة البسيطة في أسعار الوقود في عهد حكومة باسندوه وزعوا محطات البنزين في العاصمة على فئات السيارات؛ فالأجرة لها محطات معينة والخاصة لها عدد محدود من المحطات وسيارات النقل والحكومية والدراجات النارية في أماكن أخرى.

 وذلك أمر جعل شوارع العاصمة كلها طوابير. وتولى مسؤولو الأحياء صلاحيات توزيع اسطوانات الغاز، ما فتح الباب على مصراعيه أمام الاستغلال والمتاجرة بتلك الاسطوانات بشكل غير مسبوق.

ملاجئ بالمدارس

تحولت مدارس المدينة إلى ملاجئ للأسر التي تضررت مساكنها من انفجارات مخازن الأسلحة المنتشرة في معظم الاحياء، واستقبلت نازحين من محافظات أخرى، وطالبت إحدى الاسر المتضررة من الحرب في العاصمة صنعاء والتي نزحت الى محافظة الحديدة، فاعلي الخير بمساعدتها على معالجة الأم التي تعاني مرض الصفائح الدموية وحمى الضنك حيث تعيش الأسرة في أحد الأحواش ولا توجد فيه سوى الأشواك والنفايات في حي الربصة بمحافظة الحديدة.

Email