العرس الجماعي.. طريق سلس إلى السجـــن الذهبي- 1

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني غالبية الشباب في معظم الدول العربية من مشاكل عدة تحول دون تحقيق أحلامهم في حياة هانئة وطموحاتهم بمستقبل مشرق. وفي مقدمة تلك المشاكل البطالة وانعدام فرص العمل أو ايجاد السكن الملائم أو اكمال نصف دينه، نظرا للتكاليف الباهظة لإتمام الزواج. وقد فطنت بعض الدول لتلك المشاكل ومنها الامارات..

حيث أنشأت صناديق للإسكان وأخرى للزواج مع مساعدة الراغبين في الارتباط وتحول إمكاناتهم المادية الشحيحة دون ذلك، فعممت فكرة العرس الجماعي وتبارت الحكومات المحلية والخيرون في إقامة أكثر من تجمع. وهي خطوة ايجابية تعتبر من أفضل الحلول العصرية لمواجهة الغلاء الذي اجتاح كل نواحي الحياة، لأنها تحقق الاحتياجات الانسانية بتكوين الأسرة..

وإنجاب الأطفال، بجانب الاستقرار النفسي والاجتماعي، باعتباره مطلباً أساسياً وضرورة اجتماعية.

والعرس الجماعي بين تعميم الفكرة كمشروع مجتمعي مهم ومبادرة انسانية واجبة، والتعتيم عليها من بعض الأسر التي لاتزال تتمسك بالزواج التقليدي والمطالب الكثيرة التي تجعل تكلفته باهظة وآثاره مدمرة كعزوف الشباب عن الزواج وتعرض الفتيات للعنوسة.

اليمن يدخل موسوعة الأرقام القياسية  " غينيس  "

انتشرت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة الزواج الجماعي في اليمن مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف حفلات الزفاف والمهور أيضاً، ودخلت البلاد موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتنظيمها عرسا جماعيا لأربعة آلاف عريس وعروس..

وأعاقت الأوضاع السياسية والأمنية الأخيرة استمرار ذلك المشروع الإنساني بشكل مؤقت. وحسب الجمعيات الخيرية التي تتصدر الجهات المنظمة لتلك الحفلات فإن التطورات السياسية والأمنية التي رافقت سيطرة الحوثيين على العاصمة..

واتساع رقعة المواجهات المسلحة في أكثر من منطقة أوقفت مظاهر الفرح وإقامة الحفلات، وأكد مسؤولون بالجمعيات أن الأمر سيكون مؤقتا وسيتم استئنافه لأن غالبية مشاريع الزواج الجماعي تنفذ من خلال منظمات خيرية في المنطقة، حيث تتولى تمويلها أو من بعض رجال الأعمال.

وكانت مؤسسات عسكرية وأمنية ونقابية ومدنية تتبنى مشاريع زواج جماعي لمنتسبيها إلا أن الظروف التي تعيشها المؤسسة العسكرية والأمنية حاليا أوقفت مثل تلك البرامج ..

وكذلك الحال لدى النقابات والجمعيات التي كانت تقيم الأعراس الجماعية بدعم من بعض الجهات الحكومية والشركات، وهو أمر لم يعد ممكنا في ظل الأوضاع الحالية، حيث تعاني الموازنة العامة للدولة من نقص حاد. ويعاني البلد تدهورا اقتصاديا غير مسبوق.

وقال المواطن عبد الله أحمد الحدا الذي غادر حياة العزوبية بمساعدة جمعية خيرية أقامت عرسا جماعيا لأكثر من ثلاثمئة عريس إن حفلات الزواج الفردية أصبحت مكلفة جداً، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية لليمن، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

ويؤكد أن حفلات الزواج الجماعي تساعد الشباب بتحمّل تكاليف مراسم الأفراح، فالعرسان يحصلون على دعم مالي الى جانب الحفل الجماعي، وذلك يساعد على تحمل جزء من نفقات وتكاليف الزواج.

تجربة ناجحة

واعتبر عبد السلام ناصر أن الزواج الجماعي تجربة ناجحة أثبتت فاعليتها، بل وأهميتها، فهي لا تقتصر على تحمل تكاليف حفلات الزفاف، بل إن هناك الكثير من المحسنين وفاعلي الخير، والشركات تقدم مبالغ نقدية للعرسان لمساعدتهم على بداية حياتهم الزوجية، وأكد أن الأعراس الجماعية أثبتت نجاحها طوال السنوات الماضية..

