غضب أميركي وبريطاني من الفيتو الروسي العاشر

موسكو تأمل بمفاوضات سورية تفضي لدستور جديد

Ⅶ أحد أفراد الدفاع المدني ينقل جريحاً إثر غارات النظام على الغوطة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمل موسكو في أن تساعد القمة الثلاثية بين زعماء روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي على تفعيل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية تفضي إلى صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات على أساسه، لكنّه اتهم الولايات المتحدة والتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بإعاقة عمل الطيران الروسي في سوريا.

واصفاً الوجود الأميركي في سوريا بأنه «غير قانوني»، عكس ما جاء في بيانات وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، فيما قتل 10 أشخاص بينهم ستة أطفال جراء غارات شنها طيران النظام على الغوطة الشرقية.

وصرح لافروف أمس، أثناء مؤتمر صحافي عقده في موسكو مع نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي بأن إجراءات الجيش السوري التي تدعمها القوات الجوية الروسية بغرض القضاء على ما تبقى من مسلّحي داعش تمت إعاقتها، «في الوقت الذي نحتاج إلى المزيد من الوقت لتحقيق أهدافنا». وأشار إلى أن موسكو طلبت توضيحاً لما حدث، وقال: «أثّرت تبعات فرار المسلّحين وهم في أحسن حال على الموقف على الأرض».

مفاوضات مباشرة

وعبر لافروف عن أمل موسكو في أن تساعد القمة الروسية التركية الإيرانية في سوتشي على تفعيل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية. وأوضح أن الحديث يدور عن صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات على أساسه.

مشيراً إلى أن هذه الأفكار جاءت في بيان مشترك أصدره الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب. وشدد على ضرورة أن تحل هذه المسائل على أساس التوافق بين الحكومة وجميع الفصائل المعارضة. وأكد لافروف أن لقاءً سيجمعه مع نظيريه التركي والإيراني، مولود جاويش أوغلو ومحمد جواد ظريف، سيعقد في أنطاليا التركية خلال أيام، تمهيداً لقمة سوتشي الأربعاء.

تداعيات الفيتو

إلى ذلك، أعلن وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، أن عرقلة روسيا لمشروع قرار أميركي، لتجديد التفويض لتحقيق دولي في هجمات كيماوية بسوريا، أمر «مريع». وقال جونسون في بيان، أمس: «من المريع إنهاء عمل آلية التحقيق المشتركة، التابعة للأمم المتحدة». وأضاف: «لن تسمح المملكة المتحدة، أن يؤدي انتهاء آلية التحقيق المشتركة، إلى وقف التعاون بين الشركاء الدوليين، من أجل تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية، ومحاسبتهم».

وفجّر التصويت الذي جرى، الخميس، حرباً كلامية بين روسيا والولايات المتحدة، في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) للمرة العاشرة في مسألة متعلقة بسوريا ضد مشروع قرار أميركي وافقت عليه 11 دولة وعارضته اثنتان هما روسيا وبوليفيا، بينما امتنعت دولتان عن التصويت. وشهدت جلسة مجلس الأمن تلاسناً غير معهود وتبادل اتهامات بـ«الغش» و«الخيانة» و«عدم الأمانة».

وقالت السفيرة الأميركية نيكي هايلي إن «روسيا قتلت آلية التحقيق التي حظيت بدعم عام في هذا المجلس»، وقال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر إن فرنسا تشعر بالأسف لهذه النتيجة الناجمة عن الفيتو الروسي. ورد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن مهمة المحققين «تشوبها نواقص أساسية، وهناك شكوك حول الشهادات التي جمعتها».

طائرات استراتيجية

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن ست قاذفات استراتيجية طراز توبوليف 22- ام 3 أقلعت من الأراضي الروسية، وجهت ضربة نحو مواقع إرهابيي تنظيم «داعش» في مدينة البوكمال شرق سوريا. وجاء في بيان الوزارة أن الطائرات الروسية استهدفت مراكز قيادة للمسلحين، وتجمعات المسلحين وآلياتهم، وأن «وسائل المراقبة الموضوعية سجلت تصفية جميع الأهداف».

وأفاد الإعلام الحربي المركزي التابع للنظام بأنّ «الجيش السوري وحلفاءه يواصلون عمليّاتهم في ريف حماه الشمالي الشرقي، وسيطروا على قريتي عرفة وقصر علي، شمال قرية الحزم. كما سيطروا على قرية خربة الرهجان، شمال قرية سرحا الشمالية».

غارات جوية

ميدانياً، قتل عشرة أشخاص بينهم ستة أطفال جراء غارات مكثفة شنها طيران النظام، أمس، على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة قرب دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ورد مقاتلو الفصائل على هذا القصف بإطلاق قذائف على العاصمة ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين.

ويأتي التصعيد بعد هجوم شنته الفصائل المقاتلة الثلاثاء على إحدى القواعد العسكرية التابعة للنظام في بلدة حرستا الواقعة في هذه المنطقة. وأحصى المرصد مقتل 43 مدنياً لدى الطرفين أغلبهم من الغوطة الشرقية (36 قتيلاً) منذ الثلاثاء.

وقتل الجمعة سبعة أشخاص بينهم خمسة أطفال إثر قصف وغارات جوية على مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية، حسبما أفاد مير المرصد رامي عبد الرحمن. كما أشار مدير المرصد الى مقتل طفل آخر وعنصرين من الدفاع المدني في حرستا الواقعة كذلك في الغوطة الشرقية.

ويأتي ذلك غداة مقتل ستة مدنيين في قصف مماثل على العاصمة بينهم مدرب كاراتيه المنتخب الوطني السوري فاضل راضي «أحد أبرز مؤسسي اللعبة في سوريا» بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

Email