أندريه أونتيكوف: تفاهم حيوي ضد دعم قطر للجماعات المتطرفة

خبراء روس: تكامل المواقف والخطوات ضمانة لهزيمة التطرف

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط، ومحرر الشؤون العربية في صحيفة «إزفيستيا» أندريه أونتيكوف، إن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تلعبان دوراً بارزاً في احتواء الآثار السلبية لخروج مد الربيع العربي عن سياقه ومحاولة استغلال بعض الأطراف لحالة الفوضى والتمزق التي أفرزها هذا «الربيع».

وأوضح في حديث مع «البيان» إلى أن «حالة الفوضى التي نشأت في العالم العربي في العام 2011 وما زالت متواصله بأشكال مختلفة تطلبت تدخلاً فورياً من قبل القوى الحكيمة في المنطقة، لوقف انحدار الأوضاع في المنطقة العربية إلى حالة انهيار جيوسياسي ستتطلب إعادة ترميمها عقوداً من الزمن».

مواجهة التطرف

وتابع أن «تكامل المواقف والخطوات لكل من دولة الإمارات والمملكة السعودية في التصدي لمحاولات التقسيم ونشر الفوضى وتحكم ميليشيات وقوى الفوضى في المنطقة، يشكل أهم ضامن لعدم بقاء شعوب هذه الدول وجهاً لوجه مع قوى متطرفة تنفذ أجندات خارجية تتناقض وتعادي مصالح شعوب المنطقة وبلدانها».

وفي هذا السياق لفت أونتيكوف إلى «حيوية التفاهم السياسي والتنسيق بين الإمارات والسعودية، لا سيما مع دخول دولة قطر على خط الأحداث في المنطقة، وتقديمها كافة أشكال الدعم المالي والمعنوي والإعلامي لقوى الإسلام السياسي، وغيرها من الجماعات المتطرفة، مستغلة استعداد "شذاذ الآفاق" للعبث بمصائر الشعوب ومصالحها، لقاء مصالح ضيقة وعديمة الأفق».

كما أكد أن «التقاء التفاهم الإماراتي-السعودي على العمل المشترك لمعالجة ملفات المنطقة، يشكل أكبر ضمانة لكبح مساعي فوضى التهور والاستهتار ومن يقف خلفها من دول، لا سيما أن ومصداقية هذا التفاهم يقوم على أن حالة عدم الاستقرار والشرذمة تشكل تهديداً للجميع.

جهود الاستقرار

أما الكاتب في الشؤون الدولية مكسيم فيلاتوف فلفت إلى دور دولة الإمارات في تشجيع الحوار الوطني وإنهاء النزاع في ليبيا، وقيامها باستضافة ورعاية اللقاء الذي جمع بين المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، وتقديم الدعم اللازم لما يفيد في حسم المعركة مع ميليشيات الإرهاب، بالتوازي مع تشجيع الحل السياسي والتوافق بين مكونات العملية السياسية في ليبيا والتوحيد بين كلمتهم.

ورأى أن المواقف السياسية للإمارات والسعودية "تتوافق مع الرؤية الروسية لجهة التحذير من خطر حركات الإسلام السياسي والتصدي له، مذكراً بالحوارات الدائمة بين هذه البلدان، المبنية على احترام مصالح كل بلد لبلورة مواقف موحدة تجاه ملفات المنطقة وسبل معالجتها".

وتابع أن تطابق المواقف بين أبوظبي والرياض، ومستوى التفاهم والانسجام يشكلان نموذجاً استثنائياً في العلاقات الإقليمية والدولية، لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم والمنطقة العربية بشكل خاص، حيث لم يسبق في تاريخ العلاقات الدولية أن كانت التدخلات الخارجية والسياسات المتهورة لحكومات بعينها بهذا المستوى من الفجاجة وقصر النظر».

وشدد على أن «وجود شراكة إستراتيجية بين بلدين مهمين في الإقليم والعالم يصب في صالح ويجب تعميم هذا النموذج لما له من أهمية في مواجهة المخاطر والتحديات القائمة في عالم اليوم». ورأى أن روسيا «تؤيد هذا النموذج نظراً لما تمثله الإمارات والسعودية من ثقل سياسي وعسكري واقتصادي، يشكل رافعة صلبة وعنصراً أساسياً في خلق بيئة صحية لعلاقات دولية وإقليمية تراعي مواثيق الأمم المتحدة وتلتزم بمبادئ القانون الدولي».

Email