حيث تمكن آلاف الشباب من إتمام نصف دينهم. ولحفلات الزواج الجماعية فوائد كثيرة من أبرزها تعزيز روابط التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع، وتحطيم الحواجز الاجتماعية من خلال التشارك في اللجان الميدانية العاملة في مجال تحضير وتجهيز مراسم الزواج وحفلات الزفاف والإسهام في إعداد كافة الأمور المتعلقة بليلة الفرح.

يذكر أن اليمن في نهاية عام 2013 دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك بعد أن شهدت تنظيم أكبر المراسم لإقامة عُرس جماعي في العالم ضم أربعة آلاف عريس وعروس من الأيتام، ومن مختلف المحافظات بتمويل من أمير قطر السابق، وبتكلفة بلغت ثمانية ملايين دولار. وقد نال كل عريس خلال الحفل مبلغ 700 دولار، فضلاً عن ملابس الزفاف وبعض الهدايا العينية.

حفلات سوريا من التضامن إلى الاستثمار السياسي

 يبدو أن قضية العوز والفقر والنزوح الجماعي إلى الخارج، أفضت بطبيعة الحال إلى انهيار طقوس الحياة الاجتماعية في سوريا على وقع الحرب الأهلية المدمرة، حيث خرجت طقوس الزواج الجماعي في البلاد وخارجها من سياقها التضامني الشعبي إلى حلبة استثمارات سياسية ودعائية من جهة، وإلى إدخال البهجة والسرور إلى قلوب اللاجئين وتحسين ظروفهم الاجتماعية والحد من معاناتهم من جهة ثانية.

النظام السوري كان سباقاً لطرح تلك المبادرة لمقاتلي وضباط الجيش النظامي في مناسبات عدة، وخاصة بمناطق نفوذه، في وقت تدك بترسانتها العسكرية معاقل المعارضة من كل حدب وصوب، وتفرض حصاراً خانقاً وتجويعاً على معظم المناطق وسط ارتفاع أرقام المهجرين والمتضررين لدرجة يصعب حصرها، الأمر الذي استفز مشاعر السوريين بشكل عام.

ورصدت التقارير حينها أن النظام يحاول الاستخفاف بدماء الضحايا، معتبراً أن إقامة تلك الأعراس الجماعية المترفة ستغطي على جرائمه للإيحاء بعلامات الانتصار على الشعب. ونقلت وسائل الإعلام القريبة من النظام أن فكرة الزفاف الجماعي لمقاتلي الجيش نبعت من رحم المعاناة.

وأوضحوا أنها أبسط تقدير وعرفان بالجميل للقوات المسلحة. وبثت وسائل الإعلام الرسمية تغطية للحدث باعتباره رسالة محبة وتسامح..

ودليلاً على أن الوطن يتعافى، بحسب تعبير أمين فرع جامعة البعث التابعة للحزب الحاكم محمد العيسى، الذي وصف عرسان القوات المسلحة النظامية بالأبطال الذين يتصدون للمجموعات الإرهابية المسلحة، والذين أرادوا تدمير الوطن. لافتا إلى أنهم بحفل الزفاف الجماعي يصنعون أيضا الفرح والمستقبل.

وكانت لافتاً طقوس تلك الأعراس الجماعية والتي لا تعبر عن أهميتها بقدر ما كانت تعكس وجهة نظر النظام عسكرياً حيال المشهد السوري الحالي، فقد كان زيّ أزواج من العرسان إلى جانب العرائس بفساتين بيضاء، ممهوراً بالبدلة العسكرية القتالية، علاوة على تزيين القاعة بصور الرئيس، وقيام الإعلام الرسمي للنظام ببث الأغاني التي تمجد النظام ومؤسسة الجيش.

ظروف سيئة

وسط تلك المراسيم كانت تصريحات العرسان ترفع من شأن النظام في وجه المعارضة، وكأنها كانت تظاهرة موالية تندد بالمعارضة، بينما كانت الصور تنقل مشهد لعروسين يقطعان بالسيف قالب الكعكة من سبع طبقات، في وقت يعاني فيه ما يزيد على 70% من الشعب ظروفاً إنسانية سيئة، وغالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر.

