جيل اليوم. . ضياع تربوي بين الأسرة والمجتـمع وأدوات العصر - 3

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطفالنا فلذات أكبادنا، وأحلامنا التي نسعى لتجسيدها على أرض الواقع على مر السنين، باهتمامنا المضاعف بهم، وسعينا إلى تجاوز العقبات التي صادفتنا في حياتنا، حتى لا تكون عائقاً أمام مستقبلهم الغامض، الذي تلفه عوامل مجهولة، وبعضها غريب بالنسبة إلينا.

هذا الجهد الأسري اللا متناهي، تتحكم به عوامل أخرى، بعضها يخرج عن سيطرة الأسرة، وتعتبر أكثر خطورة من أمور أخرى مادية وملموسة، قد نعتبرها تهديداً لمستقبلهم. أبرز تلك التحديات، هي المجتمع الذي بات شريكا في التربية بوجود عناصر تمثل بؤرا للفساد تستقطب صغار السن لعوالمها، وهناك المدرسة التي انحصر الأمر فيها صوب التعليم بعيدا عن التربية.

وتمثل أدوات العصر التكنولوجية خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي، دورا سالبا أصبح خصما على التربية داخل البيت في غياب دور الأب والأم وضعف بنيان الأسرة واختلال مسؤولياتها الاجتماعية، وبرزت أيضا بعض الصيحات التي لا تلائم أعمار أو بيئة أطفالنا، وتصبح مجاراتها أمراً حتمياً عليهم، حتى لا يكونوا منبوذين في مجتمعهم الخارجي.

عناصر تزداد خطورتها مع مرور الوقت، وتُدخل إلى معظم البيوت غرباء يساهمون بشكل كبير في تشكيل شخصية ومستقبل أبنائنا، أكثر من أي شيء، ما يجعل وجود الأسرة بشكل قوي ومتماسك في حياة الطفل قضية حتمية لخلق أجيال تحمل قيمنا ومبادئنا، لا صيحات وأسلوب حياة غيرنا.

ويرى البعض أن الحياة المعاصرة معضلة للجيل الحاضر الذي بات مختلفاً في طريقة حياته عن الجيل السابق، وهو ما يفرض تحديات كبيرة ليس للأسرة وحسب بل وللمجتمع.

عوامل مختلطة في السعودية تؤثر سلباً في التربية

 

هل يدرك الآباء والأمهات في مجتمعاتنا العربية أساليب التربية الحديثة وفق أسس علمية ومعرفية تسهم في إيجاد الطرق السليمة لتحقيق الهدف المنشود؟ سؤال شغلت الإجابة عنه الكثير من الخبراء وأهل التربية في السعودية..

وتباينت الآراء والرؤى حيال الأمر، فطالب البعض بدراسة أسباب الفشل في التربية، ومن ثم البحث عن الحلول وفق دراسات علمية. وتساءل البعض هل الآباء مؤهلون فعلاً لأداء دورهم في تربية تفرق بين الأسلوب العاطفي لدرجة الدلال وطريقة العقاب المفضي للإيذاء الجسدي والنفسي؟

تقول خبيرة تربوية لم تشأ ذكر اسمها حيث تعمل في مجموعة وطنية للبحوث والدراسات، هناك عوامل عدة تقف حجر عثرة في طريق الأمهات والآباء على حد سواء وسط ظروف اقتصادية ضاغطة تتطلب الكثير من الجهد في العمل لتوفير حياة معيشية معقولة وفي خضم ذلك يقل الاهتمام بالأبناء فيترك الأمر للخادمة وهي ببيئتها وديانتها وسلوكها تؤثر سلباً على الصغار..

ويلعب المجتمع دوره في التأثير على الطفل بممارسات لم يعتدها وقد تقوده إلى سلوكات خاطئة نهايتها الانحراف، وأدوات العصر من تلفاز وأجهزة هاتفية وشبكة عنكبوتية تسلب تفكيره وتدخله في عوالم شتى، والأصدقاء والزملاء في المدرسة ولكل بيئته وتربيته وسلوكه وتأثيره على الآخر.

وبات عالم الأجهزة الرقمية يستقطع من وقت الطفل أكثر من سبع ساعات يومياً، فيحرمهم مراجعة دروسهم والقراءة خارج مناهجهم بصورة منتظمة تثقفهم وتبصرهم.

