مساعدات عسكرية لإخفاء استراتيجية دعم الإرهاب والتطرّف

خبراء سعوديون لـ« البيان »: قطر تسعى للتغلغل في أفريقيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومحللون سياسيون سعوديون أن قطر، عبر تسليمها 68 مدرعة عسكرية للجيش الصومالي، تحاول بسط نفوذها وخدمة مصالحها في منطقة القرن الأفريقي التي تعد مرتعاً رئيساً للتنظيمات الإرهابية والجرائم العابرة للحدود والجريمة المنظمة، بما في ذلك القرصنة والاتجار بالبشر وغسيل الأموال كجزء من استراتيجيتها بحق الأجهزة الأمنية، وتحويلها إلى مرتع للجماعات المتطرفة، مشيرين إلى أن المساعدات والمنح العسكرية القطرية ما هي إلا غطاء لإخفاء استراتيجية الدوحة الخفية، المتمثّلة في دعم التنظيمات المتطرفة في الصومال والمنطقة.

وقال الباحث والمحلل السياسي، د. عبد الكريم بن جابر العيسى، إنّ لجوء تنظيم الحمدين إلى دعم الصومال بالعربات المدرعة، ومن قبلها القوات العسكرية في مالي وغيرها من الدول الأفريقية، ما هو إلّا تكتيك يهدف إلى محاولة بسط النفوذ في إفريقيا، بعد أن فقدت قطر أشقاءها الخليجيين بسبب ممارساتها العدوانية.

وأشار إلى أنّ قطر تسعى للسيطرة على الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة والجيش، وشراء ذمم مسؤولين لتنفيذ أجندتها الإرهابية، فضلاً عن تعيين عملاء تابعين لها في مراكز قيادية بتلك المؤسسات، تمهيداً لاستخدامهم أداةً لنشر الإرهاب وتهديد منطقة القرن الأفريقي، وتحويلها إلى عصابات تتبع تنظيم الحمدين.

دعم إرهاب

من جهته، شدّد الخبير الاستراتيجي، د. فهد بن عبد الرحمن الرويشد، على أنّ تنظيم الحمدين يهدف إلى إيجاد موطئ قدم في عمق القرن الأفريقي، لا سيّما على المحيط الهندي، واستخدام الممرات البحرية في تهريب الأسلحة لميليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة في اليمن.

وأوضح الرويشد أنّ قطر تستفيد من الضعف الأمني في عدد من الدول الإفريقية عبر التغلغل فيها من خلال ما تسمى المساعدات لتنفيذ استراتيجيتها في المنطقة، وهو الأمر الذي هدفت إليه من من خلال السيارات المدرعة التي قدمتها للصومال وقبلها مالي، مشيراً إلى أنّ الخطط القطرية تمضي إلى أبعد من ذلك إلى دعم وتمويل العشائر والقبائل الصومالية في بعض المناطق الاستراتيجية لتنفذ لها استراتيجيتها، الرامية إلى إذكاء الصراعات والنزاعات العرقية لتغيير النسيج الاجتماعي الداخلي الصومالي وأخونته.

انتهاء دور

بدورها، أوضحت الباحثة اليمنية د. نوال العنسي، أنّ الصومال أحد أهم البلدان منطقة القرن الأفريقي جغرافياً لامتلاكه أطول السواحل المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن واستضافته بشكل استراتيجي واحدة من اثنتين من نقاط المرور التي تربط أوروبا مع جنوب وجنوب شرق آسيا، فضلاً عن أن كل التجارة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا تمر عبر باب المندب، ما يجعل الهيمنة على ذلك الطريق البحري أمراً حيوياً لجميع القوى الكبرى، وحتى لبعض الدول الإقليمية أو الدول الأصغر مثل قطر.

ولفتت العنسي إلى أنّ قطر تسعى لإيجاد منطقة نفوذ جديدة لها في إفريقيا، بعد أن انتهى دورها تماماً في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، في مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة، لا سيّما أنّ قضايا القارة المتعلقة بالتنمية أو الإرهاب ربما تفتح باباً جديداً يمكن للنظام القطري أن يجد فيه تعويضاً عن الخسائر المتلاحقة التي يواجهها في الشرق الأوسط، عبر استغلال هشاشة بعض الدول الإفريقية وحاجتها إلى المال القطري.

Email