«الجنابي» الأشهر على مستوى دول مجلس التعاون

أسواق نجران.. رحلة في الماضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم تطورات العصر وقفزاته التكنولوجية، والوتيرة المتسارعة لأنماط الحياة، إلا أن الزائر للأسواق الشعبية في منطقة نجران جنوبي السعودية ينتابه شعور بالعودة للماضي الأصيل ، فهناك أسواق مختلفة أهمها الجنابي أي الخناجر، وسوق النساء وتعرض فيه بعض المشغولات اليدوية والملابس الشعبية وتنشط بالسوق الشعبي محلات بيع المنحوتات التي تستخدم في الأواني المنزلية والفخاريات.

ويشير صالح آل مريح مدير فرع السياحة في نجران، الى ان المنطقة تعيش تنوعا كبيرا في استقطاب الزوار؛ حيث توجد النقوش والمواقع الأثرية، ووجود الأخدود المعروف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة البروج في قوله تعالى «والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود».

وفي أسواق نجران الشعبية، تبرز المدينة القديمة في كل زاوية وردهة ودكان بكل موروثاتها الشعبية وحرفها القديمة ليقف الزائر أمام تاريخ حافل وزاخر يحكي تاريخ المنطقة بكل تفاصيلها، حيث تتوزع الأسواق الشعبية داخل المواقع القديمة بشكل مصنف لكل حرفة ونشاط ويجتمع أصحاب الحرفة الواحدة في مكان واحد، والزائر للمكان يشاهد العديد من الدكاكين على جوانب ممرات طويلة تتنوع فيها المعروضات التراثية التي تجذب المارة بتباين ألوانها التي تجسد مشاهدة حية للحرفيين وهم يؤدون مهامهم اليومية بكل إتقان أثناء تجاذب أطراف الحديث بينهم.

وما يميز تلك الأسواق الشعبية أن ما يُصنع ويعرض فيها خامات من ذات الأرض كعملية عبقرية لإعادة التدوير والاستفادة من كل خيرات الأرض فمن النخيل الذي ينتشر في نجران كان ولايزال سعف الخوص الأبرز من ناحية الاستفادة في المنزل بشكل لافت فتجد المكنسة والزنبيل والمطرح، وتشمل تلك الصناعات الأواني الفخارية التي منها أدوات البخور الملونة والزير الذي يستخدم في حفظ الماء بارداً. ومن الحجارة تصنع بعض أواني الأكل مثل المدهن الذي يقدم فيه الأكل والبرمة التي يُعد فيها الطعام «التنور» وهو عبارة عن فرن للخبز وتتم كل تلك الصناعات بشكل يدوي ودون تدخل أي آلة ومن الجلود يصنع «الميزب» وهو أداة لينام فيها الأطفال، ويحمل فيها الرضع، ولها حزام في جانبيها يجعلها سهلة الحمل على الكتف و«المسب» الذي يوضع فيه الطعام و«القطف» وهو خاص بالقهوة، حيث يجعلها تحتفظ بنكهتها وجودتها.

صناعة الخناجر

وتضم الأسواق الشعبية محلات خاصة بصناعة الخناجر «الجنابي» وصقلها حسب الطلب وتتباين قيمتها المادية وتختلف من ناحية قدمها وجودة المادة التي يصنع منها رأس الجنبية، حيث يعد الرأس المصنوع من «الزراف» الأكثر جودة والأغلى ثمناً وقد تصل قيمتها أحياناً الى 100 ألف ريال وأكثر من ذلك. وتضم أيضاً مصنوعات تخص المرأة والفتاة النجرانية قديما، حيث تنتشر الحلي الفضية المتقنة الصنع مثل «المطال والمرادع» والعديد من الأنواع الأخرى التي كانت تتزين بها المرأة النجرانية في الماضي. ويقع على الشارع الرئيسي لمحلات الجنابي، سوق الحبوب الذي يضم جميع أنواعها من قمح وذرة وشعير بكافة أشكالها وفي تلك الدكاكين طواحين تقوم بطحن الحبوب لتكون جاهزة للبيع على المتسوقين.

عطور ومنسوجات

وفي الجهة الأخرى وهي تقع بجانب قصر الإمارة التاريخي يبرز أحد الأسواق القديمة والفريد من نوعه في المنطقة ويُطلق عليه سوق النساء، حيث يمتاز بعراقته وتخصصه في بيع المنتجات المخصصة للمرأة في المدينة والزائرات القادمات من مدن المملكة أو السائحات من دول عربية وأجنبية، ويشتمل على البخور والعطور والزيوت النباتيه والأعشاب.

وتضم أسواق نجران الشعبية صناعة النسيج وحياكته وتصنع بعض تلك المنسوجات من الصوف ولاتزال تحاك بالمهارة والدقة نفسها في الشكل واللون تماما وفق ما كانت تصنع بها قديماً، ولها عدة أنواع وأشكال يزين بها البيت النجراني كالبساط والرداعة والهدر وجميعها تفرش على الأرض أو في مقدمة المجلس أو وسطه. ولم يقف الأمر عند ذلك، فقد استخدمت المنسوجات كأدوات مساعدة مثل العذر للجمال والقلائد للخيول، وتعرض في تلك الأسواق أيضا الملابس النجرانية القديمة مثل المكمم الذي تلبسه المرأة المحلية والمزندة والمعضد الذي ترتديه غالبية الفتيات.

محلات خاصة

صناعة الخناجر «الجنابي» اماكنها متعددة وقيمتها المادية تختلف حسب قدمها وجودة المادة المصنوعة منها رأس الجنبية، ويعد الرأس المصنوع من «الزراف» الأكثر جودة والأغلى ثمناً حيث يبلغ100 ألف ريال

 

Email