عبدالله بن زايد يشارك في الاجتماع الوزاري لدول المقاطعة

الرباعي العربي يؤكّد تعزيز الجهود للقضاء على الإرهاب ومصادر تمويله

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب بمشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، على تعزيز الجهود للقضاء على الإرهاب ومصادر تمويله، في وقت اعتبر خبراء ومحللون أن قطر تمثل ثغرة في الكيان العربي والخليجي لدعمها الإرهاب وتحولها إلى مجرد تابع لا قيمة له لقوى إقليمية وخارجية ذات أطماع معروفة في المنطقة.

وشارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أول من أمس في الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب - الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية - على هامش اجتماع وزراء خارجية دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن الذي عقد في الرياض للإعلان عن خطة للعمليات الإنسانية الشاملة في اليمن ولدعم أعمال المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

وجاء الاجتماع ضمن التشاور المستمر بين الدول الأربع حول أزمة قطر والتنسيق المتواصل حيالها، حيث تم استعراض آخر التطورات فيها والتأكيد على مواصلة التنسيق المشترك والتضامن الوثيق بين هذه الدول الأربع حفاظاً على الأمن القومي العربي وصوناً للسلم والأمن الإقليمي والدولي وتعزيزاً للجهود الرامية للقضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله والتصدي لكل من يدعمه أو يموله والتباحث حول عدد من قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك.

ثغرة في الأمن

إلى ذلك، اعتبر خبراء ومحللون أن قطر تمثل ثغرة في الكيان العربي والخليجي - ليس للدور الذي تلعبه في زعزعة الأمن والاستقرار في العديد من دول المنطقة وحسب وإنما لتحولها إلى مجرد تابع لا قيمة له لقوى إقليمية وخارجية ذات الأطماع المعروفة في المنطقة، وأثنوا في هذا السياق على الموقف الثابت لوزراء خارجية «الرباعي العربي»، وتأكيدهم تضامنهم الكامل مع بعضهم البعض لمكافحة الإرهاب وتمسكهم بالمطالب الــ 13 التي طُرحت من قبل على الجانب القطري لضمان إقامة علاقة طبيعية معه.

وأكد الخبراء أن قطر ساهمت بممارساتها الاستفزازية الأخيرة واعتراضها مسار الرحلات المدنية الإماراتية وقبلها الدعم الكبير الذي قدمته لتقسيم الدول العربية، والذي ظهر في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق في فتح شهية بعض الدول الإقليمية والدولية، للانقضاض على بعض الدول العربية واستهداف أمنها القومي.

ممارسات عدائية

في السياق، يؤكد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد العرابي، أن موقف الرباعي العربي تجاه قطر لن يتغير إلا بعودة نظام الدوحة إلى صوابه والتوقف عن دعمه للإرهاب بالإضافة إلى ممارساته الاستفزازية التي تستهدف الأمن القومى العربي والخليجي، وهو الأمر الذي أكده مجدداً وزراء خارجية الدول الأربع خلال اجتماعهم التشاوري الأخير في الرياض.

وأضاف أن الموقف الثابت الذي اتخذه الرباعي العربي تجاه قطر كشف بمرور الوقت ممارساتها العدائية والاستفزازية لتقويض الأمن القومي العربي - ليس فقط من خلال التدخل المباشر في شؤون الدول العربية وانتهاك سيادتها، وإنما باستمرارها في دعم الإرهاب من خلال توفير التمويل والدعم اللوجستي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية.

واعتبر عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن قطر تمثل ثغرة في الكيان العربي، بعدما ساهمت بممارساتها العدوانية والدعم الكبير الذي قدمته لتقسيم الدول العربية وهو ما ظهر واضحاً في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق في فتح شهية بعض الدول الإقليمية والدولية، للانقضاض على بعض الدول العربية وتنفيذ مخططاتها بها.

وثمن العرابي تمسك الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بمطالبها ومواقفها من قطر خلال اجتماعها التشاوري الأخير بالرياض، خاصة وأن أي تراجع في ذلك سوف يكون مضرًا بشكل كبير جدًا على المنطقة بأكملها، متوقعاً أن تظل العلاقات بين قطر والدول العربية خلال الفترة المقبلة على منوال «الشد والجذب».

