90% من 70 جسراً في المدينة مدمرة كلياً أو جزئياً

جسور دجلة دفعت حصّتها من ثمن الحرب

الجسر الخامس الرابط بين ضفتي نهر دجلة في الموصل | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد معركة الأشهر التسعة في مدينة الموصل شمالي العراق، تبيّن أن الجسور كانت من أهم الضحايا المادية للحرب الدامية تحت عنوان تحرير المدينة واستعادتها من تنظيم «داعش»، وهو الهدف الذي تحقق في يوليو الماضي، لكن مع ثمن باهظ ومآس مؤلمة ومشاهد مذهلة في المدينة البالغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة.

بعد تلك الحرب بات 90% من الجسور السبعين في المدينة مدمرة كلياً أو جزئياً، لدرجة أن الانتقال بين ضفتي نهر دجلة الذي كان يحتاج بضع دقائق بات يتطلب ساعتين.

بعض الجسور فجرها مقاتلو «داعش» بعبوات ناسفة، فيما دمرت أخرى في ضربات جوية نفذتها قوات التحالف الذي تقوده واشنطن أو طائرات حربية عراقية بهدف قطع طرق الإمداد على التنظيم. ولم يبق من بعض جسور الموصل سوى أعمدة إسمنتية تنبثق من المياه، فيما جسور أخرى انهارت من وسطها نتيجة نسفها فيسلكها بعض المشاة منحدرين على سفحها قبل أن يتسلقوا المقلب الآخر.

معاناة

وما زال الأهالي يعانون الأمرين لعبور النهر الذي يقطع الموصل من الشمال إلى الجنوب، وروافده العديدة التي تتفرع في باقي أنحاء المحافظة.

وكان السكان يضطرون في فترة إلى التوجه إلى منطقة حمام العليل، على بعد 30 كيلومتراً جنوباً، أو حتى أبعد من ذلك إلى القيارة، للتمكن من سلوك جسر عائم أقامته القوات الحكومية لتنقل قواتها خلال المعارك.

وبعد مرور سبعة أشهر على الحرب، جرت أعمال ترميم مؤقتة لجسرين فقط، من أصل سبعين، فيما تجري الأشغال لترميم ثلاثة جسور أخرى. ويجد الطالب في جامعة الموصل من أبناء المدينة نفسه مضطراً لمغادرة منزله «عند الساعة 5,30 أو 6,00» صباحاً لكي يصل جامعة في موعد بدء المحاضرات عند الثامنة، الأمر الذي يعني رحلة تستغرق ساعتين على أقل تقدير.

وتصطف على طول الجسر الذي يسلكه ميسر مئات السيارات لتشكل طابوراً يمتد عدة كيلومترات، وهي ظاهرة يومية على الجسرين اللذين تم إصلاحهما بشكل مؤقت، من أصل الجسور الخمسة التي تربط طرفي المدينة.

يشار إلى أن عدد جسور الموصل الرئيسة التي تربط بين جانبي المدينة وتقع جميعها على نهر دجلة خمسة جسور، وقد خرجت جميعها عن الخدمة عدا الجسر الحديدي القديم الذي يتصف بصغر حجمه وقدمه ولا يمكن استخدامه على نطاق واسع.

الجسر الرابع واحد من الجسور الخمسة التي تضرّرت بفعل إرهاب "داعش" والعمليات العسكرية وقد تم تأهيله من قبل شركات إعمار عراقية حيث أكد مدير هيئة الطرق والجسور العراقية عصام مهدي لأخبار الآن أن المديرية جادة في إعادة تأهيل كافة الجسور والطرق في الموصل بهدف تسهيل التنقل بين جانبي المدينة. ومن المؤمل أن يخفف هذا الجسر الزحام الكبير الذي تشهده الجسور الحديدية التي كانت قد أنشأتها القوات الأمنية العراقية كجسور عسكرية بديلة تستهدف ربط طرفي الموصل.

يشار إلى أن الجسر القديم الذي يربط المدينة القديمة مع جانبها الأيسر سيدخل الخدمة قريباً حسبما أفاد به مسؤولون في بغداد ومحافظة نينوى حيث بدأت شركات حكومية عمليات استكمال أعمال صيانة هذا الجسر الذي يعد من أقدم الجسور في الموصل.

تأخّر

تعزو الشركة المخولة بتأهيل جسر الموصل العتيق في الموصل، بعض أسباب تأخر تأهيل الجسر الخامس، مبينة أن إنجاز الجسر كاملاً مطلع مارس القادم. وأكد المهندس في شركة السعد العمومية المسؤول عن الجسر الوليد خالد عبد الكريم أن التأخر الذي حصل في أعمال الصيانة يعود إلى أسباب عدة من بينها أن الجسر قديم جداً ولا توجد أي مخططات له إضافة إلى أن هناك مشاكل في بعض أجزاء الجسر بسبب تقادمها.

 

Email