الغوطة تستغيث والقتلى المدنيون إلى 512

مجلس الأمن يقر هدنة شهر في عموم سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

صوّت مجلس الأمن بإجماع أعضائه الـ15، مساء أمس، على قرار هدنة ووقف الأعمال القتالية في عموم سوريا لمدة 30 يوماً، فيما لا تزال رائحة الموت تفوح من الغوطة الشرقية مع استمرار قصف النظام السوري الأحياء، ما رفع عدد قتلى المدنيين خلال أسبوع 512 قتيلاً على الأقل، وفيما منع القصف المستمر المسعفين من مجرد إحصاء الجثث، شدّد مدنيون ناجون على أنهم لا يريدون من المجتمع الدولي طعاماً أو شراباً، يريدون وقف القتل فقط.

وبرغم تصويت المجلس لمصلحة القرار، فإن مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي أعربت عن مخاوفها من أن ألا يمتثل النظام السوري للقرار. وقالت: «على روسيا وإيران الاستجابة لوقف الأعمال الوحشية في سوريا»، واصفةً الوضع في الغوطة الشرقية بـ«الكارثي».

في المقابل، أكد المندوب الروسي أن بلاده دعمت القرار، وأقنعت النظام السوري بتعليق عملياتها العسكرية، مشيرا إلى أن بعض البنود هي من أخرت القرار. وقال إن الهدنة لا تنطبق على داعش والنصرة، مضيفاً: «هناك من يحمل أجندات جيوسياسية في سوريا مثلما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة».

ميدانيا، جدّدت قوات النظام، لليوم السابع على التوالي، غاراتها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، موقعةً مزيداً من الضحايا، لتصل حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد إلى 512 مدنياً على الأقل.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ارتفاع حصيلة القتلى منذ بدء قوات النظام تصعيد عملياتها في الغوطة الشرقية إلى 512 مدنياً بينهم 127 طفلاً على الأقل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «محرقة الغوطة الشرقية مستمرة، ويكاد القصف الهستيري لا يتوقف». ووفق المرصد، تشارك طائرات روسية إلى جانب طائرات قوات النظام في عمليات القصف، وهو الأمر الذي نفته موسكو.

وقُتل 35 مدنياً بينهم 8 أطفال على الأقل من جراء الغارات، أمس، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما. كما تمّ انتشال جثث خمسة مدنيين آخرين، من تحت الأنقاض، تبين أنها تعود لأم وأطفالها الأربعة قُتلوا قبل أربعة أيام في بلدة عين ترما.

وتأتي الغارات بعدما شنّت طائرات حربية سورية وأخرى روسية، وفق المرصد، غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى إلى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية.

وفي دوما، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنّ جثث عشرة مدنيين على الأقل نقلت صباحاً إلى أحد المشافي الميدانية، مشيراً إلى أنه شاهد جثث ثلاثة أطفال على الأقل ملفوفة بقماش بني اللون وموضوعة داخل إحدى غرف المشفى.

وقال سالم أحد سكان دوما بحرقة: «لا أستطيع أن أصف ماذا يحصل في الغوطة الشرقية، ولا تستطيعون أن تتصوروا ماذا يحدث، نتطلع إلى أوروبا وأميركا التي تحرص على حياة قطة وكلب، فيما مئات البشر يموتون يومياً تحت القصف السوري والروسي والإيراني على مرأى من الجميع، لا نريد منكم طعاماً ولا شراباً، أوقفوا القتل فقط». وفي دمشق، قال سكان إن دوي القصف العنيف على محاور في الغوطة الشرقية القريبة تردد صداه ليلاً إلى الأحياء الشرقية في العاصمة.

تعثّر إحصاء

بدورهم، قال مسعفون بمنطقة الغوطة الشرقية إن القصف لا يهدأ فترة من الوقت تسمح لهم بإحصاء الجثث. وأكد شاهد وخدمة إغاثة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية قصفت الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة، أمس. وندّد سكان تحصنوا بالأدوار السفلى في مبانٍ وجمعيات خيرية طبية، بالهجوم على 12 مستشفى. وتُظهر لقطات فيديو جرحى أصيبوا بإصابات بالغة يعالجون في مستشفى مؤقت في دوما، وطفلة صغيرة تصف كيفية قصف منزلها.

دعوة

في السياق، دعت تركيا المجتمع الدولي إلى المطالبة بوقف المجزرة في الغوطة الشرقية. وصرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن عبر «تويتر»: «على العالم أن يقول: أوقفوا هذه المجزرة بصوت واحد». وأضاف الناطق أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يرتكب مجزرة في الغوطة الشرقية».

Email