جر المنطقة إلى حرب

بدوره، أكد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب النائب طارق الخولى، أن الأيام أثبتت أن قطع العلاقات مع قطر، جاء للحفاظ على الأمن القومي العربي والخليجي، مشيراً إلى أن النظام القطري دأب على مدار سنوات للسعي إلى تفتيت الدول العربية من خلال دعم التنظيمات الإرهابية بهدف تفتيت دول المنطقة وتقسيمها.

وأشار الخولي إلى أن قطر خلال الفترة الأخيرة لجأت إلى التصعيد ضد الدول الأربع المقاطعة لها بهدف استفزازها وجر المنطقة إلى حرب، ليس بدعم الإرهاب هذه المرة أو ترويج الأكاذيب بشأنها، بل باعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين مدنيتين إماراتيتين خلال رحلتيهما المعتادة إلى البحرين، موضحاً أن هذا التصعيد قد يكون مدروساً من قطر مدفوعة من أطراف أخرى لإحداث فتنة في المنطقة.

إن خطورة واقعة اعتراض الطائرات الإماراتية من قبل المقاتلات القطرية، والكلام للخولي، تكمن في أنها المرة الأولى التي نجد فيها عملاً عدائياً واضحاً بهذه الطريقة من قطر ضد دول المنطقة، بعد أن ظلت لسنوات طويلة تنفذ مخططاتها العدائية بطريقة الحرب بالوكالة من خلال دعم تنظيمات إرهابية واستخدام وسائل الإعلام في تشويه الدول وإثارة الفتن، الأمر الذي يؤكد سعي قطر لتهديد الأمن القومي العربي والخليجي على وجه التحديد.

وشدد الخولي على أن ممارسات قطر واستقوائها بدول إقليمية أخرى يعتبر أيضاً بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي العربي.

استفزازات الدوحة

إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان الدكتور حافظ أبو سعدة، أن النظام القطري لا يزال يراوغ ويناقض نفسه في أزمته مع الرباعي العربي، ففي الوقت الذي ما زال مستمراً في إجراءاته الاستفزازية ضد دول المنطقة وآخرها اعتراضه لطائرتين مدنيتين إماراتيتين وتعريض حياة الركاب للخطر، يمارس ادعائه الدائم بالرغبة في الحوار، موضحاً أن النظام القطري عليه الآن أن يتحمل مسؤولية ما يرتكبه من أعمال عدائية ممنهجة وممارسات مخالفة ضد الأمن القومي العربي، وبشكل خاص منطقة الخليج.

تمسّك بالمطالب

يشير أبو سعدة إلى أنه للمرة الرابعة يجدد وزراء خارجية «الرباعي العربي» تمسكهم بالمطالب الـ 13، وضرورة توقف قطر عن دعم الإرهاب وتهديد الأمن القومي العربي، منذ الإعلان في 5 يونيو 2017 عن قطع علاقات الدول الأربع مع قطر، إلا أن النظام القطري يواصل ممارساته العدائية غير المبررة لجر المنطقة إلى تصعيد خطير، مستقوياً في ذلك بتركيا وإيران واللتين سارعتا منذ بداية الأزمة بدعم قطر ضد جيرانها من دول المنطقة.

قرقاش: أزمة قطر تبقى ثانوية

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش، أن الإنفاق القطري السخي على الآلة الإعلامية لن يغيّر من طبيعة أن أزمة الدوحة تبقى ثانوية. وقال معالي الوزير قرقاش في تغريدات على «تويتر»: «الانطباع العام في حديثي مع العديد من الصحافيين والمتابعين الأوروبيين أن الآلة الإعلامية القطرية، وبرغم إنفاقها السخي، إلا أن أزمة الدوحة تبقى ثانوية، قطر تخاطب جمهورها وتنفق (لإقناعهم)».

وأضاف في تغريدة ثانية، أن «العديد من المسؤولين الأوروبيين يدرك أن قطر في أزمتها سوق واعدة لكافة أنواع العقود، وأن هواجس الدوحة تشكل فرصة سانحة لشركاتهم وبضائعهم، ومع هذا فإن الصفقات والعقود لم تغيّر من قلة الاهتمام بورطة الدوحة».

Email