ودشن إقليم كردستان العراق منذ عامين تقريباً حفلة جماعية، حيث عقد 120 شاباً وشابة قرانهم في عرس جماعي بمخيم دوميز للاجئين السوريين بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق..

فالطقس الذي رافق ذلك الحدث تقاطع إلى حد بعيد مع مفهوم الزواج الجماعي، من جهة ضرورة تقليل النفقات عن كاهل العرسان، وتأمين أدنى الشروط اللازمة للزواج، لا سيما مع انهيار الحياة الاقتصادية عند شريحة كبيرة من الشباب السوريين اللاجئين، حيث أبدى العرسان سعادتهم بالمبادرة التي أقدم عليها الإقليم، نظراً إلى أن المخيم جسد أحلامهم بالعبور إلى الحياة الزوجية.

من مبادرة وطنية في لبنان إلى ظاهرة طائفية

عشيّة اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990)، كان أكثر من نصف سكانه يشكّلون الطبقة الوسطى المحلية ويستطيعون، ولو بقليل من الاستدانة وتنظيم الأولويات و»شقلبة« المداخيل والنفقات، تأمين ضرورات الحياة، مع إضافات تربو على حدود الثقافة والترفيه والعيش المستقر الذي لا تُرى في أفقه سدود أمام الأحلام وخطط المستقبل المرئي..

واليوم، كثرٌ يغرقون في مستنقعات فقرهم، فيتلطّون في مجتمعات المظاهر بتلك التسمية التي لم تتبلور دعائمها بعد.. طبقة وسطى تائهة، اجتماعياً واقتصادياً، تبحث عمّا يجمعها بالطبقتين الفقيرة والثرية من صلاتٍ وعمّا يفرقها عنهما من تفاوتٍ جليّ.. وللطبقة الوسطى في لبنان قصّة خاصّة تميّزها عن »أخواتها« في دول أخرى، لأنها تتخذ منحىً منقوصاً، إن لم يكن خاطئاً!

وتبرز القروض السكنية الأكثر طلباً من ضمن القروض عموماً، إذ يطلّ المشهد الذي يتكرّر كل يوم أمام صندوق المؤسّسة العامة للإسكان في بيروت: »عجقة« رجال ونساء من جميع الفئات العمريّة، وغالبيتهم من الشباب الحالمين بدخول »القفص الذهبي«. ينتظر كل واحد منهم دوره لتقديم طلب قرض سكني، حاملاً »كدْسة« أوراق ثبوتيّة لا بدّ منها في الإجراءات الروتينيّة.

وتتكدّس الطلبات بالمؤسّسة، و60% منها تعود لشباب أنهكته ظروف الحياة ومتطلّباتها، في ظلّ أوضاع اقتصادية صعبة. وتكلفة حفل الزفاف نحو 30 ألف دولار لاستضافة 150 شخصا، منها 13 ألفا للصالة والطعام، والتصوير أربعة آلاف، ومثلها للموسيقى وفرقة الزفّة، والزهور بألفي دولار، وتكلفة الفستان وخاتم الزواج والمجوهرات 7000 دولار مع نفقات أخرى.

لون طائفي

وبرزت في السنوات الأخيرة ظاهرة الأعراس الجماعيّة ذات اللون الطائفي الواحد: تتأنّق الفتيات، يلبسن فساتين العرس وأبهى حللهنّ، يصفّفن شعرهنّ، يتبرجنّ.

ويتحضرْن لليلة العمر.. في الجهة المقابلة، يلبس الشبّان بذلاتهم الرسمية، يشدّون ياقات القمصان، يشبكون ربطات العنق، يحلقون ذقونهم، يعلّقون وردة بيضاء على صدورهم، تحضيراً لليلة العمر ذاتها.. وعندما تنتهي التحضيرات، يتوجه الجميع للاحتفال بالعرس في أحد الأمكنة المخصّصة للمناسبة، والتي تكون من تنظيم جمعية أو شخصية مموّلة.

»كان حدثاً جميلاً بالنسبة إليّ. ولو خيِّرت مرة أخرى، سأعيد الكرّة بالتأكيد«، يقول أيهم 37 عاماً الذي تزوّج في عرس جماعي أقامته لجنة مهرجانات صور بالجنوب، وهي أول من استهلّ الظاهرة عام 1998، بتنظيم عرس لـ28 ثنائياً من الطوائف والمناطق كافّة، مساهمة في تسهيل أمورهم، نظرا للظروف المعيشيّة الصعبة وكتراث وفولكلور وطني.

