مجلس الأمن يبحث اليوم مشروع القرار المصري

«لا» فلسطينية في وجه أي لقاءات مع الإدارة الأميركية

■ تظاهرة في بيت لحم ضد استقبال نائب الرئيس الأميركي | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفع الفلسطينيون «لا» في مواجهة أي لقاءات مع المسؤولين في الإدارة الأميركية، وهم ذاهبون إلى خيار فرض الإطار الدولي متعدد الأقطاب بدل الاحتكار الأميركي لعملية السلام، في وقت أعلنت الجامعة العربية عن تشكيل وفد وزاري للتحرك الدبلوماسي، فيما يناقش مجلس الأمن الدولي اليوم مشروع القرار المصري بشأن القدس.

وصرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، أمس، بأن المسؤولين الفلسطينيين لن يجتمعوا مع أعضاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث الجهود الأميركية لتجديد مفاوضات السلام، بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال مجدي الخالدي، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدبلوماسية، لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»: «لن يجتمع أحد (من المسؤولين الفلسطينيين) مع أحد من الإدارة الأميركية لمناقشة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن الرئيس (الفلسطيني) كان واضحاً جداً في ذلك الصدد».

وأضاف الخالدي أن جيسون جرينبلات، كبير المفاوضين الدوليين في إدارة ترامب، لم يطلب ترتيب لقاء مع الفلسطينيين خلال زيارته المقبلة، لأنه «يعلم أنه لن يُعقد أي اجتماع، حتى لو طلب ذلك».

إطار متعدد

وصرح نبيل شعث مستشار الرئيس محمود عباس بأن القيادة الفلسطينية ذاهبة إلى خيار فرض إطار دولي متعدد الأقطاب، يستند إلى المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، مؤكداً في الوقت نفسه موقف السلطة رفض قبول الولايات المتحدة كراعٍ لعملية السلام.

ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية، أمس، عنه القول: «نحتاج عامين أو ثلاثة كي نفرض هذا الإطار الدولي على الولايات المتحدة.. إطار دولي كان بدأه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند وجمع 74 دولة». وأضاف أنه «حتى لو تراجع ترامب عن قراره الأخير فيما يخص القدس، فإننا ماضون لفرض إطار دولي يكون راعياً لأي عملية سلام أو مفاوضات قادمة».

وأوضح أن اجتماع القيادة المقرر الاثنين، عناوينه واضحة، وسوف يبحث مسألة الإطار الدولي والتوجه إلى مجلس الأمن، فضلاً عن بحث إعادة النظر بشكل جدي في اتفاقية أوسلو. وأضاف: «سيعاد النظر في اتفاقية أوسلو، وليس بالضرورة إلغاؤها، ممكن أجزاء منها وإعادة النظر في البنود التي لا تطبقها إسرائيل وعدم التزامنا بها.. لكن قرار إلغاء أوسلو لن يقرره اجتماع واحد، وقد يتم هذا على مراحل».

وفد وزاري

وفي القاهرة، قال الناطق باسم أمين عام جامعة الدول العربية محمود عفيفي، إنه في ضوء الاتصالات التي أجرتها على مدى الأيام الأخيرة المملكة الأردنية، بصفتها رئيس كل من القمة العربية ولجنة مبادرة السلام العربية، تم تشكيل الوفد الوزاري العربي المصغر المنوط به التحرك على الصعد الدبلوماسية والإعلامية من أجل مواجهة الآثار الناشئة والتبعات السلبية لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

وأوضح المتحدث الرسمي، في بيان أمس، أن الوفد يتشكل من وزراء خارجية الأردن، وفلسطين، ومصر، والسعودية، والمغرب، والإمارات، والأمين العام للجامعة العربية. وأشار المتحدثُ إلى أنه من المنتظر أن يعقد الوفد أول اجتماعاتِه في العاصمة الأردنية عمّان مع مطلع الأسبوع المقبل.

مجلس الأمن

وينظر مجلس الأمن اليوم، في مشروع قرار يؤكد أن أي تغيير في وضع القدس ليس له أي مفعول قانوني ويجب إبطاله، وفق ما أكده دبلوماسيون. وطرحت مصر مشروع القرار السبت. وقال دبلوماسيون إن المجلس سيصوت عليه اليوم (الاثنين).

ويؤكد مشروع القرار، وفق وكالة فرانس برس، أن القدس قضية «يجب حلها عبر المفاوضات»، ويعبر «عن أسف شديد للقرارات الأخيرة بخصوص وضع القدس»، من دون ذكر إعلان ترامب تحديداً.

ويؤكد مشروع القرار أن «أي قرارات وأعمال تبدو وكأنها تغير طابع القدس أو وضعها أو تركيبتها السكانية ليس لها أي مفعول قانوني وهي باطلة ويجب إلغاؤها».

وقال دبلوماسيون إنهم يتوقعون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار لكن غالبية الأعضاء الـ14 الآخرين، إن لم يكن جميعهم، سيدعمون النص.

لا سفارات

ويدعو مشروع القرار كل الدول إلى الامتناع عن فتح سفارات لها في القدس، ما يعكس قلقاً من احتمال أن تحذو حكومات بلدان أخرى حذو الولايات المتحدة. كما يدعو كل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات تخالف قرارات الأمم المتحدة حول وضع المدينة المقدسة.

وقد دعت حركة فتح الفلسطينيين إلى تظاهرة ضخمة يوم وصول نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى القدس الأربعاء. وأكدت استمرارها في برنامج «فعالياتها الشعبية»، موجهة في بيانها نداء إلى الفلسطينيين لـ«إغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين، الاثنين والخميس» هذا الأسبوع. من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن بلاده ستفتح سفارة لها في القدس الشرقية. وقال إردوغان في خطاب: «إن شاء الله اقترب اليوم الذي نفتتح فيه رسمياً بإذن الله سفارتنا هناك».

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنّه لا يمكن القبول بتهويد القدس كما يرمي إليه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

Email