أسباب نفسية وخلافات عائلية وأوضاع اقتصادية

أرقام صادمة لعدد حالات الانتحار في فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرت فلسطين بظاهرة غريبة في الاعوام الماضية وعاشت قصصا متعددة لحالات انتحار استفاق الناس في صباحات كثيرة على ضجيجها، وطوال الاعوام الثلاثة الماضية بقيت معدلات الانتحار في ازدياد حتى أصبح ظاهرة لها أسباب مختلفة تدق ناقوس الخطر ..

وتستدعي الوقوف عندها لوضع حد لارتفاعها المتواصل، خشية من انتهاء العام الجاري باحصائيات صادمة جديدة من الضحايا. ووفقا لآخر احصائية في عام 2014 فقد ارتفعت حالات الانتحار إلى بلغ 32.

وقبل نحو اسبوعين فقط أقدم مواطنان من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، على الانتحار بأخذ جرعات كبيرة من الأدوية، فتوفي أحدهما وأنقذ الآخر الذي اقدم على انهاء حياته بعد خلافات ومشادات مع والده.

وضج عام 2014 بأخبار المنتحرين اللذين تصدرت عناوين الصحف ونذكر منها شابا من منطقة الجبل الشمالي في نابلس، الذي انتحر شنقا داخل منزله وفارق الحياة في الطريق إلى المستشفى. وفي الخليل بمخيم الفوار أقدم الشاب فراس البلاصي وعمره 21 عاما، على شنق نفسه، وفعل آخر من بلدة كفر ثلث جنوب قلقيلية الخوة نفسها..

حيث أطلق النار على نفسه فلقي حتفه فورا. وفي رام الله تجرعت فتاة تبلغ من العمر 35 عاماً مادة الديتول فأدت لموتها، وتناول طالب جامعي بمدينة جنين شمال الضفة عقاقير سامة متعددة داخل منزل ذويه. وفي المدينة ذاتها أقدمت فتاة من قرية عربونة تبلغ 16 عاما على شنق نفسها وتوفيت في المستشفى بعد نقلها وهي في حالة خطرة.

أفراح الثانوية

ولايزال الكل يتذكر اقدام العديد من الطلاب على الانتحار بعد اعلان نتائج التوجيهي «الثانوية العامة» حيث شنقت الفتاة نسرين جمال جمعة 18 عاما، وهي من بلدة بيت ليد شرق طوكرم، نفسها بعد رسوبها لتفارق الحياة بعد خمس دقائق من وصولها إلى المستشفى.

وفي حادثة اخرى مرتبطة بالمناسبة اصيبت أسرة الطالبة الجامعية مرام بالهلع حين دخلت غرفتها فوجدتها غائبة عن الوعي، وحولها حاوية عقاقير فارغة، وبعد أن تمكنت العائلة من انقاذها تبين انها حاولت الانتحار، لعدم توفر الرسوم الجامعية لاكمال دراستها التي قد تفتح لها آفاق المستقبل.

وإذا كانت الفتاة مرام قد يئست من العيش وحاولت تجاوز محنة العجز في توفير الرسوم الدراسية بالتخلص من الحياة فهناك العديد من قصص الانتحار الاخرى التي بقيت مجهولة الاسباب، مثل حالة الشاب سامر أبو كتب (29 عاما)، الذي وجده والده أنور منتحرا في بيت مهجور، في قرية عقربا جنوب شرقي مدينة نابلس، على الرغم من تأكيد والده انه يعيش في كنف اسرة تتوفر لها مقومات الحياة الكريمة.

ولا يزال المواطنون يتداولون فيديو للشاب محمود نمر الحموز 29 عاما من سكان مخيم الفوار، الذي اوشك على شنق نفسه من على سطح مبنى الوكالة بسبب تخرجه من الجامعة قبل ست سنوات، وعدم تمكنه من الحصول على وظيفة.

وبجمع تلك الحالات وغيرها في العام المنصرم أكدت احصائية مخيفة ومقلقة ارتفاع عدد حالات ومحاولات الانتحار مقارنة بالأعوام الماضية، وفي السياق أوضح الناطق باسم الشرطة المقدم لؤي رزيقات لـ«البيان» أن حالات الانتحار في الأراضي المحتلة وفقا لآخر احصائية في عام 2014 قد سجلت ارتفاعا بلغ 32 حالة انتحار، مقارنة مع عام 2013 حيث سجلت 19 حالة، وقبلها في عام 2012 كانت ثماني حالات فقط.

ووفقا لتحليلات مسؤولين في الشرطة الفلسطينية فإن أسباب الانتحار، تتمثل بالدرجة الاولى في الإصابة بالأمراض النفسية، والخلافات العائلية وتدهور العلاقات العاطفية والوضع المادي المتردي.

تقويض الظاهرة

ومن جانبه يشير الاختصاصي النفسي ومدير مركز ضحايا التعذيب الدكتور محمود سحويل، الى ان الاكتئاب يعد أحد أبرز أسباب الانتحار، ويحتل نسبة عالية في البلاد تصل إلى 25 في المئة من عدد السكان، لعدة أسباب منها الاحتلال والظروف السياسية المحيطة، والظروف الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وغالبيتها تؤدي إلى الإصابة بصدمات نفسية.

Email