الأمم المتحدة: الوضع خارج السيطرة.. و«يونيسيف» تعجز عن وصف المأساة

براميل الأسد تُسقط عشرات القتلى في الغوطة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في مجزرة جديدة في الغوطة الشرقية، أمطر طيران الأسد مناطقها بالبراميل المتفجّرة والصواريخ والقذائف ما أدّى إلى مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات، وفيما شدّدت الأمم المتحدة إلى أنّ الوضع أصبح خارج السيطرة، داعية إلى وقف المعاناة الإنسانية فوراً، أصدرت «يونسيف» بياناً يخلو من الكلمات، مشيرة إلى أنّها لم تجد ما تصف به معاناة الأطفال.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 77 مدنياً، أمس، جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف على الغوطة الشرقية. وقال المرصد، في بيان صحافي، إن من بين القتلى 20 طفلاً وثلاث مواطنات، لافتا إلى أن القصف استهدف منطقتي النشابية وأوتايا ومدينة عربين وزملكا ومسرابا. وذكر المرصد أنّ 123 مدنياً، بينهم 27 طفلاً و19 امرأة، قتلوا خلال 36 ساعة جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنّ القصف أدى إلى إصابة أكثر من 610 مدنيين، جراح بعضهم حرجة ما يرشح أعداد القتلى للارتفاع، فضلاً عن وجود معلومات وجود جثث تحت أنقاض الدمار. وتسبّب القصف الجوي والمدفعي على الغوطة الشرقية في مقتل نحو مئتي مدني وإصابة العشرات بجروح منذ الأحد.

ووفق المرصد، طال القصف بمئات البراميل المتفجرة والغارات والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، وقذائف المدفعية والهاون والدبابات وراجمات الصواريخ، مدن وبلدات دوما والنشابية والشيفونية والافتريس وجسرين وحمورية وسقبا وكفربطنا وأوتايا ومسرابا وبيت سوا وحزة وسقبا والمحمدية والأشعري وزملكا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية.

وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية عن دوي غارات وقصف طيلة ساعات ليل أمس، فيما لم تفارق الطائرات أجواء المنطقة، مشيرين إلى أنّ العائلات أمضت ليلتها وسط حالة من الرعب والخوف وتجمعت في الأقبية والطوابق السفلية.

إصابة طائرة

إلى ذلك، قال قائد عسكري سوري إن مسلحي فصائل المعارضة أصابوا طائرة حربية سورية من نوع لام 39 في سماء الغوطة الشرقية، وشوهد الدخان يتصاعد من الطائرة التي استطاع قائدها الوصول إلى المطار.

حلب ثانية

في السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، إنّ تصعيد القتال في الغوطة الشرقية السورية قد يجعلها حلب ثانية. وقال دي ميستورا لرويترز عندما سئل التعليق على الوضع هناك: «يهدد ذلك بأن تصبح حلبا ثانية، ونحن تعلمنا، كما أرجو، دروسا من ذلك».

خارج السيطرة

بدورها، حذّرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس في بيان: «لا بد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها، الآن»، مشدداً على أنّ استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية يجب أن يتوقف حالاً.

واعتبر أنّ التصعيد الأخير للعنف يُفاقم الوضع الإنساني الخطر أصلاً لحوالي 400 ألف مدني يعيشون في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى تقارير يومية تتحدث عن مقتل وإصابة مدنيين، فضلاً عن دمار وأضرار تلحق بمستودعات ومستشفيات ومدارس.

لا كلمات

من جهتها، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، أمس، بياناً يخلو من الكلمات تعبيراً عن غضبها لمقتل عدد كبير من الأطفال في الغوطة الشرقية. وبدأ البيان الصادر عن جيرت كابيلاري المدير الإقليمي ليونيسف بملحوظة تقول: «لا توجد كلمات تنصف القتلى من الأطفال وأمهاتهم وآبائهم وأحبائهم». وتُركت بعد ذلك في البيان عشرة أسطر فارغة بين علامتي تنصيص في إشارة إلى عدم وجود نص. وجاء في هامش تفسيري أسفل الصفحة: «تصدر يونيسف هذا البيان الخالي من الكلمات. لم يعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال وغضبنا، هل ما زال لدى من يتسببون في هذه المعاناة كلمات تبرر أعمالهم الوحشية؟.

إلى ذلك، قالت فرنسا إن قصف الغوطة يمثل انتهاكاً جسيما للقانون الإنساني الدولي، داعية إلى هدنة إنسانية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن الهجمات تستهدف عن عمد مناطق آهلة بالسكان وبنية أساسية مدنية بما في ذلك منشآت طبية، مضيفة: «هذه الأفعال يتحمل مسؤوليتها النظام السوري وكذلك روسيا وإيران».

تحذير عربي

بدوره، حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية. وصرّح الوزير مفوض محمود عفيفي، الناطق الرسمي باسم الأمين العام، بأن الهجمات لا تميز بين المدنيين والعسكريين، وأن قوات النظام تستخدم أسلحة لا تتناسب وطبيعة المناطق السكنية الآهلة بالسكان، وتؤدي حتماً إلى إسقاط ضحايا كُثر بين المدنيين.

Email