وهناك مفهوم جديد ينمي مهارات التربية يسمى الأسرة المعرفية يقود لاكتساب المعرفة بمفهومها الواسع في مواجهة متغيرات العصر وكيفية التعامل مع الأبناء، خاصة وغياب الأسرة المتواصل عن المنزل بسبب العمل أو خروج الأب مع أصدقائه، والأم مع جاراتها وقريباتها أدى إلى ضعف أساسي في عملية التنشئة الاجتماعية للصغار.

وغياب مصادر التوجيه والرعاية وفق عادات وتقاليد الأجداد وكبار السن في السابق، في وقت باتت فيه الاستعانة بالغير لأداء أولويات العمل المنزلي يعود بالضرر على الأسرة ويسهم في تفتتها.

وكشفت دراسة عن أن أهم المشكلات التربوية الناتجة عن وجود الخادمة الأجنبية في الأسرة السعودية تتمثل في التأثير على الدين والعقيدة بنحو44 %، والتأثير على العادات والتقاليد بنسبة 45 %، وتعلق الطفل بالخادمة ويمثل 36%، وتأثيرها في سلوك الصغار بنحو 33 %.

مشكلات الطفولة

يؤكد أمين عام جمعية طب الأطفال بالمملكة الدكتور عبد الله محمد الصبي أن العولمة قلبت الموازين وأظهرت مشكلات في تربية الأطفال في السعودية لم تكن في الحسبان، ولعبت الصدمة الحضارية إثر الانتقال من ثقافة القرية والقبيلة إلى المدنية الحديثة والتنوع والبعد عن القيم الدينية والأخلاقية والتقاليد والعادات الأصيلة، لتسود ثقافة سطحية مادية رسخت قيم استهلاكية جعلتنا ننظر للقشور ونغرق في ثقافة التباهي.

وعليه فالأسباب اجتماعية مادية أخلاقية، وقصور في أداء الأسرة، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، ومؤسسات المجتمع الأخرى في أداء الأدوار المطلوبة. والحلول المطروحة لمشكلات الطفولة والمراهقة تأتي في مقدمتها توعية الأسرة للقيام بواجبها في التربية السليمة ومسؤولياتها تجاه أبنائها..

والدعوة لتطوير البرامج الهادفة للأطفال إعلامياً وإخضاعها للضوابط الأخلاقية. وإعادة صياغة مناهج التعليم للصغار بما يواكب تطورات التقنية الحديثة، لتساعدهم في استيعاب متغيرات عصر الثورة العلمية والتكنولوجية.

تلاشي دور " الحبوبة"  يربك تربيـــة صغار السودان

قديما كانت الجدة أو »الحبوبة« هي المنتدى الجامع الذي يتحلق حوله الأبناء والأحفاد، وكان منزلها له رمزيته في المجتمع السوداني باعتباره النبع الصافي والحقيقي الذي ينهل منه الأطفال ثقافتهم الأصيلة من مشاربها الرئيسية.

فالكثير من القيم والموروثات الدينية، كانت الأسرة الممتدة هي منبعها، غير أن تطورات العصر وتحولات الحياة الحديثة، وظروفها جعلت أدوار بيت »الحبوبة« في تناقص مستمر بل وصل درجة التلاشي في المدن الكبيرة..

وإن كانت توجد بعض الشيء في معظم مدن الأرياف البعيدة، ومع ضغوط الحياة اليومية،ضعف دور الأسرة في تربية الصغار، وأوكلت في كثير من الأحيان مهمة التربية إلى الخادمات والمربيات تشاركهم في ذلك القنوات الفضائية ووسائل الاتصال الحديثة.

يقول استشاري العلاج الاجتماعي الدكتور الأمين محمد البشير إن التنشئة في السابق كانت محصورة داخل نطاق الأسرة الممتدة إلى جانب المدارس أو الخلاوي، وكان الحي عبارة عن كتلة واحدة تحكمه تقاليد وعادات، نظراً للأساليب الحياتية المتشابهة، إلا إن الطرق الآن تغيرت واختلفت المعايير وسط تجاذبات كثيرة وإغراءات عديدة تواكب متغيرات العصر..

وبدأت الأسر الممتدة في التناقص نتيجة لظروف الحياة العصرية، حيث ظهرت وسائل وجهات أخرى تشارك العائلات المختلفة في تربية أطفالهم مثل الحاضنات والخدم ووسائل الإعلام خاصة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي باتت تشكل خطورة كبيرة جدا في عملية التربية.

