دعا الدوحة إلى العودة للعروبة وقيم الإسلام والسلام

ملك البحرين: قطر أخلّت بميثاق شرف مواجهة إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

استبعد العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي واعتبره أمراً غير وارد، مطالباً في الوقت ذاته الدوحة بالعودة إلى العروبة وقيم الإسلام والسلام والتكاتف، بدلاً من أن ارتباطها بما يأتي لهم من أوامر من الخارج.

وحدد العاهل البحريني، أن المطلوب من قطر هو أن تنفذ المطالب وتغير من سياستها التي ليس لها ارتباط بالخليج والأمة العربية، مشدداً على أن منظور التعاون الخليجي ما زال مثالياً، وخروج قطر عن السرب لن يؤثر فيه، لأنها ستعود في النهاية إلى رشدها وكشف أن قطر هي الدولة الوحيدة التي خرجت على ميثاق شرف مواجهة إيران.

وقال العاهل البحريني في حوار أجرته معه صحيفة «الأهرام» المصرية، في عددها الصادر، الجمعة، إن «قطر لا تزيد على شارع في مصر؛ فالشيخ زايد رحمه الله وصفها بأنها بمثابة فندق في مصر، ومع ذلك أؤكد أن شعب قطر أهلنا ونعرفهم جيداً، لكن لديهم شخصين أو ثلاثة يستقوون بالخارج».

وأضاف إنه «من المستحيل خروج قطر من السرب الخليجي، فمهما اتخذنا من قرارات رادعة، إلا أنها لن تصل إلى هذا المستوى، فالكلام الإعلامي في هذا الشأن أكبر بكثير من الواقع، فقطر عندما تتحدى مصر لا يمكنها الاستمرار في ذلك». وتابع: «عندما وضع قادة الخليج ميثاق شرف لمواجهة إيران لم يخل به أحد إلا في قطر، فهم يجندون أكبر شركات العلاقات العامة في العالم لتنفيذ الأوامر التي يتلقونها من الخارج».

الكويت.. وترامب

وفي ما يتعلق بالرسالة التي تلقاها مؤخراً من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، كشف العاهل البحريني عن أن «رسالة أمير الكويت لم تكن فيها إشارة لقطر، ولكنها كانت تقديراً لمشاركة البحرين في احتفالات الكويت باليوم الوطني».

وأجاب العاهل البحريني عن سؤال يتعلق بما يتردد عن أنه يتم التحضير لاجتماع في الولايات المتحدة الأميركية بين دول التحالف الرباعي وقطر برعاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للوساطة، مؤكداً أن «الدعوة مجرد كلام يتم ترويجه عبر وسائل إعلام ولم تصل إليّ أي دعوة، وأراه جس نبض لرؤية ردود الفعل لمعرفة مدى إمكانية أن تكون هناك قمة بهذا الشأن، ولا يمكن بحث قضية في هذا الشأن من دون وجود مصر فهي الدولة الكبرى».

وأردف بقوله: «نحن متفقون مع مصر في كل الاستراتيجيات، وأعتقد أنه عندما تستقر كل الدول العربية ستنضم إلى التحالف الرباعي العربي الذي سيكون بمثابة نواة لكيان عربي أفضل يضم مستقبلاً ليبيا وتونس واليمن والسودان».

 

فشل الملالي

ووصف العاهل البحريني نظام الملالي في إيران، بـ«الفشلة» في معرض حديثه عن مؤامراتهم التخريبية بالمنطقة.

وأوضح أنه «في البحرين الحياة متطورة، وذلك أمر لم يعجب جيراننا، فالانفتاح الموجود لدينا ليس موجوداً لدى البعض وأقصد هنا إيران فهم فشلة، ونحن نواجه بحسم أي تدخلات من شأنها الإضرار بأمننا والأمن القومي العربي». واستكمل حديثه بالتأكيد أن «أشقاءنا العرب لم يقصروا بشأن التأييد والتنسيق لمواجهة نظام الملالي الإيراني؛ فالسياسة والتمدد الإيراني التخريبي أمر واضح والدفاع عن النفس حق مشروع».

أحداث 2011

وبسؤاله عن كيفية انعكاس أحداث 2011 على البحرين، بعد مرور نحو 7 سنوات عليها، أجاب: «ما سُمي بالربيع العربي كان مخططاً تخريبياً لتقسيم وتفتيت الدول، وقد واجهنا هذا المخطط منذ 11 عاماً مضت، وبالمناسبة هناك تشابه كبير بين سير هذه الأحداث في مصر والبحرين، صحيح أن التوازن اختل بمصر لفترة، لكنها استعادت قوتها وريادتها بفضل الشعب الذي واجه المؤامرات، فمصر أصبحت في مقدمة دول مواجهة هذه المؤامرات، ولذلك أصبح التكاتف العربي ضرورياً».

وعن قراءته لإرهاصات التآمر والتخريب وخريطة القوى الداعمة لها، قال العاهل البحريني: «قلة مؤيدة للتخريب والتآمر، فغالبية الدول العربية كانت ضد إدخال القوى التخريبية إلى مجتمعاتنا، وقطر لم تستطِع الصبر وكشفت عن نفسها، وهنا لن ننسى مبادرة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ودعوته إلى اجتماع لمواجهة المخاطر في 2013، وكان السبب المؤامرة على مصر».

وتطرق العاهل البحريني للحديث عن الانتخابات الرئاسية المصرية، التي تقام في مارس الجاري، والتي يتنافس فيها الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي، وموسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد. وقال العاهل البحريني: «لو كان لي صوت انتخابي لأعطيته للسيسي، فلا يوجد أفضل من النظام الحالي».

وشدد على أن مصر في ظل حكم الرئيس السيسي في أمان واستقرار، والإنجازات مشهود لها، وقد حضرت وشاهدت على أرض الواقع هذه الإنجازات في افتتاح قناة السويس الجديدة، التي تمثل أهمية قصوى في نهضة الاقتصاد المصري، بجانب مئات المشاريع القومية الكبيرة.

واختتم العاهل البحريني كلامه بالحديث عن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى مصر، التي استغرقت 3 أيام. وقال العاهل البحريني، في تقييمه لزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، إن زيارة ولي العهد السعودي لمصر توثيق للعروبة.

قمة الرياض

قال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن القمة العربية المقبلة بالرياض ستكون فرصة لرسم استراتيجيات جديدة للعمل العربي المشترك، بعيداً عن الاستراتيجيات القديمة المستهلكة.

وأكد عاهل البحرين على أن مصر مصدر الثقل والاتزان في المنطقة العربية، وأن قوتها واستقرارها قوة وسند للعرب، مشيراً إلى أن أمن الخليج من أمن مصر واستقرارها. وأشاد العاهل البحريني، بالعلاقات المصرية البحرينية، معرباً عن استعداد بلاده للإسهام في الاستثمار في منطقة شبه جزيرة سيناء.

Email