وانصح الشباب باختيار الطريق نفسه، لاكتساب خبرة التضامن مع الآخرين. وتشاركه زوجته منى فرحته وهي ليست نادمة على اختيارها، وتعود بها الذاكرة الى ذاك اليوم، »كانت كل عروس مميّزة، لم تلغِ إحدانا الأخرى، بل كنا نكمل بعضنا البعض«.

عدم قبول

ويبدي مروان 28 عاماً حماسته للفكرة، من بوّابة كون »أكثر من 4000 مدعو سيكونون شهوداً« على عقد قرانه بشريكة حياته. وحماسته تتلاقى مع حماسة شريكته ربى 29 عاماً التي تتمنّى أن تكتمل سعادتها بـ»عرس جماعي يشبه مسابقات ملكات الجمال«، فإقامة الأعراس الجماعية لم تعد محصورة في الطوائف المسلمة..

وزاد إقبال بعض الشباب المسيحيين عليها، بعد أن كانت في نظرهم أمراً معيباً، فالضائقة المالية لم تعد تفرّق بين مسلم ومسيحي. ويعتبر مروان أن المسألة تقترب من أن تكون موضة جديدة، يركب موجتها الشباب الذين يطمحون دائماً الى تغيير كل قديم.

ولا تحظى الأعراس الجماعية بقبول واسع خاصة من الفتيات. »البنت تحلم بهذه اللحظة المهمة طوال حياتها، ومن حقّها الطبيعي أن تحظى بحفل زفاف تكون فيه وحدها محطّ أنظار الجميع«، ذلك ما قالته الطالبة الجامعية راما، والتي لا تجد مشكلة في الكلفة المالية، إذ يمكن إقامة حفل زفاف يقتصر على أقرب المقرّبين. وترفض سهى م 26 عاماً فكرة جماعية الأعراس حتى لو كانت مجانية.

شرط الإعلان

يعتبر الكثير من علماء النفس محليا أن الزواج الجماعي يؤثر سلباً في نفسيات المرتبطين، خاصة الفتاة. ذلك أن الصورة أصبحت »شبيهة بالمؤسّسة التي تتعامل مع موظفيها على أساس الكمّ الرقمي، وليس الجوهر«، بحسب الاختصاصية رولا بدر الدين، وتقول الصورة الاجتماعية القيميّة للعرس انتفت هنا، لتحلّ مكانها أخرى علائقية.

وبصرف النظر عن الأهداف السياسية والانتخابيّة التي يصبو إليها رعاة الحفلات ومموّلوها، يبدو أن التركيبة اللبنانية، على قاعدة »6 و6 مكرّر«، لا تنسحب على مناسبات الزواج الجماعي.

واللافت أنّ المتحمّسين لتنظيم تلك الأعراس وتمويلها هم متموّلون يحاولون الدخول إلى العمل السياسي وهيئات دينيّة واجتماعيّة وتيارات وأحزاب سياسيّة بمختلف انتماءاتها. والزواج، بحسب إجماع رجال دين على مختلف مذاهبهم، هو سنّة كونيّة، وقوانينها في إجراء عقود الزواج مختلفة، والمطلوب إعلان الزواج كشرط لصحّته.

تقاليد وشروط

أكدت مصادر دينيّة متعدّدة، عدم وجود مانع لإقامة الأعراس الجماعيّة، بشرط مراعاة التقاليد وآداب الحشمة وتجنّب المحرمات. وكذلك في مكان واحد، يجمع بين أزواج من مختلف الطوائف والمذاهب، ودون خضوع الحفلات لسلطة دينية واحدة. والمحاكم الدينية لا المدنية تحدّد السنّ القانونية لزواج أتباع الطوائف فللمسلمين18 عاماً للفتيان و 14 إلى 17 للفتيات.

وعند المسيحيين فالسنّ بين 16 و18 عاماً للشباب و14 و18 عاماً للفتيات. وبإمكان العائلات طلب إذن من المحكمة الدينية المختصّة لعقد زيجات في سنّ أبكر، ويمكن تخفيضها إلى 9 سنوات للمسلمين وهم يمثلون ثلثَي الشعب اللبناني.