وأصبح من الصعوبة بمكان عملية التحكم فيما تنشره من مواد هي في كثير من الأحيان، لا تتماشى والضوابط والتقاليد والأعراف والعادات في المجتمع المحلي. والتلفاز مثلا باعتباره الوسيلة الأكثر انتشارا أصبح يغذي عقول الأطفال بالثقافات الوافدة التي تكرس للعنف وتحديداً عبر أفلام الكرتون التي غالبا ما تتناول الجريمة والتخطيط لها...

وتتضمن بعض الأساليب التي لا تماثل عمر الطفل ولا تحمل جرعة إيجابية توسع مداركه وتحقق له نقلة نوعية. كل ذلك يأتي إلى جانب أن الكثير من الأطفال دون سن الثامنة عشرة لديهم الخبرة والدراية بوسائل التواصل الحديثة، والهواتف الذكية أكثر من الكبار أنفسهم.

ممارسات سالبة

ويرى البشير أن الكثير من الممارسات السالبة من قبل الأطفال هي نتيجة للتربية الخاطئة في كيفية التعامل مع وسائل التواصل الحديثة..

وعليه فالمطلوب ضرورة عدم إطلاق العنان للصغار للتعامل المباشر مع تلك التقنيات، في غياب التوعية وتبصيرهم بخطورة استخدامها مع أهمية الرقابة المستمرة، ليس بالمنع باعتبار أن الممنوع في الغالب هو المرغوب، بل بضرورة التوجيه بطرق صحيحة والتوعية بأساليب سليمة، باعتبار أن الأمر بات واقعاً لا فكاك منه.

ويجب عدم ترك الأطفال مع التلفاز لمفردهم وبالمقابل عدم فتح القنوات الخادشة للحياء أو إتاحة الفرصة لهم لحضور المسلسلات والأفلام الخليعة بمعية الكبار. والمطلوب عدم إطلاق العنان في تربية الأطفال للمربيات والحاضنات والخدم ففي أحيان كثيرة تكون آثارهم السالبة ليست قاصرة على أسلوب التربية بل تمتد حتى إلى المساس بالمعتقدات الدينية للأطفال..

وهناك تأثير مباشر على الأطفال وفقا لثقافة الحاضنة والمربية، علما أن المسؤولية الأساسية في تربية الصغار بالطريقة الصحيحة يبدأ عبر جهود الأسرة الصغيرة، ويمتد إلى المدرسة والمجتمع وحتى الدولة، ويجب إعداد بحوث علمية لهذه القضية البالغة الأهمية من قبل متخصصين،مع إدراج حلول تحفظ للطفل حقوقه في التمتع بالتطور في عصره وتحافظ على ثقافته الأصيلة بشكل سلس وآمن.

56 % من أطفال العراق يعانون الإهمال

يُظهر مسح مشترك لمنظمة الطفولة العالمية »يونيسيف« ووزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية، أن عدد الأطفال في العراق يصل إلى 16.6 مليوناً، أي أكثر من نصف السكان، لكن لا توجد إحصائية مؤكدة وموثقة عن عدد الأطفال الذين أزهقت أرواحهم جراء أعمال العنف المستعرة في البلاد منذ أكثر من عقد..

فيما تؤكد منظمة دولية متخصصة برصد الحوادث التي تطال الصغار في المناطق التي تشهد عنفاً مستمراً، أن 56% من الأطفال العراقيين يعانون الإهمال، وأن أعمار 40% منهم تقل عن 14 سنة، ودون سن الخامسة 14.6%، ما يجعل العراق في مقدمة الدول ذات الفئات العمرية الأصغر.

وان الطفولة بالبلاد تحتاج إلى رعاية خاصة، ودراسات متخصصة حتى لا تستفحل الظاهرة وتتحول إلى مشكلة يستعصي حلها، خاصة وهي شريحة معرضة باستمرار إلى المخاطر والمتاعب، وكل ما يدفع إلى الجنوح وربما الجريمة، خاصة للذين فقدوا الأب أو الأم وحتى الأخوة، في ظل غياب الرعاية الأسرية والتربوية.

