5 ملايين يعايشون الضياع و4 ملايين يتعرضون للعنف

ليل السودانيين لا يزال يطول

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن ليل معاناة السودانيين لا يزال طويلاً، فالأوضاع في البلد الذي مزقته الحروب والنزاعات تزداد سوءاً كل عشية أو ضحاها، والكوارث تحيط به من كل جانب، الأمر الذي خلف أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، وجعل مسألة ايجاد حل صعبة المنال.

وكشفت تقارير وكالات الأمم المتحدة عن حاجة 6.1 ملايين شخص في انحاء البلاد المختلفة للمساعدات الإنسانية منهم اكثر من 5 ملايين بحاجة لانقاذ حياتهم من الضياع بسبب سوء التغذية وتفشي الأمراض، بجانب أكثر من أربعة ملايين آخرين بحاجة للحماية من العنف والاستغلال. وهناك ملايين يحتاجون للمساعدات وتوفير مبلغ 995 مليون دولار اميركي لتنفيذ 395 مشروعاً في جميع انحاء البلاد.

وصنفت خطة الأمم المتحدة وشركاؤها في العمل الإنساني للعام الحالي والتي حصلت عليها "عواصم"، أربعة من الاحتياجات الضرورية ذات الأولوية القصوى في العمل الإنساني بالبلاد، تتمثل في إنقاذ الأرواح والحماية والمرونة والحلول الدائمة، حيث أشارت الخطة إلى ضرورة الحد من معدلات انتشار المرض والوفيات وخفض مستويات حالات الطوارئ وإحراز تقدم في ما يتعلق بالرفاه.

ولفتت إلى أن تضافر معدلات سوء التغذية وتجاوزها لمعدلات الطوارئ الدولية والتفشي المتكرر للأمراض وانخفاض معدلات التطعيم في المناطق المتأثرة بالنزاع وضعف فرص الحصول على المياه النظيفة والمرافق الصحية والخدمات الصحية الأساسية، أثرت في ما يقدر بنحو 5 ملايين شخص غالبيتهم العظمى تتركز في أجزاء دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق، الأمر الذي يجعل المساعدات المنقذة للحياة تمثل الأولوية القصوى.

وترتكز أولويات عمل الخطة الإنسانية في الاستجابة الفورية للأزمات التي تستجد، ومجابهة معدلات سوء التغذية العالية ومناقشة مشكلات الصحة العامة المؤدية لهذه لنتائج وتعزيز الأمن للسكان المتأثرين بالنزاعات، بجانب تيسير الوصول بصورة افضل إلى الخدمات الأساسية في المعسكرات والمجتمعات المستضيفة والحد من ظاهرة انعدام الأمن الغذائي وزيادة استقلالية الأسر اقتصادياً، واعادة احياء الأعمال الإنسانية في المناطق التي يصعب الوصول إليها في الوقت الراهن بمنطقة جنوب كردفان والنيل الأزرق واقليم دارفور لإعطاء التطعيمات الشاملة في المقام الأول.

ضرورة الحماية

وشددت الخطة على حاجة المتأثرين من النزاعات والنازحين لحماية فعالة من العنف والاستغلال، وأشارت إلى تعرض اكثر من 4.1 ملايين شخص لخطر اثار النزاع العنيف والاستغلال وعدم اليقين القانوني، وتشمل الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، النازحين اللاجئين وطالبي اللجوء والأشخاص من اصول من دولة جنوب السودان وغيرهم من المعرضين للنزاعات والمتفجرات من مخلفات الحروب، وتستهدف الخطة حماية 3,9 ملايين شخص من النازحين واللاجئين العائدين والمجتمعات المتأثرة بالألغام وبعض شديدي التأثر من غير النازحين.

والنزاع الذي طال أمده في السودان، والفقر المزمن قوضا آليات حماية الكثير من الأسر والمجتمعات ما جعل حوالي 5.4 ملايين يحتاجون لمساعدات من أجل تعزيز قدرتهم على البقاء على قيد الحياة في وجه الصدمات المتكررة الناجمة عن النزاع والنزوح على المدى الطويل وظروف الطقس بالغة الشدة وفشل المحاصيل، والأوبئة الحيوانية والصعوبات الاقتصادية، بجانب ان هناك 2,6 مليون نسمة إما من اللاجئين او النازحين بالسودان وجميعهم يحتاج لحلول طويلة الأجل لمحنتهم.

وستكون هناك حاجة لعمل انساني كبير خلال العام الحالي، وبصفة عامة يحتاج 6.1 ملايين لمجموعة متنوعة من المساعدات التي تشتمل على تدخلات لانقاذ الحياة وللحماية من النزاعات والعنف وتقوية قدرة الأسر على التلاؤم والمجموعات والمجتمعات وتسهيل اتاحة الفرص لتطبيق الحلول المستدامة كلما سنحت الظروف، وتستهدف الخطة الإنسانية للعام الحالي 5.9 ملايين محتاج للمساعدات الإنسانية في البلاد، الأمر الذي يتطلب مبلغ 995 مليون دولار اميركي لتنفيذ 395 مشروعاً في جميع انحاء السودان.

انخفاض التمويل

ووضح أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في تمويل المساعدات الإنسانية للسودان خلال السنوات القليلة الماضية، ففي حين لبت 65% من احتياجات التمويل عام 2011 انخفضت إلى 56% و57% في عامي 2012و2013، مع زيادة الاحتياجات الإنسانية، الأمر الذي يهدد المكاسب الإنسانية على مدى السنوات الماضية، وأجبرت قيود التمويل الفاعلين الإنسانيين على التقليص حيث تناقصت حصص التوزيع العام للغذاء في معسكرات النازحين بنسبة 20% خلال العام الماضي، وترك شركاء آخرين غير قادرين على تلبية الاحتياجات المنقذة للحياة، ما جعل قطاع التغذية غير قادر على معالجة المستويات المطلوبة في الشرق بعد أن انحصر تمويله للمناطق المتأثرة بالنزاعات فقط.

Email