شبكات من السماسرة والأطباء والممرضين والمحامين

أعضاء فقراء مصر اكسسوارات أثرياء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يكون من الصعب أن تجد في مصر قطعة إكسسوار تريدها لـهاتف آيفون، أولاب توب، وربما يصعب أيضاً الحصول على نوعية محددة من السيراميك، إلا أنه لن تكون هناك مشكلة في العثور على قلب أو كبد أو كلى أو عين أو أي جزء من أجزاء الأعضاء البشرية، فمافيا تجارة الأعضاء تملك المال والفقراء دائماً في خدمة الأثرياء.

ففي وسط أجواء من البؤس والفقر تحاصر الكثير من المصريين، تنشط مجموعات شيطانية في كل مستشفى، تتكون من سماسرة وممرضين وأطباء وأحيانا محامين يتفننون في اللعب على وتر الحاجة لدى أحد ضحايا الفقر، وفي الوقت ذاته يداعبون أحلام المرضى من الأثرياء الذين يطمحون إلى أن يزيدوا أعواما أخرى لأعمارهم وأجسادهم التي أوهنها المرض.. و

هكذا تلعب أطراف متعددة دور حلقة الوصل لتسهيل مهمة البائع والمشتري، ليتم الاستئصال من جسد فقير صحيح سواء بعلمه مقابل مبلغ مالي يتم الاتفاق عليه، أو بدون علمه من خلال خداعه وسرقة أعضاء من جسده.

وكشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز، ان مصر في مقدمة الدول في تجارة الأعضاء حول العالم، وأكثرها رواجا للظاهرة والكشف عن تلك العمليات غير المشروعة يتم عادة من خلال خطأ جراحي أو خلاف حول المبالغ الواجبة السداد، أو عند تعرض المجني عليه للخداع والسرقة دون علمه.

وحتى الملاحقات القضائية وفق ما ورد في تقرير الصحيفة، يتم إحباطها من خلال شهادات مزورة وقوانين تحمي الجناة ولا تنصف الضحايا الذين استبيحت أجسادهم لتمنح الحياة لمن يملكون المال.

وفي الاتجاه ذاته، وصف تقرير أصدرته منظمة التحالف الدولي لمكافحة تجارة الأعضاء، مصر بأنها «برازيل الشرق الأوسط»، في مافيا تجارة الأعضاء، وأنها تحتل المركز الثالث عالميا في تجارة وزراعة الأعضاء البشرية غير المشروعة.

وأصبحت المركز الرئيسي في المنطقة لتجارة الأعضاء، والتي تعد أكثر ربحاً وأمناً من تجارة المخدرات، فسعر بيع الكلية الواحدة لا يقل عن 3 آلاف دولار أميركي للبائع، بينما يحصل السماسرة والأطباء على أضعاف المبلغ.

مآسٍ يومية

ولا تكاد تخلو صحيفة مصرية يوميا من أخبار عن مافيا تجارة وسرقة الأعضاء البشرية، والمآسي التي تتسبب فيها، فقبل أيام ألقت أجهزة الأمن بمحافظة القليوبية القبض على تشكيل عصابي للاتجار بالأعضاء البشرية، تخصص في استدراج صغار السن والعاطلين من الشوارع إلى شقة بمدينة 6 أكتوبر.

وإيهامهم بالتوظيف بشرط أن تجرى لهم بعض الفحوصات الطبية للاطمئنان على أحوالهم الصحية قبل التعيين، وتحت تأثير الحاجة والرغبة يقبل الضحية ليقع فريسة الاحتيال، فيتم تخديره لتبدأ عملية استئصال الأعضاء من جسده دون علمه.

لتباع للمحتاجين من مرضى الكلى والكبد مقابل مبالغ مالية كبيرة. وألقت شرطة قسم الأزبكية بالقاهرة أخيرا القبض على تشكيل عصابي آخر تخصص في سرقة الأعضاء البشرية والاتجار فيها عن طريق استقطاب الفقراء من أحد مقاهي شارع الألفي مقابل مبالغ مالية تقدر بنحو 20 ألف جنيه مقابل التنازل عن أعضائهم وبيعها.

غياب الرادع

في السياق نفسه توضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الدكتورة سامية الجندي، أن سرقة الأعضاء البشرية أو المتاجرة فيها انتهاك سافر وصارخ لحرمة البشر، على المستوى الديني والإنساني والقانوني أيضاً، فهي هدر لحقوق الإنسان وتلاعب بحرمة الجسد، مؤكدة أن التصرف بجسد الإنسان واستغلاله بهذا الشكل يتعارضان مع القيم والمعايير الإنسانية.

مشيرة إلى أن الفقر المدقع هو الذي يجبر البعض على بيع أعضائهم، مؤكدة أن انتشار هذه الظاهرة بهذا الشكل المفزع يعود أيضاً إلى قصور واضح في مواد القانون والذي لا يمثل رادعاً بالشكل الكافي لهؤلاء المجرمين، فغالباً لا تتعدى المعاقبة القانونية سحب ترخيص مزاولة المهنة للأطباء المثبت إدانتهم بإجراء مثل هذه العمليات غير المشروعة.

تشكيل عصابي

ألــــقت شرطة قسم الأزبكــــية بالقاهرة القبض على تشكيل عصابي تخصص بسـرقــــــة الأعضــاء البشرية والاتجـــــار فيــــها باستقـــطاب الفـــــقراء بمـــقـــاهي شارع الألفي مقابل مبالغ مالية تقدر بنحو 20 ألف جنيه للتنازل عن أعضائهم وبيعها.

Email