وتقول الإعلامية والباحثة التربوية عدوية كاظم: لا يشترط بالجنوح مخالفة القوانين، بل يتعلق أحياناً بمخالفة الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي تقع أيضا تحت طائلة القانون، وإذا افترضنا أن مخالفة تلك الأعراف والتقاليد تولد أحياناً من رحم التفكك الأسري وانخفاض المستوى المعيشي والخروج إلى ساحات العمل ومرافقة أصدقاء، السوء..

فإننا بذلك نشير إلى أهمية دور الأهل في السيطرة على سلوك الصغير بمراقبته ومتابعته ورعايته، وفي غياب دور الأسرة لابد أن تقوم الدولة بدورها لانتشاله من الانحراف والضياع.

ضغوط نفسية

وترى المتخصصة في علم الاجتماع الدكتورة ليلى الدباغ أن للعنف تأثيره المباشر في الأحداث، ما يحتم ضرورة إشراكهم في أعمال جماعية تسهم في البناء والخير، فضلاً عن تشجيع إقامة الأنشطة الرياضية، وقبل كل شيء الاهتمام بالتعليم الذي سينقذهم من مصير مظلم.

ودور الأم مهم في توجيه الصغار في زمن اختفى فيه العديد من الرجال إما بالموت أو الاعتقال أو بداعي السفر أو بسبب العمل واشتغالهم طوال اليوم لتأمين معيشة الأسرة، ما يؤثر في الأبناء ويحرمهم من متابعة الأب المباشرة لهم ومن سلطته الأبوية المطلوبة.

ويشير الطبيب المختص في الطب النفسي بمستشفى اليرموك، الدكتور سرمد يحيى إلى أن من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى جنوح الأحداث تأثرهم بالضغوط النفسية وتعرضهم لصدمات قد تقود إلى ما لا تحمد عقباه ما لم يتم علاجها، فالتعرض للضغط والشد العصبي إضافة إلى الحركة المفرطة واضطراب التركيز، يؤدي لأعراض انفعالية معينة تقودهم لتصرفات غريبة، وأحياناً إلى الانحراف.

والمطلوب وضع برامج إسناد من الآباء، فإذا فقد الطفل أحد الوالدين فيترك ذلك آثاره السلبية عليه، وقد يتحول إلى عارض مرضي يعرقل حياته الطبيعية، ويؤثر في مستواه الدراسي وتعامله مع الآخرين، وقد يشجعه على التمرد على المجتمع أو الدولة باعتبارهما مسؤولين في نظره عن فقدانه الرعاية الأبوية.

وسائل وقائية

ويرجح الباحث الاجتماعي بجامعة بغداد عبدالرزاق نعمة، أن الفقر في مقدمة أسباب جنوح الأحداث وتمردهم، خاصة في وجود أزمات البطالة وعدم وجود سكن للعائلة، فضلاً عن التفكك الأسري وعدم شعور الحدث بانتمائه لأهله، ما يسهل انزلاقه في عالم الانحراف والجريمة. ويؤكد أن هناك وسائل وقاية ضرورية لحماية الصغار من الجنوح تأتي في مقدمتها الأسرة، باعتبارها النواة الحقيقية للتربية..

ومن ثم أهمية وضرورة إيلاء الدولة اهتماما بالأسرة لكي تكون بيئتها مستقرة من خلال توفير الضمانات الاقتصادية والاجتماعية لها، ورعاية الأطفال المحرومين من الرعاية منذ ولادتهم، خاصة الذين يعانون من مشاكل ناجمة عن المتغيرات كالحروب، وتهيئة برامج تعنى بتوطيد العلاقات الأسرية

. والوسيلة الثانية هي التعليم عن طريق تطبيق قانون التعليم الإلزامي على أن يقوم على أسس تربوية سليمة تحترم الطفل وتتجنب معاملته بقسوة، بل تذكره بأهمية هويته الوطنية، واحترام رأيه وتوفير مناخ مناسب لممارسة أنشطته المختلفة، الرياضية منها والثقافية، وتشجيع إقامة المخيمات وممارسة الهوايات النافعة مع ضمان وجود مراقبة ومتابعة نفسية واجتماعية لمن يحتاج إليها.

