انتشار الميليشيات في المناطق المحررة مصدر قلق للعراقيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يثير الانتشار المكثف للميليشيات الطائفية العراقية، ولاسيما المدعومة من إيران مخاوف وقلقاً بين السكان المحليين، وبالأخص في الجانبين الكردي والسنّي، لاحتمالية التأثير على الانتخابات المقبلة، إضافة إلى التغيير الديموغرافي، وهو ما يدفع إلى المطالبة ببقاء القوات الأميركية، وإن كان ذلك «بصوت خافت»، خشية من الميليشيات وأحزابها المتنفذة في السلطة.

ويرى سكان المناطق السنّية والمختلطة، أن قوى مؤثرة دفعت إلى عدم إقرار قانون الحرس الوطني، وعدم الاهتمام بتسليح أبناء العشائر للدفاع عن مناطقهم، والاستعاضة عنهم بــ «حشود» طائفية من مناطق أخرى، الأمر الذي يثير الريبة من هذا التوجه.

ويقول عبد الحميد النمراوي، قائد فوج مسلح من مقاتلي العشائر في الأنبار، إن «الحكومة في بغداد تخلت عنا بعدما وعدت بتسليحنا وتوفير مرتبات لمقاتلينا، وقد أرسلنا عشرات الطلبات إلى بغداد حول مشكلاتنا والإجابة هي نفسها في كل مرة، إن الحكومة تواجه أزمة مالية، بينما تقوم القوات الأميركية الموجودة في قاعدة عين الأسد بتدريبنا وتسليحنا بشكل بسيط بموافقة الحكومة العراقية، وذلك أفضل من لا شيء».

ويضيف المقاتل العشائري الذي شارك إلى جانب الجيش العراقي في معارك استعادة السيطرة على الأنبار، أن الحفاظ على الأمن في الأنبار مهمة صعبة، وتحتاج إلى إمكانيات عسكرية متطورة، والجيش العراقي للأسف ينقصه الكثير، فالقوات الأميركية التي تمتلك طائرات مسيرة ومعلومات استخباراتية وطائرات مقاتلة لمراقبة الحدود لا يمكن الاستغناء عنها بهذه السرعة، كما أن الصراعات السياسية بين الأحزاب السنية في مجلس المحافظة تثير القلق أيضاً.

وبحسب شبكة «نقاش» الإعلامية، إن الفصائل الموالية لإيران، «بدر» بزعامة هادي العامري و«عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي و«النجباء» بزعامة أكرم الكعبي و«كتائب حزب الله العراقي» تطالب بخروج القوات الأميركية في أسرع وقت، ويقول الناطق باسم «كتائب حزب الله» الفصيل الأقوى والأشد ولاءً لإيران، جعفر الحسيني، إن القوات الأميركية هي قوات احتلال، وإن المواجهة مع الأميركيين قد تنطلق في أي لحظة، فيما يلجأ رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى لغة محايدة من أجل عدم إثارة غضب إيران وحلفائها، وتجنب خسارة الدعم العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

لكن المحافظات السنية «الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل»، القابعة تحت وطأة الدمار ويعيش سكانها في منازل مدمرة ومخيمات النزوح، لها رأي آخر، وهي ترى في وجود القوات الأميركية عنصراً محايداً لعدم عودة التنظيمات الإرهابية، ومنع الفصائل الطائفية من الانتشار في المدن السنية بحجة حفظ الأمن، كما يقول مسؤول محلي كبير في مجلس محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن المخاوف لدى المدن لا تقتصر على عودة الإرهابيين، بل أيضاً من استمرار انتشار الفصائل الطائفية في المدينة بحجة حفظ الأمن لعدم وجود قوات محلية قادرة على إدارة الملف الأمني بعد انهيار جهاز الشرطة صيف العام 2014.

استهداف المسيحيين

يقول مسيحيون عراقيون في أربيل إن أهلهم في منطقة برطلة باعوا منازلهم مضطرين بعد زحف كبير يقوم به الحشد لتغيير تركيبة السكان، فيما أفاد المدير العام لشؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان خالد البيرت، بأن الحشد الشعبي يسعى بشتى الوسائل لتغيير الواقع الديموغرافي بالمناطق المسيحية، لافتاً إلى قيامهم بجلب مكونهم الطائفي إلى المنطقة وبناء مجمعات سكنية لهم.

ويقول البيرت، إن خروقات الحشد الشعبي ضد المسيحيين في سهل نينوى مستمرة، موضحاً أنهم يقومون الآن من خلال استغلال الشبك للقيام بتلك الممارسات وقيامهم بالتعرض للمسيحيين والاستيلاء على أملاكهم وأراضيهم. والشبك قومية ذات أصول مختلطة الأعراق نصفهم من الشيعة والآخر من السُنة.

Email