تضافر رجال الأعمال مع الدولة في البحرين

 أصبح الزواج في وقتنا الراهن من الأمور المؤرقة للشباب والفتيات ولأسرهم، فتكاليف الزواج الباهظة أصبحت لا تطاق، ما دفع الكثير من الشباب الراغبين بالزواج والاستقرار للعزوف عن إكمال نصف دينهم لعدم مقدرتهم في توفير تكاليفه ولارتفاع المهور..

ويعتبر مشروع الزواج الجماعي بارقة أمل للتخفيف من تلك الأعباء وتسهيلاً للشباب لتكوين أسرة والاستقرار، وبدء حياة جديدة بأعباء خفيفة يستطيعون بعدها توفير احتياجات الحياة الأسرية من دون اللجوء إلى الاقتراض بمبالغ كبيرة تجعل متعة الزواج نقمة، حيث تحدث بعدها مشكلات تهدم الحياة الزوجية وتحولها إلى جحيم مستعر في كثير من الأحيان.

ذلك ما أكده الناشط الاجتماعي البحريني عبد الهادي الخلاقي، وقال: إن الزواج ستر للشباب سواء الذكور أو الإناث وحماية لهم من ارتكاب المحرمات وهو سُنة من سنن الله في خلقه أن يُحصنوا أنفسهم بالحلال ويعمروا الأرض وعمارتها تأتي من خلال التكاثر.

وعن مشروع الزواج الجماعي أشار إلى أنه يسهم في تكاتف افرد المجتمع ويخفف على الراغبين فيه التكاليف، فالمساعدة التي تقدمها الجهة المنظمة للمشروع في المملكة بإقامة الحفل وتقديم مبلغ مالي أو الإسهام في تأثيث منزل الزوجية.

وأوضح أن المشروع إضافة لتقليله نفقات وتكاليف الزواج وحفلاته ومظاهره فإنه يظهر قيم التكافل بين شرائح المجتمع ممثلة بالمقتدرين من رجال الأعمال والجمعيات الخيرية أو صناديق الزواج التي تدعمها الدولة، في تسهيل مثل هذه المشاريع النافعة، التي تسهم أيضاً في الحد من ظاهرة العنوسة، وتؤصل مبدأ زواج سعيد بلا عناء بعيداً عن الإسراف والتبذير غير المسبوق في مظاهر الزواج.

ضرورة ملحة

واعتبر مدير الخدمات الاجتماعية والمشروعات بجمعية التربية الإسلامية في البحرين الشيخ عادل راشد بوصيبع أن الزواج الجماعي من أهم المشاريع الاجتماعية التي تعين الشباب على الزواج وتشكل تحصيناً لهم ومساهمة لتكوين أسرة، في ظل تشعبات الاحتياجات الحياتية وصعوبتها على الراغبين في الزواج، فالمشروع أصبح ضرورة ملحة خاصة لذوي الدخل المحدود.

ولا بد من نشر ثقافة الزفاف الجماعي سعياً لإذابة الفوارق الطبقية بين الشباب خاصة وهناك مبالغة لدى بعض الأسر الميسورة في حفلات الزواج التي ينظمونها بشكل فيه الكثير من المباهاة، والزواج الجماعي يدخل الفرح والسرور على الشباب من ذوي الدخل المحدود عبر اشتراك الجميع في في حفل واحد ومن دون تميز بين هذا وذاك.

وعن تجربة جمعية التربية الإسلامية في إقامة حفلات الزواج الجماعي قال، لدينا تجربة طويلة مع إقامة تلك المناسبات، التي أثبتت فاعليتها في التيسير على الشباب وتسهيل أمور ارتباطهم، ووجدنا مشاركة من شباب ميسور الحال بدعم مشاريعنا، ما يدل على أنها قبل أن تكون مشاريع خيرية فهي اجتماعية تعزز الروابط بين فئات المجتمع.

وأشار بوصيبع إلى أن نظرة العمل الخيري لا تقتصر على تقديم الإعانة ليوم واحد فقط، بل الوقوف مع المتزوجين الجدد حتى تقف أسرهم على أقدامها. وهناك دورات تأهيلية حول العلاقات الزوجية قبل الشروع في الارتباط لتحصينهم بشأن الخلافات المتوقعة نتيجة ضيق ذات اليد، واطمئن الجميع أن مشاريعنا فائدتها عظيمة ولتحقيق النتائج المرجوة، يحتاج الأمر إلى التخطيط لها المسبق وبعناية ومعرفة.

Email