ماذا جرى بين موسكو وأنقرة بشأن عفرين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتبت المحللة السياسية اليونانية إيفا كولوريوتيس، في موقع «هافنغتون بوست» عن المفاوضات التي جرت بين روسيا وتركيا حول مسألة عفرين، والتي انتهت إلى الفشل بعد فترة من التعثر، إذ التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي مرتين خلال الشهرين الماضيين. ونقلت كولوريوتيس عن مصدر غربي أن أردوغان طلب من بوتين الموافقة خلال لقائهما الأول على عملية عفرين، لكن الأخير طلب مهلة لانتهاء عملياته العسكرية في شرق سوريا ضد تنظيم داعش.

وخلال اللقاء الثاني، اقترح بوتين تسليم عفرين من قبل الوحدات الكردية للجيش السوري، لكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض الكامل من أردوغان.

وتقول كولوريوتيس: إن الهدف الأساسي لتركيا من العملية التركية هو منع توحيد غرب الحزام الكردي بشرقه على حدودها الجنوبية. وأضافت أنه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وصل الأكراد إلى منبج، «لذلك، بعد التقارب الروسي التركي، استغل أردوغان الفرصة لحل المشكلة شخصياً».

زيارة طارئة

وتحدثت الكاتبة السياسية اليونانية عن «الزيارة الطارئة» لرئيس جهاز المخابرات التركية، هاكان فيدان، ورئيس أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، إلى موسكو في مسعى للحصول على الموافقة للتحرك التركي. وأفادت في هذا السياق: «من وجهة نظري، على موسكو الاختيار بين تبديد مكاسبها في المنطقة وعلاقاتها مع الأكراد (والتي قد تبدو مفيدة في المستقبل) أو دعم حليف قوي مثل تركيا. في الحالة الأولى سيعاد خلط الأوراق في المنطقة، وجميع اتفاقات أستانا ستزول».

حاجة متبادلة

ومع ذلك، تؤكد كولوريوتيس أن روسيا في حاجة إلى تركيا من أجل الحل السياسي في سوريا. فدعم تركي محدود يصعب الوضع على موسكو. ولو قررت موسكو إيقاف العملية، «فستتحرك تركيا مع الفصائل وقوات درع الفرات».

وأضافت: «لن يتحركوا في عفرين، فقط، بل أيضاً في حلب وحماة ضد نقاط روسية استراتيجية». وتوقعت أن تكون عملية عفرين سريعة بشن هجوم على أهداف محددة لكن مهمة مما يشكل «صدمة على الأرض ويفرض ضغطاً على السكان» للنزوح عن المنطقة. وستعطي روسيا ممراً للهرب كما حدث في حلب، نافية أن تكون العملية اجتياحاً.

وقالت: إن موسكو تدرك أن موافقتها على العملية، أو صمتها عنها، سيعزز موقف تركيا في المنطقة بما أنها ستسيطر على المزيد من الأراضي وسيكون لديها تأثير مهم في أي حل سياسي مستقبلي.

لكن أياً كان الدور الذي تبحث عنه تركيا، فإنه يبقى بالحدود التي تسمح بها موسكو، ولعل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا، رسالة بالغة القدرة على الوصول للهدف المراد.

Email