أردوغان يطلق عملية «غصن الزيتون» ويلوّح بأخرى في منبج

تركيا تبدأ هجوماً ضارياً على عفرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت تركيا عملية عسكرية على مدينة عفرين في شمال سوريا، فيما اعتبرت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تسيطر على المدينة أنّ الخطوة التركية مغامرة بعودة تنظيم داعش، وأنّها ستدافع عن نفسها ضد أي هجوم، في وقت غادر العسكريون الروس عفرين إلى منطقة خفض التوتّر في تل رفعت.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أنّ العملية العسكرية للجيش التركي في عفرين، والتي أطلق عليها «غصن الزيتون»، انطلقت بشكل فعلي، مؤكداً أنه ستتبعها عملية أخرى في منبج المجاورة.

وقال أردوغان في كلمة في المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية الحاكم: «طالما لم يتم حتى الآن الوفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج، فلا أحد يستطيع إبلاغنا بما ينبغي فعله بهذا الشأن، من يخططون للعبة في سوريا من خلال تغيير اسم التنظيم الإرهابي، ويعتقدون بأنهم يتمتعون بالدهاء، أقول لهم الاسم الحقيقي لهذا التنظيم، هو حزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي ووحدات الحماية الشعبية».

وأوضح أنّ بلاده لن تكون في أمان، ما دامت سوريا غير آمنة، متوعداً بتطهير ما أسماه دنس الإرهاب الذي يحاول تطويق تركيا حتى حدود العراق.

«غصن الزيتون»

في السياق، أكّد الجيش التركي، مساء أمس، إطلاق عملية عسكرية في عفرين، أطلق عليها اسم غصن الزيتون. وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان نقتله وكالة الأناضول الرسمية، إنّ عملية «غصن الزيتون»، تهدف لإرساء الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين.

وأضاف البيان: «العملية تجري في إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس، المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية، عملية غصن الزيتون، تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار».

في الأثناء، شنّ الجيش التركي ضربات جديدة، أمس، على «قوات سوريا الديمقراطية» في شمالي سوريا، ويواصل استعداداته لهجوم واسع. وأكّد الجيش التركي أنّه شنّ الضربات، في إطار الدفاع الشرعي عن النفس على معسكرات ومخابئ للمقاتلين الأكراد. واستهدفت القوات المسلحة التركية، تحصينات ومخابئ تابعة لـ«سوريا الديمقراطية»، رداً على نيران أطلقها مسلحو «الميليشيا» من منطقة عفرين.

وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان، إن قواتها المسلحة ردت على نيران أطلقها مسلحو «سوريا الديمقراطية» من عفرين في ريف حلب، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول. وأوضحت الأركان التركية، أن القوات استهدف تحصينات وملاجئ يستخدمها منتسبو هذه القوات، في إطار حق الدفاع عن النفس.

وذكرت وكالة أناضول التركية، أنّ أصوات انفجارات سمعت بعد عبور السلاح الجوي التركي من بلدتي ريحانلي وقرقخان بمدينة هطاي إلى الحدود السورية. وأضافت أنّ وحدات من الجيش السوري الحر، بدأت بالدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين.

مغامرة وادعاءات

إلى ذلك، قالت قوات «سوريا الديمقراطية»، إن تهديد تركيا المفاجئ وغير المبرر بمهاجمة عفرين، يغامر بعودة تنظيم داعش. وأضافت القوات أنّ مزاعم شنها هجمات عبر الحدود في تركيا، ادعاءات كاذبة، تستخدمها أنقرة مبرراً لعملية عسكرية في سوريا، وفق قولها. وقالت «سوريا الديمقراطية»، إنها لا تجد خياراً أمامها سوى الدفاع عن نفسها، إن تعرضت لهجوم.

قلق روسي

من جهتها، أعربت روسيا عن قلقها حيال إعلان تركيا بدء الهجوم، داعية إلى ضبط النفس. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إنّ موسكو قلقة حيال هذه المعلومات، مضيفة: «ندعو أطراف المواجهة إلى ضبط النفس». وأضافت الوزارة، أن روسيا متمسكة بموقفها في حل الأزمة السورية، القائم على حماية وحدة أراضي سوريا، واحترام سيادتها. بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنّ العسكريين الروس غادروا عفرين نحو منطقة خفض التوتر في تل رفعت.

كما كشف عضو بلجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، عن أنّ بلاده ستدعم سوريا دبلوماسياً وستطلب من الأمم المتحدة دعوة تركيا لوقف عمليتها العسكرية في عفرين.

Email