عدم تكامل الأدوار يسهم في ضياع جهود التربية في فلسطين

 يُعد المنـزل دائرة التربية الأولى بالنسبة للطفل في فلسطين قبل أن تتكامل الدوائر أو تتقاطع مع أخرى أهمها المدرسة والشارع والمجتمع ووسائل التكنولوجيا والاتصال والتواصل والإعلام التي تقدم لهم إلى جانب التعليم التربية، ولذلك يعقد التربويون الأمل على الأسرة، حيث يقع عليها الدور الأكبر في تربية الصغار..

إلا ان عدم تكامل الأدوار في الاسرة الواحدة او التناقض التربويّ بين اقطاب العائلة، الأب والأم والأخ الأكبر وحتى المربية او الحاضنة، كما يحدث الآن واستمرار حالة عدم التكامل خارج نطاق الأسرة وتحديدا في المجتمع وداخل أسوار المدرسة تسهم في ضياع جهود التربية، وتترك الطفولة دون الرعاية المطلوبة بحسب المختصين.

تناقض وازدواجية واختلاف التوجيه

وحول عدم التكامل داخل الأسرة الواحدة توضح الاختصاصية الاجتماعية إيمان ياسين في حديثها لـ»عواصم« أن غالبية البيوت في البلاد تعاني من التناقض في التربية وأساليبها، وما يصح منها وما لا يصح،..

وفي معظم الاحيان يطفو هذا الاختلاف على السطح امام الطفل الأمر الذي يفسده أكثر، وتضيف: »الأب له كلمة تخالف كلمة الأم، والأم لها منهج يخالف منهج الأب، وقد يكون هذا الاختلاف حول بعض الوسائل أو الأساليب التربوية، وقد يكون بينهما خلاف حول بعض الحلول لبعض المشكلات، وطريقة التعامل مع الطفل ..

والأسوأ من ذلك الاختلاف في من يتحمل مسؤولية هذا الجانب من التربية بشكل عام او في توقيت محدد بحضور الطفل ايضا الذي يشعر بأن احدا لا يريد الاعتناء به، فكيف نتصور نتيجة التربية لطفل يعيش وسط هذه الدوامة من التناقض والازدواجية واختلاف التوجيه داخل البيت الواحد«.

وتشير إيمان إلى دور الحاضنة أو المربية داخل الأسرة قائلة: ربما تتدخل لتزيد الطين بلة باعتبارها غير متخصصة وغير مطلعة فلا تأخذ في تعاملها مع الطفل حتى ما يتوافق عليه الزوجان المختلفان من اساليب تربية صحيحة وفقا لما تعتقد انه صحي فتزيد من انفصام الطفل..

ويصبح الأمر اسوأ حين تنتقم الخادمة من ابويه على سوء معاملتهما لها او قلة معاشها او ظرف عملها من هذا الطفل، بحيث تنال منه بسوء تربيته، ولكن احيانا اذا كانت المربية على قدر من التعليم والاختصاص قد تعطي الطفل تربية سليمة وترشد والديه للطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل والطريق السليم لتربيته.

افتقار الأساليب

وتلعب الأساليب المتبعة دوراً رئيسياً في تقييم حصيلة تربية الأسرة من جانب وباقي محطات التربية الأخرى من جانب آخر، وفي السياق ذاته يؤكد المشرف التربوي مسعود يوسف للأسف هناك اسلوب واحد نجيده يرتكز على التوجيه المباشر بالأمر والنهي..

وهو يتخذ من الترهيب والوعيد والعقوبة أسلوبا وهذا خطأ، وعندما نستخدم العقوبة فإنه ينبغي علينا أن بالقدر نفسه أيضاً اتباع الثناء والثواب؛ وحين نستخدم الترهيب يجب ان نستخدم بالقدر نفسه الترغيب؛ وحين نستخدم التوجيه المباشر فإننا ينبغي أيضاً أن نستخدم بالقدر نفسه التوجيه غير المباشر.

وأشار إلى ان المؤسسات التربوية الفلسطينية وفي مقدمتها المنزل والمدرسة والجامعة والدرس الديني في المسجد تفتقر إلى تعدد الاساليب التربوية وفهمها بالإضافة إلى ضعف التكامل بين الوسائل والأساليب التربوية داخل المؤسسة نفسها وبين المؤسسات مجتمعة، وأضاف: فلا نكاد نجيد إلاّ أساليب محدودة ولا شك أن هذا سوف ينتج لنا تربية نشازاً، بحاجة إلى نشر التوعية التربوية حتى نتمكن من تربية أطفالنا تربية صحية وسليمة.

Email