342 مدرسة حكومية لم يجتز منها أحد امتحانات الثانوية العامة

صدمة في الأردن بعد نتائج «التوجيهي»

مخرجات التعليم تاثّرت بالتساهل في تدقيق نتائج الثانوية العامة خلال السنوات الماضية أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم الارتياح العام الذي شعر به الأردنيون من انضباط امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) التي أعلنت نتائجها مطلع الأسبوع الماضي إلا أنّ العديد من المفارقات سجلتها هذه النتائج شكلت صدمة في المجتمع، منها الرقم الصادم الذي كشفت عنه وزارة التربية والتعليم والذي جاء فيه أن عدد المدارس التي لم ينجح بها أحد في هذه الامتحانات بلغ 342 مدرسة حكومية، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية.

ومن بين الأرقام التي اعتبرت سابقة كذلك أن نسب النجاح في الفروع الأكاديمية: العلمي والأدبي والمعلوماتية والصحي والشرعي لم تتجاوز الـ 27.5 في المئة، بينما انخفضت في الفرع الأدبي لتصل إلى 6.5 في المئة، وهي نسبة تعتبر الأدنى في العشرين عاماً الماضية.

لكن لم تكن هذه الأرقام هي الوحيدة التي وصفت بالصادمة بين الأوساط التعليمية في الأردن، إذ أعلنت وزارة التربية والتعليم أن عدد الطلبة المستنكفين (الغائبين) عن تقديم امتحانات «التوجيهي» لهذا العام تجاوز عددهم الـ 40 ألف طالب وطالبة من أصل 126 ألف طالب وطالبة، وبنسبة تزيد على الـ 31 في المئة.

سابقة في تاريخ الامتحانات

وعلق الخبير التربوي الأردني د. فاخر دعاس، منسق حملة الدفاع عن الطلبة (التي تعرف باسم ذبحتونا) إن هذه النسبة سابقة في تاريخ امتحانات الثانوية العامة في المملكة، مشيراً إلى أنّ عدد الطلبة المستنكفين لهذا العام تجاوز بقفزات مرتفعة أعداد الطلبة المستنكفين للسنوات الخمس الأخيرة، حيث لم يتجاوز الرقم الأربعة آلاف طالب وطالبة، بل إنها وصلت إلى 52% في المئة في الفرع الأدبي و59 في المئة في الفرع الشرعي.

ورأى د. دعاس أن هذا الأمر «يستدعي فتح تحقيق في نتائج العام الماضي ومحاسبة كافة المسؤولين عن تشويه سمعة التوجيهي وضرب العملية التعليمية وحصول طلبة على مقاعد جامعية لا يستحقونها».

وتوقع د. داعس أن يكون من أسباب الاستنكاف عمليات ضبط الغش وتسريب الامتحانات التي قطعت الطريق على آلاف الطلبة الذين «استسهلوا» امتحان التوجيهي نتيجة لنتائج السنوات السابقة، ليتفاجأوا في الفصل الأول بحجم الضبط في الامتحانات الأمر الذي دفهم إلى تفضيل الغياب والاستنكاف في الفصل الثاني وبأعداد ضخمة.

ضربة للتعليم الحكومي

وأكثر من ذلك، أظهرت النتائج حجم الضعف في المدارس الحكومية. وعلى حد رقام وزارة التربية والتعليم، وصل عدد المدارس التي لم ينجح بها أحد 342 مدرسة حكومية، وهو رقم غير مسبوق، إضافة إلى أن أوائل الفرع العلمي باستثناء طالبة واحدة هم من المدارس الخاصة.

المدارس الحكومية

واعتبر د. فاخر دعاس هذا المستوى المتدني للمدارس الحكومية ناتج عن عدم وجود الميزانية الكافية للارتقاء بها سواء من حيث البنية التحتية أو الكادر الأكاديمي، الأمر الذي يتطلب برايه «وضع أولوية قصوى في ميزانية الدولة لقطاع التعليم وتطويره والذي بدونه لا يمكن لأي بلد أن ينهض أو يتطور».

تراجع الـ 99%

وحول معدلات الطلبة، فإن الوقوف أمام معدلات الطلبة لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، يظهر ان عدد الطلبة الحاصلين على معدل 99 في المئة فما فوق في العام الماضي بلغ 72 طالباً وطالبة فيما لم يحصل سوى طالب واحد فقط على هذه النسبة لهذا العام في ظل ضبط وتشديد الرقابة على عمليات الغش وتسريب الامتحانات إلى جانب التشدد في التصحيح.

وفي المقابل، تجاوز عدد الطلبة الحاصلين على معدل 95 في المئة فما فوق الـ 3000 طالب وطالبة للعام 2013، فيما انخفض هذا العدد للعام الحالي إلى 768 طالب وطالبة.

ويؤكد البون الــشاسع فـــي هذه الأرقام حجم التساهل الكــبير في التصحيح وحجم الغش وتسريب الامتحانات الذي كان مستشرياً في العام الماضي والذي أدى إلى ضرب سمعة التوجيهي وحصول طلبة على مقاعد جامعية لا يستحقونها.

استراتيجية

دعا مراقبون إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية للثانوية العامة يتم من خلالها حماية هذا الملف من كل محاولات إفساده ووضع آليات علمية واضحة ليكون هذا الامتحان انعكاساً حقيقياً لمستوى الطلبة، كما يجب إعادة النظر في جدوى «التنجيح التلقائي» وأساليب التدريس المتبعة خصوصاً في مادة اللغة الإنجليزية والرياضيات للصفوف كافة.

Email