تفاؤل حذر في الشارع العربي

استطلاع لـ «البيان »: نهاية داعش في العراق ستؤدي لصراعات جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلقى تنظيم داعش الإرهابي، ضربات قاصمة في كل من سوريا والعراق، لا سيما في العراق، ومع ما تعرض له في الموصل من هزائم، كتبت الفصل الأخير لوجود التنظيم داخل الأراضي العراقية، أفرز ذلك كله تساؤلات عديدة لما بعد نهاية «داعش» ومستقبل العراق.


وفي استطلاع أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر»، رأت نسبة كبيرة من المشاركين، أن دحر التنظيم الإرهابي عن العراق، سيؤدي لظهور صراعات سياسية جديدة في البلاد، إذ أقر 58 في المئة من المصوتين في الموقع الإلكتروني بذلك، بينما رأى 14 في المئة أن المليشيات ستعود إلى الواجهة، فيما اعتبر 27 في المئة أن دحر التنظيم سيؤدي لعودة الاستقرار نسبياً إلى ربوع البلاد.


وعبر حساب «البيان» في «تويتر»، كانت النسب متقاربة مع الموقع، حيث اتفق 52 في المئة أن نهاية «داعش» في العراق، ستؤدي لظهور صراعات سياسية جديدة، فيما كانت نسبة من اعتبروا أن نهايته ستعيد المليشيات إلى الواجهة 10 في المئة، وصوت 38 في المئة لصالح بند أن نهاية التنظيم الإرهابي، ستعيد الاستقرار النسبي إلى أرض الرافدين.


هدوء نسبي
في العراق، أكد مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، العميد سعد معن، عدم حصول «هزات ارتدادية لزلزال هزيمة داعش، بل الذي حصل هو العكس تماماً، حيث لم تشهد بغداد والمدن العراقية الأخرى هجمات انتقامية لداعش، وتأخذ الحياة مجراها الطبيعي، ما يعني أن صفحة التنظيم الإرهابي قد طويت، باستثناء بعض المناطق البعيدة، التي يجري قتال حولها حالياً».


وما يمكن أن يلاحظه المواطن العراقي في المدن المهمة، لا سيما العاصمة، لا يمكن أن يطلق عليه هدوءاً نسبياً، بل حياة اعتيادية، تبشر بالخير، من خلال ازدهار الحركة التجارية، وانتشار مراكز التسوق الكبيرة «المولات»، الحركة العامة في الشوارع، والمتنزهات والمنتديات الاجتماعية والثقافية، وكل ذلك سببه «الاستقرار الأمني».


وفي هذا السياق، غرّد المحلل الاقتصادي عصام السامر، في صفحته على «فيسبوك»، بأن النشاط الاستثماري للقطاع الخاص، ينشط حالياً بشكل لافت للنظر، وهو انعكاس للوضع الأمني، ما يؤشر لوجود توافقات سياسية – أمنية، لا سيما أن السياسة والاقتصاد توأمان، ومن المهم للمستثمر والمواطن، أن يكون هناك استقرار أمني – سياسي.


إلا أن متابعين للشأن العراقي، يرون أن هناك خشية من عودة المليشيات إلى المدن، بعد الانتهاء من داعش، ما يتسبب بتضرر الاستقرار.


تفاؤل
وفي مصر، قال الخبير الاستراتيجي، مساعد وزير الدفاع الأسبق، اللواء نبيل فؤاد، «البيان» إن إعلان نهاية داعش في العراق، سوف يؤدي إلى إتاحة الفرصة للعراق لأن يعيد بناء نفسه من جديد، كأحد القوى الرئيسة، وأحد الركائز المهمة للأمة العربية، هو ومصر وسوريا، وعودة العراق هي مكسب كبير للأمة العربية، بعد أن سقط في فخ الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابي، ومن المنتظر أن يخطو العراق بخطوات ثابتة في طريق تحقيق الاستقرار الداخلي.


وحول مدى إمكانية ظهور صراعات جديدة تطفو على السطح، من منطلق وجود فلول العناصر الإرهابية المنتمية لداعش، ومدى إمكانية عودة المليشيات للواجهة من جديد، شدد الخبير العسكري المصري، على أن مسألة مكافحة الإرهاب عملية مستمرة، مردفاً «لقد قضي على تنظيم داعش الإرهابي كتنظيم مرتب ومنظم، وأصبح في العراق عناصر إرهابية مختلفة ومتفرقة ومتناثرة هنا وهناك، كما هو الحال على سبيل المثال في مصر، والأمر يتطلب مواصلة عمليات مكافحة الإرهاب».


وبدوره، رأى مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، الخبير العسكري اللواء سمير فرج، أن العراق بعد نهاية داعش، سوف يستفيق نسبياً، وتهدأ الأجواء الداخلية، وسوف تبدأ عمليات بناء جيش قوي وسليم، واستعادة وتعزيز القوة العسكرية، مع العمل على توحيد العراق وعدم تفتيته، والاهتمام بالبنية الأساسية التي دمرتها الحرب في الفترات السابقة، مع تهيئة المناخ للنظام الديمقراطي، وبدء خطة استثمارية لتطوير العراق، والاستفادة من عوائد النفط لتطوير البلاد، وخلق فرص عمل جديدة للشباب العراقي، في خط متوازٍ مع خلق علاقات متوازنة مع دول الجوار، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي، من خلال الجامعة العربية.


ظهور مليشيات
في الأردن، اعتبر عضو مجلس النواب الأردني، د. عساف الشوبكي، أن «نهاية داعش في العراق لا تعني عودة الاستقرار، بل إن هنالك مليشيات أخرى ظهرت وحلت محل داعش، مثل الحشد الشعبي، وبالتالي، الصراعات والتوتر سيكونان سيدا الموقف»، مشيراً إلى أن «وجود الحشد أو غيره من المليشيات، ستهدد استقرار العراق، إضافة إلى أن لها أدوراً ووظائف سوف تؤديها، وهذا سيدخل العراق في مرحلة جديدة، سيكون عنوانها الصراعات مع الجوار».

Email